+ A
A -
رسالة ريو دي جانيرو

محمد الجزار

تصوير - حسين سيد

موفدا لجنة الإعلام الرياضي

يدشن منتخبنا الوطني في الساعة العاشرة من مساء اليوم بتوقيت الدوحة، الرابعة بتوقيت البرازيل ظهوره الأول والتاريخي في بطولة كوبا أميركا 2019، والتي تقام في ضيافة البرازيل خلال الفترة من 14 يونيو الجاري وحتى 7 يوليو المقبل.

الأدعم القطري يلاقي منتخب باراجواي على ملعب الماراكانا الشهير في ثاني مباريات المجموعة الثانية التي أقيمت أول مبارياتها فجر اليوم الأحد بين الأرجنتين وكولومبيا على ملعب «أرينا فونتي نوفا» بمدينة سلفادور البرازيلية.

ويسعى منتخبنا الوطني بقيادة مدربه الشاب الإسباني فيليكس سانشيز للظهور بصورة مميزة تترك انطباعاً جيداً عن الفريق المتوج بلقب بطل آسيا، والذي يستعد أيضاً لمشاركة تاريخية على أرضه ووسط جماهيره حين يستضيف بطولة كأس العالم 2022.

ورغم أن البعض ينظر لهذه المباراة على أنها مواجهة المجهول لكلا الفريقين، رغم أن كلاً منهما يعلم أسماء النجوم عند كل منافس، إلا أنه صدام من نوع خاص بين مدرستين مختلفتين تمامًا هو ما يصنع تحديًا من نوع خاص في هذا اللقاء، سيجعلنا على موعد مع مواجهة من العيار الثقيل.

ظروف مختلفة

وبالنظر إلى ظروف كلا الفريقين تبدو مغايرة للغاية تماماً، فالمنتخب القطري يعيش حالة من الاستقرار الواضح خلال السنوات الماضية، آتت ثمارها بشكل ملحوظ خلال بطولة آسيا الأخيرة التي كسب بها المنتخب القطري احترام الجميع بعد مستويات رائعة قدمها أمام كبار القارة الصفراء ونجح من خلالها في التتويج التاريخي بلقب البطولة الآسيوية لأول مرة.

ولم يكن هذا التتويج وليد الصدفة أو بضربة حظ وإنما كان نتيجة عمل وإستراتيجية بعيدة الأمد وضعها الاتحاد القطري بالتنسيق مع أكاديمية أسباير ولجنة المنتخبات، تم خلالها منح المدرب سانشيز كل الصلاحيات والصبر عليه، مع إيفاد عدد كبير من اللاعبين القطريين إلى الاحتراف الخارجي لاكتساب الخبرات، ومع الاحتكاك القوى بمدارس متنوعة، وتصعيد نفس المجموعة سوياً من الفئات السنية المختلفة أصبح الانسجام، والتجانس أهم ما يميز الفريق القطري بوجود مجموعة شابة يعول عليها الكثيرون.

إعادة بناء

ومنتخب باراجواي المتوج بلقب كوبا أميركا في نسختين سابقتين في عامي 1953 و1979، والذي خاض ثماني نسخ من بطولات كأس العالم، وكانت أفضل نتائجه فيها عندما بلغ دور الثمانية في نسخة 2010 بجنوب إفريقيا، علماً بأنها كانت النسخة الرابعة على التوالي التي يشارك فيها الفريق بالمونديال، لكنه غاب عن نسختي 2014 و2018، فهو يتطلع إلى تتويج مرحلة إعادة البناء التي بدأها في ديسمبر 2014 بقيادة مديره الفني الأسبق الأرجنتيني رامون دياز بالظهور بأفضل صورة خلال بطولة كوبا أميركا واضعاً نصب عينيه التقدم للأدوار النهائية.

