+ A
A -
كتب- أنس عبدالرحمن
علمت الوطن أن اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان تعمل على تنظيم جلسات استماع وشهادات حيّة لضحايا الحصار خلال الفترة المقبلة في عدد من المحافل الدولية، منها، مجلس حقوق الإنسان في جنيف، والبرلمان الأوروبي وعدد من البرلمانات الدولية؛ إلى جانب دعوة مزيد من المنظمات الدولية لزيارة الدوحة واستقصاء معاناة الضحايا وتأثير انتهاكات دول الحصار.
كما علمت الوطن أن اللجنة الوطنية تعمل على إصدار كتاب يجمع كافة تقارير المنظمات الدولية، ويوثق شهادات الضحايا بلغات متعددة، على أن يتم توزيعه في مختلف الهيئات والمنظمات الدولية، وفي مختلف الفعاليات الدولية المهمة؛ كما تسعى لتنظيم معرض دولي يوثق انتهاكات دول الحصار، وشهادات الضحايا عبر عدد من عواصم العالم.
وكشفت اللجنة الوطنية الوطنية لحقوق الإنسان في وقت سابق عن نيتها التباحث مع وفود ومنظمات دولية زارت قطر منذ بدء الحصار لتشكيل تحالف دولي لإسماع أصوات المتضررين من الحصار، بالإضافة إلى بحثها مع بعض المراكز الدولية المتخصصة لتقييم الأضرار النفسية على المتضررين من الحصار، وبخاصة النساء والأطفال، وذلك لرفع ملف متكامل للجهات القضائية والحقوقية.
وأكدت أنها ماضية خلال الفترة المقبلة في تكثيف سلسلة زياراتها الدولية ولقاءاتها مع أبرز الشخصيات والمنظمات الدولية، لإسماع أصوات الضحايا في مختلف المنابر الدولية، وفضح انتهاكات الحصار، ودعم كافة التحركات القانونية لقطر والمنظمات الدولية، وتوفير كافة البيانات والوثائق والاستشارات اللازمة لإدانة انتهاكات دول الحصار، وإنصاف الضحايا.
وأوضحت أنها ستركز خلال المرحلة المقبلة على المسار القضائي، وستكثّف جهودها في مجال مقاضاة دول الحصار، وإنصاف الضحايا وجبر الضرر عنهم وتعويضهم، بعدما تمّ الانتهاء من استكمال الملفات وتوثيقها.
وأكدت التزامها بالدفاع عن حقوق الضحايا من المواطنين الذين فقدوا أملاكهم وعقاراتهم بعد طردهم من الإمارات والسعودية، دون السماح لهم باسترجاع أملاكهم حتى الآن، وتكبدهم خسائر فادحة، إلى جانب الذين تضرروا بفعل هلاك الآلاف من رؤس الأغنام والإبل في عمق الصحراء.
جلسات استماع سابقة
وكان البرلمان الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل قد شهد خلال شهر فبراير المنصرم، جلسة تاريخية، استقطبت حضوراً قوياً لنواب دول الاتحاد الأوروبي ووسائل الإعلام العالمية للاستماع- لأول مرة- لشهادات حيّة ومروعة من المواطنة القطرية الدكتورة وفاء اليزيدي، إحدى ضحايا التفكك الأسري، والمواطنة القطرية الطالبة جوهر محمد المير، التي تعرضت للطرد من جامعة السوربون أبوظبي؛ هذا إلى جانب خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اغتيل داخل مقر القنصلية السعودية في اسطنبول، والطالب والأكاديمي البريطاني ماثيو هيدجز الذي تعرض للسجن والتعذيب في أبوظبي وحكم عليه بالمؤبد، قبل إطلاق سراحه لاحقاً بعد تدخل السلطات البريطانية، إلى جانب علي الأسود، عضو البرلمان البحريني المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة علي الأسود.
وانتقد الضحايا الخمسة انتهاكات دول الحصار، ولا سيما تلك التي تورطت فيها حكومات السعودية والإمارات والبحرين، ما وصفوه بالمواقف السلبية والغير مجدية التي تبديها دول الاتحاد الأوروبي والدول الغربية عامة إزاء الانتهاكات التي تطالهم، معيبين على حكومات تلك الدول التزام الصمت أحياناً كثيرة بدافع مصالح سياسية، أو الاكتفاء في أحسن الأحوال بإدانات رسمية، لا تردع دول الحصار لوقف انتهاكاتها.
وطالب الضحايا في جلسة علنية بالبرلمان الأوروبي من حكومات دول الاتحاد والبرلمان الأوروبي اتخاذ مواقف أكثر قوة وتأثيراً لوقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تطال المواطنين والمقيمين في قطر منذ بدء الحصار، إلى جانب الانتهاكات التي يتعرض لها العديد من المواطنين المعتقلين في السجون الإماراتية والسعودية والبحرينية.
وتعتبر جلسة الاستماع لضحايا الحصار في البرلمان الأوروبي حدثاً تاريخياً بامتياز، حيث استقطبت حضوراً قياسياً لنواب البرلمان، وممثلي وسائل الإعلام الدولية الذين وثقوا شهادات مؤلمة لضحايا الحصار، تفاعل معها نواب البرلمان الأوروبي الذين أعلنوا التزامهم باتخاذ إجراءات عاجلة للضغط على دول الحصار لوقف إجراءات التمييزية التي شكلت انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان.
وقد شهدت جلسة الاستماع نقاشات ساخنة وشفافة، طالب خلالها عدد من نواب البرلمان الأوروبي بضرورة وقف تسليح السعودية بسبب انتهاكاتها لحقوق الإنسان، لافتين إلى أن البرلمان الأوروبي صوت ثلاث مرات لقرار منع بيع الأسلحة، لكن ما تزال بعض الحكومات تعقد صفقات مع النظام السعودي.
وشدّد النواب على ضرورة المضي قدما لوقف الانتهاكات السعودية والإماراتية في اليمن، وتلك الناجمة عن حصار قطر، لافتين إلى أن حقوق الإنسان مبدأ عالمي، لابد من الدفاع عنه في كل مكان، محذرين من أن أوروبا ستتحمل تبعات الانتهاكات الناجمة عن حصار قطر إن لم تتحرك لوضع حد لها، وأن تداعيات حصار قطر لا يتم الحديث عنها بما يكفي داخل البرلمان الأوروبي.
copy short url   نسخ
12/06/2019
2330