+ A
A -
عواصم- وكالات- كثّف القادة العسكريون الإيرانيون أمس من تصريحاتهم التي حملت نبرة تصعيد وتهديد واضحة، بعد إعلان الولايات المتحدة عن نشرها قوات إضافية وتعزيز حضورها العسكري بالمنطقة.
وتحدث أمس أربعة من كبار القادة العسكريين من الجيش والحرس الثوري، في أول رد فعل من المؤسسة العسكرية الإيرانية على إعلان واشنطن إرسال قوات ومعدات إضافية إلى الشرق الأوسط، لتعزيز حماية القوات الأميركية بسبب ما وصفته بالتهديد المستمر الذي تمثله القوات الإيرانية.
وقال نائب قائد الحرس الثوري الجنرال علي فدوي إنّ تحركات الجيش الأميركي ليست ذات أهمية عسكرية، ومستعدون لجميع الاحتمالات. وأضاف أن «حاملات الطائرات والسفن والبوارج الأميركية مرصودة بالكامل وتحت مراقبتنا».
وينظر لتصريحات فدوي بأهمية كبيرة في طهران، حيث عمل سابقا قائدا للقوات البحرية الإيرانية، ويعرف إمكانات بلده في هذا المجال.
وكان أحد التصريحات اللافتة في التصعيد الحالي بين واشنطن وطهران ما نقلته وكالة ميزان للأنباء شبه الرسمية عن مسؤول عسكري إيراني كبير قوله إن بوسع إيران أن تغرق السفن الحربية التي ترسلها الولايات المتحدة إلى منطقة الخليج باستخدام صواريخ و«أسلحة سرية».
وقال مستشار القيادة العسكرية الإيرانية الجنرال مرتضى قرباني، «أميركا.. قررت إرسال سفينتين حربيتين إلى المنطقة. فإن هما ارتكبتا أقل حماقة، فسنلقي بهاتين السفينتين إلى قاع البحر بطواقمهما وطائراتهما باستخدام صاروخين أو سلاحين سريين جديدين».
وقال اللواء في الحرس الثوري الإيراني غلام علي رشيد إن أمن مضيق هرمز لن يكون ممكنا دون تأمين مصالح إيران النفطية.
وأضاف رشيد -في تصريحات نقلتها وكالة فارس للأنباء- أن من غير الممكن الحديث عن الأمن والاستقرار في الخليج ومضيق هرمز دون الأخذ في الحسبان مصالح الأمة الإيرانية، بما في ذلك صادرات النفط.وتهدد إيران بتعطيل شحنات النفط عبر اغلاق مضيق هرمز إذا حاولت الولايات المتحدة تكبيل اقتصادها بوقف صادراتها النفطية عبر تكثيف العقوبات.
وبالتوازي مع التصريحات السابقة، نقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء شبه الرسمية أمس أيضا عن قائد عسكري إيراني آخر قوله إن «الأميركيين العقلاء والقادة الأميركيين ذوي الخبرة» سيكبحون على الأرجح «العناصر المتطرفة» ويمنعون نشوب حرب مع إيران.
وقال اللواء حسن سيفي، وهو أحد مساعدي قائد الجيش الإيراني، لوكالة مهر «نعتقد أن الأميركيين العقلاء وقادتهم ذوي الخبرة لن يسمحوا لعناصرهم المتطرفة بأن يقودوهم لوضع يكون من الصعب جدا الخروج منه، ولذا فإنهم لن يدخلوا حربا».
وعلى المستوى السياسي قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن قرار الإدارة الأميركية إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين ويتوجب مواجهة ذلك. واعتبر ظريف أن اتهام إيران بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة في الخليج محاولة من واشنطن لتبرير وجودها العسكري بالمنطقة.
وحذر من عواقب زيادة أعداد القوات الأميركية في الخليج، وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) قبل مغادرته باكستان عائدا إلى بلاده، إن مثل هذه الخطوات «تشكل تهديدا خطيرا على منطقتنا».وأضاف ظريف في إشارة إلى الإعلان الأميركي الذي تحدث عن «تهديدات إيرانية»، أن «الأميركيين صرحوا بمثل هذه المزاعم لتبرير سياساتهم العدائية وفي إطار إثارة التوتر» في الخليج.
و إستبعد ظريف إمكانية إجراء مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، في حين كشفت سناتورة أميركية عن عقدها لقاء سري مع ظريف قبل أسابيع.
وبرر ظريف ما ذهب إليه بقوله «إن بومبيو حريص في كل مرة يتحدّث فيها عن إيران على إهانته»، متسائلا لماذا يجدر به الرد على اتصالات وزير الخارجية الأميركي؟.
وكان ظريف رفض في تصريحات صحفية سابقة إمكانية إجراء اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، في ظل ارتفاع وتيرة التوتر بين البلدين.
وفي سياق مشابه، كشفت السناتورة الأميركية عن الحزب الديمقراطي ديان فاينشتاين عن عقدها اجتماعا مع ظريف خلال زيارته لنيويورك في أبريل الماضي.
ونقلت صحيفة بوليتكو الأميركية عن مصادر مطلعة قولها إن ديان فاينشتاين تناولت العشاء مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عندما كان في الولايات المتحدة قبل بضعة أسابيع. ونقلت الصحيفة عن أعضاء في الفريق المساعد لفاينشتاين قولهم إن العشاء كان مرتبا بالتشاور مع وزارة الخارجية، غير أن الوزارة أخبرت الصحيفة أنها لم تطلب من فاينشتاين لقاء ظريف. من جهته، دعا رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني محمد حسين ناجي حسيني، ظريف إلى إطلاع البرلمان على السبب الرئيسي للاجتماع بفاينشتاين، مشددا على ضرورة أن يستجوب البرلمان ظريف لمعرفة أسباب تلك الخطوة.
copy short url   نسخ
26/05/2019
1978