+ A
A -
حوار - حنان حسينالفنانة التونسية فاطمة ناصر ممثلة متمكنة من أدواتها الفنية، بملامحها وبساطتها تحيطها هالة من الجاذبية والقبول.. قالوا عنها إنها ممثلة موهوبة تعلم جيداً مفاتيح الشخصيات التي تقدمها.. لديها الكثير من الطاقات لم تخرج حتى الآن إلى النور رغم الأدوار الجيدة التي قدمتها على الشاشة، ويعرف أهل الفن والمهتمون بمتابعتها أنها فنانة تجيد اللعب مع الكبار- تقوم حالياً بتصوير مسلسلها التاريخي «الحلاج»، ويشارك به العديد من النجوم السوريين، فعن الحلاج ولماذا تأخرت عليها البطولات وهل استطاعت أن تحقق الدراما الخليجية تواجداً ملحوظاً والعديد من الموضوعات التي كانت محور حوار الوطن معها.
{ أولاً كيف كانت مشاركتك في دراما رمضان؟
- فوجئت بترشيح المخرج كريم الشناوي لي للمشاركة في مسلسل «قابيل» وهو أول إخراج تليفزيوني له، وكان ذلك بعد اكتمال فريق العمل، ولأنني مؤمنة بأن الدور الجيد ينادي صاحبه قبلت فوراً بعد قراءتي له.. وهو يمثل الجانب الإيجابي في حياة ضابط الشرطة طارق «محمد ممدوح»، والذي تدعمه بعد وفاة زوجته في حادث سير.. وأسعدني نجاح العمل الذي نال استحسان الجميع.
{ وماذا عن مسلسلك الجديد (الحلاج)؟
- يتناول المسلسل قصة حياة الصوفي الشهير (الحسين بن منصور الحلاج) في إطار تاريخي، حيث تبدأ الأحداث في عام 265 هجري في عصر الخلافة العباسية الثانية، وما شهدته هذه الفترة من اضطراب في تداول السلطة وتأثير تلك الاضطرابات على الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وبزغ في تلك الفترة نجم السيدة (شغب) وهي جارية من جواري المعتضد بالله ووالدة ولده (جعفر)، والتي تمكنت بدهائها وقوة شخصيتها من خوض صراعات قاسية في سبيل تثبيت حكم ولدها جعفر، ويقوم الفنان غسان مسعود بدور الحلاج ويشارك بالمسلسل عدد كبير من النجوم منذر رياحنة ومنى واصف وراكين سعد وعاكف نجم وخالد القيش ومحمد قنوع ورنا جمول ومديحة كنيفاتي.
{ ألا تشعرين بالخوف من هذه التجربة، خاصة أنك إحدى بطلات العمل؟
- الخوف هو ثمة سائدة في كل عمل جديد أشارك به، وأنا أقصد هنا الخوف للوصول للأفضل والنجاح وبالنسبة لشخصيتي في مسلسل (الحلاج) جذبتني تركيبة الدور كثيراً، لأنني لم أقدمها من قبل في أعمال فنية والذي يعد واحداً من أهم الأدوار التي أسندت لي منذ بدأت مسيرتي الفنية من حيث المساحة والحجم وتأثير الدور، فضلاً عن التركيبة النفسية لهذه الشخصية فهي من الشخصيات التي تمنيت تقديمها.
{ هل توافقين على الرأي القائل إن فاطمة ناصر تميل للأداء الغربي الهادئ؟
- عندما تعرض عليّ شخصية وأجدني متحمسة لأدائها أحاول أن أتعايش معها بكل تفاصيلها وأقوم بعمل دراسة كاملة عنها وعن ردود أفعالها في المواقف التي تتعرض لها، وكثيراً ما أفضل أن تكون انفعالات الشخصيات التي أقدمها داخلية، فأنا أضع نفسى مكان الشخصية وأتعايش معها تماماً فتجدين رد الفعل ليس ببعيد عني شخصياً كفاطمة.
{ عندما يعرض عليك عمل.. هل توافقين عليه على أساس الكم أو الكيف؟
- بالتأكيد الكيف فأهمية الدور تأتي في المقام الأول ولا بد من أن تكون مساحة الدور كافية، لأن تثير اهتمامي فمن الممكن أن يكون هناك دور كبير ولا يكون له طعم أو لون، لأنه قد يكون سطحياً وهذه الأدوار لا تستهويني، بل إنني أختار أدواري على حساب أهميتها وتأثيرها في السيناريو والمشاهد عندما يتابع عملاً فنياً، فهو يركز مع كل الممثلين الأساسيين وضيوف الشرف فأهمية ما أقدم هي التي تتحكم في اختياراتي، لذلك تجدينني شاركت من قبل في عدد من الأعمال الفنية كضيف شرف.
