+ A
A -
الدوحة- الوطن
الدوحة - الوطن
تفاعل أهل قطر والمقيمين فيها أفراداً ومؤسسات مع مبادرة «لأجل الانسان» التي أطلقتها قطر الخيرية بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مساء الجمعة الماضية على تلفزيون الريان وإذاعة القرآن الكريم بالدوحة بهدف تقديم المساعدات لأكثر من 300.000 لاجئ من اليمن والعراق والروهينغا والصومال، إضافة إلى اللاجئين السوريين، حيث تمكنت الحملة من جميع تبرعات بقيمة تصل إلى 24.75 مليون ريال خلال ساعتين.
أكبر مبادرة إغاثية
وتعد مبادرة «لأجل الإنسان 4 H» أكبر مبادرة لإغاثة اللاجئين حول العالم، تهدف للأخذ بيد اللاجئين من مرحلة المعاناة إلى الأمل وتأمين احتياجاتهم الأساسية وإيصال الشعور لهم بالأمان، وتوفير حياة كريمة لهم في بلدانهم أو البلدان التي لجؤوا إليها. وتسعى المبادرة إلى تقديم نموذج رائد لدعم حالات الطوارئ على مستوى العالم، والتشاور والعمل المشترك من أجل تعزيز الاستجابة الإنسانية والتعاون الميداني بين الطرفين. وقد توجه السيد محمد الغامدي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع الحوكمة والتطوير المؤسسي في قطر الخيرية بالشكر الجزيل لأهل قطر والمقيمين فيها على تفاعلهم مع الحملة وتبرعاتهم السخية لها، منوها بأن هذا يؤكد أن دولة قطر وشعب قطر كانوا دوماً سباقين في الوقوف إلى جانب المنكوبين والنازحين واللاجئين في مختلف أنحاء العالم، تقديراً لظروفهم الإنسانية، كما شكر وسائل الإعلام القطرية والمؤثرين على شبكات التواصل والناشطين الاجتماعيين لتفاعلهم ودعمهم الكبيرين، مشيراً إلى أن باب التبرع للمبادرة مازال مفتوحاً خلال الفترة القادمة.
ضيوف
وقد استضاف البث التليفزيوني المباشر للحملة كلاً من السيد محمد الغامدي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع الحوكمة والتطوير المؤسسي، والسيد خالد خليفة، الممثل الإقليمي للمفوضية السامية لشئون اللاجئين بدول الخليج، والشيخ سعود الهاجري، والإعلامية إيمان الكعبي، والكابتن عادل لامي لاعب منتخب قطر السابق، والسيدة شيخة المفتاح الناشطة الاجتماعية وعضو فريق قطر الخيرية النسائي.
ريادة إنسانية قطرية
وفي حديثه أثناء إطلاق الحملة أوضح السيد محمد الغامدي أن الحملة جزء من المبادرات التي تقدمها قطر الخيرية، مشيرا إلى إطلاق حملات عديدة خلال الفترة الماضية ضمن جهودها في المجال الإنساني العالمي.
وأشار إلى أن مبادرة «لأجل الإنسان» التي أطلقت مساء الجمعة تهدف إلى تقديم المساعدة إلى 300 ألف لاجئ، مشيرا إلى وجود 70 مليون لاجئ حول العالم حاليا منهم 40 % منهم المنطقة العربية.
وشدد على أن الشراكة الكاملة التي جمعت بين إحدى مؤسسات العمل الخيري القطري وإحدى وكالات الأمم المتحدة المعنية بالعمل الخيري والإنساني تعد تأكيده على الدور الريادي لدولة قطر في هذا المجال.
ولفت الغامدي إلى تطور علاقات التعاون بين قطر الخيرية والمفوضية السامية للاجئين على مدى 18 عاماً، حيث بدأت في 2002، مشيراً إلى توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي مع المفوضية في 2017 كنقلة نوعية في علاقات التعاون بين الجانبين.
