+ A
A -
قال خبراء ومصادر بالخليج إن الولايات المتحدة وحلفاءها قد يضطرون لتخصيص وحدات مرافقة أمنية لحماية السفن التجارية للحيلولة دون وقوع مزيد من الهجمات في ممرات شحن النفط بالخليج.
وقال مسؤولان أميركيان كبيران: إن الولايات المتحدة تبحث مع حلفائها مجموعة من الخيارات بشأن كيفية حماية الملاحة الدولية في خليج عمان بعد إصابة ناقلتين تحملان علمي النرويج واليابان.
وقال أحد المسؤولين في إشارة إلى احتمال وقوع المزيد من الهجمات: «لا نعتقد أن هذا قد انتهى».
إذاً هي خيارات محدودة أمام أميركا وحلفائها كما ذكرت 3 مصادر بالخليج، ومنها طرح تدريجي لنظام المرافقة الأمنية الذي استخدم في «حرب الناقلات» إبان الحرب الإيرانية- العراقية خلال الثمانينيات من القرن الماضي ولاحقا في هجمات القراصنة الصوماليين، وتطبيق قواعد اشتباك جديدة، والقيام بعمليات لإزالة الألغام.
وقال أحد المصادر الخليجية: «إن الأميركيين وغيرهم يتحدثون عن الحاجة لتعزيز الأمن داخل مسارات الشحن وحولها وحماية السفن التجارية كخطوة أولى للقوافل، والقدرة على إطلاق النار على زوارق سريعة معادية حال اقترابها مثل هذه السفن وفقاً لقواعد اشتباك جديدة».
وأضاف: «قد ترى قوى أخرى ترسل سفناً حربية في النهاية. إنها عملية بطيئة الآن في ظل تحسس الخطى داخل الأمم المتحدة ولبناء تحالف».
وقال مصدر آخر إن إرسال واشنطن وحلفائها قوافل بحرية لمرافقة الناقلات سيحتاج لدراسة للوقوف على جدواها في ظل حركة النقل المزدحمة في الممر المائي الضيق. وتهدد هذه الخطوة أيضا بتفاقم التوتر.
الخلاصة: لكن حتى إذا تم تسيير مثل هذه الحراسات، فإن استخدام القدرات البحرية والجوية التقليدية لدول الخليج والدول الغربية التي تتولى حفظ الأمن في المياه التجارية الحيوية قد يكون محدوداً أمام تكتيكات الحرب التي لا تتبع النمط المشتبه بها في العمليات الأخيرة ومنها الألغام البحرية.
ويسجل عرض مضيق هرمز 33 كيلومتراً في أضيق نقطة، ويبلغ عرض الممر الملاحي نحو 3 كيلومترات فحسب في كلا الاتجاهين.
هل يمكن تفادي مثل هذه الهجمات؟
شبَّه ريتشارد ريف، الرئيس التنفيذي لمجموعة أكسفورد للأبحاث، تفادي هذا النوع من الهجمات في البحر بتفادي الهجمات بعبوات ناسفة بدائية أو الهجمات الانتحارية على العسكريين في البر.
وقال جون هامرسمارك، مدير إدارة الأمن والأزمات في رابطة ملاك السفن النرويجية: «يصعب جداً على السفن التصدي للتهديد الماثل أمامها في هذه المنطقة».
وأضاف لرويترز: «ينبغي على المجتمع الدولي التحرك وفقاً للإجراءات المتاحة لديه وبالأخص الهيئات الحكومية. إذا ازداد هذا الأمر سوءاً، فإن الملاحة، أو جزء منها على الأقل، ستتوقف».
قالت السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم إنها عززت استعدادها لمواجهة أي تهديدات.
ويقول بعض الدبلوماسيين إن جانباً كبيراً في القضية يعتمد على كيفية تعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع إيران بعد قراره في العام الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران المبرم عام 2015، وإعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران، وزيادة الوجود العسكري الأميركي في الخليج رداً على مؤشرات عن تهديدات إيرانية.
كما اتهم مسؤولون أميركيون وسعوديون طهران بالهجوم الذي وقع يوم 12 مايور على أربع ناقلات، منها اثنتان سعوديتان، قبالة سواحل الإمارات التي قدمت أدلة لمجلس الأمن الدولي بهذا الشأن. واتهمت طهران الحلفاء الثلاثة «بالتحريض على الحرب».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن العالم لن يتحمل «مواجهة كبيرة في منطقة الخليج». ودعت الصين والاتحاد الأوروبي وغيرهما كل الأطراف المعنية إلى ضبط النفس.
وقال رياض قهوجي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري: إنه إما يتمكن المجتمع الدولي من دفع واشنطن لتخفيف نهجها تجاه إيران أو أن الهجمات المتواصلة ستشجع على ممارسة ضغط عالمي على الجمهورية الإسلامية.
حل آخر مستوحى من التاريخ
وأضاف قهوجي: «إذا اندلعت حرب فستكون بين المجتمع الدولي وإيران. لا يريد أي طرف أن ينزلق بمفرده إلى حرب مع إيران».
وأوضح أن العبء سيقع على عاتق القوى الغربية لا سيما الولايات المتحدة ولكن أيضاً فرنسا وبريطانيا لحماية مياه المنطقة.
وقال في إشارة لاعتمادهم على نفط الخليج: «لن أندهش إذا أرسل الصينيون واليابانيون سفناً لمرافقة الناقلات والسفن التي ترفع أعلامهما على الأقل».
ويشابه الموقف الراهن ما حدث خلال حرب الناقلات التي نشبت عام 1984 خلال الحرب بين العراق وإيران التي استمرت ثماني سنوات. ونفذ الجانبان آنذاك هجمات على ناقلات وسفن تجارية في الخليج في تصعيد هدد إمدادات النفط العالمية وتسبب في تدويل الصراع.
وقدرت لويدز لندن، وهي شركة للتأمين، أن تلك الحرب أسفرت عن إلحاق أضرار بنحو 546 سفينة تجارية وقتل ما يصل إلى 430 بحاراً مدنياً. ولتأمين المرور قدمت الولايات المتحدة حماية عسكرية بمرافقة قطعها البحرية للناقلات التي كانت بعضها ترفع العلم الأميركي. كما وافق الاتحاد السوفياتي على استئجار ناقلات.
وقال المصدر الثاني من منطقة الخليج: «ما يحدث الآن أمر مختلف.. هذا ليس صراعاً مفتوحاً. كيف نحمي الممرات المائية ولأي مدة من الزمن هو سؤال مهم. لا نريد حرباً».
copy short url   نسخ
17/06/2019
515