{ أخيراً حصلت فاطمة ناصر على البطولات خلال الموسم الرمضاني 2019 في مسلسل (الحلاج) ومسلسل (قابيل) لماذا تأخرت البطولة؟
- ليس لدي أسباب محددة، إلا أن الشيء الأكيد أنه لم يكن تقصيراً مني ربما بعض المخرجين لم يروني بشكل جيد حتى استطعت أن أظهر قدراتي خلال الأعوام الماضية، فيما شاركت فيه واقتنعوا أنني امتلك موهبه حقيقة، فوضعوا ثقتهم في، وبدأت ارشح لأدوار البطولة.
{ وما ردك على أن أعمالك جميعها تدور في فلك واحد؟
- لا أوافقك الرأي بالتأكيد، فأنا دائماً ما احرص على ألا أكرر نفسى، فكلما كانت الشخصيات التي قدمتها متنوعة استطعت أن أظهر إمكانياتي التمثيلية، فمنذ قررت احتراف التمثيل وكانت نصيحة العديد من الفنانين لي في تونس أن احرص على تغيير جلدي دائماً وألا أحصر نفسى داخل إطار معين من الشخصيات، لذلك قدمت الأعمال المدرن والتاريخي، فدائماً ما أغامر وأقدم شخصيات صعبة والحمد لله جميعها نالت استحسان جمهوري بتونس والوطن العربي.
{ وماذا عن السينما بأجندتك الفنية؟
- لها مكانة مهمة ومتميزة، فقد خضت تجربة سينمائية تونسية ممتعة في فيلم (المتشابهون) للمخرج حبيب مستيري والذي تدور أحداثه في فترة الخمسينات حول رحلة حب مستحيل بين شخصيات حكم عليها بالفشل وعكس الفيلم الحالة السياسية والاقتصادية للبلد في تلك الفترة، فقد قدمت شخصية عايشة التي توفي زوجها وتضطر إلى بيع بيتها لتستطيع العيش وهذا الفيلم هو التعاون الثاني لي مع المخرج حبيب مستيري، فقد سبق وتعاونّا من قبل في فيلم (أمواج متلاطمة)، كما سعدت بعرض فيلمي (مصطفى زاد) بمهرجان منارات التونسي وقوبل الفيلم بالكثير من الترحاب على مستوى الجمهور والنقاد.
{ هل تتابعين الحركة الفنية العربية؟ وما أكثر ما لفت انتباهك مؤخراً؟
- بالتأكيد فالفنان لا بد أن يكون متابعاً جيداً لما يدور حوله وبالنسبة لما لفت انتباهي مؤخراً النهضة الفنية الحادثة بالخليج والاهتمام الخليجي بالقوى الناعمة ومدى تأثيرها على الشعوب، فكان شيئاً لافتاً للنظر جداً.
{ وبالنسبة للحركة الفنية في قطر؟
- قطر من أهم دول الخليج التي تتمتع بتاريخ فني معروف جداً ومؤثر، فلديها كبار الفنانين وهم نجوم فوق العادة ومتميزون في مجال الطرب والتمثيل من قطر كالمطرب الكبير علي عبد الستار والفنان المعروف غانم السليطي وأعماله المسرحية التي دائماً ما تكون موضع اهتمام المتابعين للحركة الفنية وكذلك الفنان الكبير علي حسن، فهو ممثل سينمائي وتليفزيوني ومسرحي رائع ويعد واحداًً من المؤسسين لفن التمثيل في قطر وأنا أيضاً من محبي الفنانة هدية سعيد فهي من أوائل الممثلات القطريات، حيث بدأت مشوارها من خلال الأعمال المسرحية في السبعينات مع فرقة الأضواء ومن الأعمال المحببة لي لهذه الفنانة العبقرية مسلسل «فايز التوش» ومسلسل «بو هباش» عندما قدمت شخصية زوجة بو هباش الرجل الشديد البخل كانت أكثر من رائعة الحقيقة، فنحن بحاجة إلى صفحات إذا أردنا الحديث عن الفن في قطر.
{ تحرصين دائماً على تغيير اللوك الخاص بك مع كل عمل جديد... لماذا؟
- لأن الجمهور لا يهتم فقط بموهبة الممثلة أو بالأدوار التي تقدمها فقط، لكن أيضاً يهتم بمظهرها وشكلها الخارجي، لذلك أحرص دائماً على أن أكون متجددة لإرضاء جمهوري.
{ ما هو برنامجك في الإجازات من التصوير؟
- أعشق السفر فإذا لم أكن مرتبطة بالتصوير أسافر فوراً إلى بلد جديد لا أكون زرته من قبل وإن لم أستطع السفر أفضل البقاء مع أسرتي، فأنا شخصية بيتوتية جداً أفضل الجلوس في البيت مع أسرتي إن لم أكن مرتبطة بعمل.السليطي وعبد الستار نجمان فوق العادة
copy short url   نسخ
12/06/2019
4218