مرحلة إخفاق

منتخب باراجواي عانى خلال الفترة الماضية من مرحلة عدم استقرار بعد إخفاق الفريق في النسخة المئوية لكوبا أميركا عام 2016 بالولايات المتحدة، حيث أطاح اتحاد الكرة بالمدرب دياز من تدريب الفريق ليعود المدرب الوطني فرانسيسكو آرسي إلى تدريب الفريق في 2016، لكن مع فشله أيضاً في قيادة الفريق لنهائيات المونديال الروسي، رحل آرسي عن تدريب الفريق تاركاً المسؤولية بشكل مؤقت لمواطنه جوستافو مورينيجو حتى تولى الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو في أواخر 2018، لكنه لم يستمر مع الفريق سوى شهور قليلة واستقال في فبراير الماضي، ليعود منتخب باراجواي إلى المدرسة الأرجنتينية، حيث تولى المسؤولية إدواردو بيريزو قبل شهور قليلة من خوض المعترك القاري في كوبا أميركا 2019.

تشكيلة شابة

ولا يمتلك منتخب باراجواي نجوماً ساطعين وبارزين مثل منتخبات أخرى مشاركة في كوبا أميركا 2019، ولكن الفريق يعتمد بشكل كبير على حماس وخبرة لاعبين مثل هيرنان بيريز وريتشارد أورتيز إضافة لأداء بعض لاعبيه المتميزين مثل ديرليس جونزاليس وأوسكار روميرو وخوان مانويل إيتربي الذين قدموا مستويات جيدة مع الفريق في السنوات الماضية. ويأمل الأرجنتيني بيريزو في تكرار ما نجح فيه مواطنه خيراردو (تاتا) مارتينو بشأن تطوير طموحات الفريق من مجرد تقديم عروض جيدة واجتياز الأدوار الأولى في البطولات الكبيرة إلى طموح المنافسة على اللقب، حيث قاد مارتينو الفريق لنهائي نسخة 2011.

معسكر شامل

أما منتخب قطر فمن أجل الدخول في أجواء البطولة والإعداد لها بالشكل المناسب، انتظم المنتخب القطري في معسكرين الأول بمدينة تكساس الأميركية والثاني ببرازيليا خاض خلالهما وديتين الأولى مع منتخب السيلساو وخسرها الفريق القطري بهدفين، والثاني أمام مادويرا البرازيلي وفاز فيها بهدفين.

وظهر واضحاً أن الفريق القطري في حالة فنية وبدنية عالية جداً، مع اكتمال صفوفه بعودة المدافع المميز بسام الراوي بعد شفائه من الإصابة، لكن يبقى التساؤل: هل سيدفع به سانشيز أساسياً ليكون ورقة مهمة في خطة اللعب 4-4-2 بوجوده مع بيدرو وطارق سلمان وعبد الكريم حسن في الخلف، مع الدفع بخوخي بوعلام بجوار حسن الهيدوس وعاصم مادبو وعبد العزيز حاتم في الوسط ليكون الثنائي أكرم عفيف والمعز علي في الهجوم لتهديد مرمى الفريق الباراجواياني وتشكيل الضغط عليه.

ويدرك الأرجنتيني بيريزو أن المنتخب القطري سيكون قوياً هجومياً، لذلك فهو يفكر في اللعب بطريقة 4-2-3-1 بوجود سيلفا في حراسة المرمى وأمامه رباعي الدفاع جونيور الونسو لاعب بوكا جونيورز الأرجنتيني وغوستافو غوميز محترف الميلان وفابيان بالبوينا لاعب وست هام بالإضافة إلى ايفان بيريس، وأمامهم الثنائي ماتياس روخاس وسيلزو أورتيز كخط دفاع ثاني متقدم بأدوار هجومية، بالإضافة إلى ثلاثي الوسط سيسيليو دومينغيز لاعب كلوب أميركا المكسيكي وميغيل ألميرون لاعب نيوكاسل الإنجليزي وخوان ايتوربي، وفي الهجوم رأس حربة وحيد هو فيدريكو سانتاندير لاعب بولونيا الإيطالي.
copy short url   نسخ
16/06/2019
1611