+ A
A -
ترجمة –هشام عبد الرءوف
يوماً بعد يوم تتفاقم معاناة الشعب اليمني من جراء ما يسمى بحملة إعادة الشرعية إلى اليمن بقيادة السعودية، التي بدأت قبل أكثر من أربع سنوات، للاطاحة بنظام حكم الحوثيين في اليمن. ولم تنجح الحملة، وكل ما نجحت فيه تدمير مرافق الشعب اليمني ومقومات حياته. وفي أحدث تقرير لها، تتحدث مؤسسة اوكسفام عن انتشار مرض الكوليرا في اليمن بشكل خطير، بسبب الغارات السعودية التي دمرت شبكات المياه والمجاري. ويقول التقرير، إن الكوليرا تنتشر حاليا بمعدلات مفزعة، تفوق ما حدث عام 2017. ويوجد حاليا نحو أربعين ألف يمني يشتبه في اصابتهم بالكوليرا في المدينة. ويرتفع الرقم إلى 200 ألف على مستوى اليمن. هذا فضلاً عن المصابين المؤكدين، ومن قضوا نحبهم، بسبب هذا المرض، الذي يرتبط بغياب المياه النقية.
وتعد مدينة تعز (2.6 مليون نسمة) مجرد نموذج لمعاناة أبناء اليمن من وباء الكوليرا، حيث تعمل شبكة المجاري فيها على نحو متقطع، بسبب الأضرار التي أصابتها من جراء غارات التحالف من ناحية. ومن ناحية أخرى تعاني الشبكة - أو ما تبقى منها - من عدم انتظام إمدادات التيار الكهربائي، بسبب ما تعرضت له محطة الكهرباء المغذية للمدينة من غارات ألحقت بها أضراراً جسيمة، جعلتها غير قادرة على العمل بانتظام.
وزادت حالات الكوليرا المؤكدة، والمشتبه فيها في المدينة، بسبب اعتماد المواطنين على مياه الأمطار، التي سقطت عليها بغزارة الشهر الماضي، لعدم وجود مياه كافية تأتي عبر شبكة مياه المدينة، التي أصابتها الغارات السعودية. ووصل الأمر ببعض السكان من فرط عطشهم أنهم كانوا يجمعون المياه من البرك، التي تجمعت بها في الشوارع في أوعية، لاستعمالها في الشرب والطهى. وكان من الطبيعي أن يزيد انتشار الكوليرا في تعز وغيرها. وهذا ما حدث في العامين السابقين في موسم الأمطار.
وتتحدث التقارير عن عشرات الحالات، التي تصل إلى مستشفى المدينة يومياً، وهي تعاني من أعراض الكوليرا الرئيسية، وهي الإسهال والقيء. وليس هؤلاء هم كل المصابين، بل هناك آخرون لم يتوافر لديهم المال الكافي لدفع أجر الانتقال إلى المستشفى ليموتوا في بيوتهم.
وهذا أمر طبيعي في ضوء فقدان فرص العمل بمعدلات متزايدة في هذا البلد، وهناك حالات لا يستطيع الأطباء إنقاذها. وأحيانا لا يستطيع المريض المرور بسهولة عبر منطقة يسيطر عليها أي طرف، إذا كان قادماً من منطقة يسيطر عليها الطرف الآخر، حيث لا يراعي الحوثيون أو التحالف خطورة الحالة وأهمية عنصر الوقت.
وتقدر أوكسفام أن ثلث المصابين بالكوليرا في اليمن أطفال، تقل أعمارهم عن الخامسة، وأن الكوليرا تنتشر في 22 محافظة يمنية من 23، هي كل محافظات اليمن، الذي كان يوما ما يعرف باسم اليمن السعيد، بعد أن انهار نظام الرعاية الصحية بها تماماً، أو أوشك على ذلك، وعجزت منظمات الإغاثة الدولية عن سد الفجوة، أو تم تعجيزها عمدا.
copy short url   نسخ
12/06/2019
1342