وأضاف أن هذه الاتفاقية تمكن الجانبين من وضع استراتيجيات وخطط ومبادرات مشتركة لمدة 5 سنوات، حيث أثمر هذا التعاون المشترك افتتاح مكتب تنسيقي للمفوضية في قطر، مؤكداً أن مبادرة «لأجل الإنسان» تعد ثمرة من ثمرات التعاون بين قطر الخيرية والمفوضية في عام 2018.
مداخلة مفوضية اللاجئين
وفي مداخلة له أثناء إطلاق الحملة الخاصة بمبادرة «لأجل الإنسان» قال السيد خالد خليفة، الممثل الإقليمي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بدول الخليج: إن إطلاق الحملة بتعاون مشترك بين المفوضية وقطر الخيرية يعد ثمرة من ثمرات التعاون بين الجانبين، مشيراً إلى أن الحملة تهدف إلى تقديم يد العون إلى 300 ألف لاجئ في اليمن وسوريا والصومال والعراق والروهينجا.
وأضاف: إن لاجئي الروهينجا الذين يتعدى تعدادهم مليون شخص يعيشون في بلدة صغيرة تدعى «كوكس بازارا» في بنجلادش ويعادل تعدادهم 4 أضعاف عدد السكان المحليين، والمجتمع المضيف في الأساس بحاجة للمساعدة، حيث يعاني مشاكل اقتصادية جمة.
ودعا المحسنين وأهل الخير في دولة قطر للمساهمة في هذه الحملة خصوصا وأنها تتزامن مع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان، مشددا على أن هذه فرصة للباحثين عن المشاركة في عمل الخير في هذه الأيام، منوهاً بصدور العديد من الفتاوى الشرعية التي تفيد أحقية اللاجئين في أموال الزكاة.
حملة في وقتها
بدوره أكد الشيخ سعود الهاجري، أن حملة من أجل الإنسان تأتي في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن الصدقات يضاعف أجرها في شهر رمضان المبارك وهو ما يحفز المحسنين على المشاركة في هذه الحملة المباركة.
وحث أهل الخير على المشاركة في هذه الحملة ليكونوا بذلك سبباً في إغاثة اللاجئين، موضحاً أن في ذلك الأمر أسوة حسنة في رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي روي عنه أنه «كان أجود الناس، وكان أجود بالخير من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان».
وتحدثت الإعلامية إيمان الكعبي عضو شبكة التواصل الاجتماعي لقطر الخيرية عن تجربتها في العمل الإنساني، مشيرة إلى أنها بدأت في 2016 مشوارها مع قطر الخيرية، حيث سافرت في حملة لإغاثة الأيتام في بنجلادش، حيث نظمت العديد من الزيارات للمدارس والمستشفيات ودور الأيتام، للتأكيد على وصول تبرعات أهل قطر لمستحقيها.
وذكرت أن اللاجئين في الدول المنكوبة بالأزمات ينتظرون مد يد العون، مشيرة إلى أن المبالغ التي يتم إيصالها لا تغطي جميع احتياجاتهم ولكنها تساهم في رفع المعاناة بشكل أو بآخر في ظل هذه أوضاعهم الصعبة.
الدور النسائي
وأكد لاعب منتخب قطر السابق عادل لامي أن أهل قطر على قدر الحملة التي تسعى إلى إغاثة اللاجئين في أكثر من دولة بالتعاون مع مفوضية اللاجئين، مشيراً إلى أن العديد من الدول العربية والإسلامية تعيش أوضاعاً صعبة.
وشدد عادل لامي على أن دولة قطر تقدم الدعم والإغاثة بشكل واسع، مشيراً إلى أن قطــــر حكومــة وشعباً لها أيادٍ بيضاء في العمل الخيري والإنساني إقليمياً ودولياً.
وبدورها أعربت السيدة شيخة المفتاح، الناشطة الاجتماعية التي أسهمت في تقديم الإغاثة في الميدان عن سعادتها بجمع مبلغ فاق التوقعات في الحملة حتى الآن، مشيرة إلى أن أهل قطر يعرف عنهم التسابق في فعل الخير.
وأكدت أن اللاجئين الذين تستهدفهم الحملة يعيشون ظروفاً قاسية، مشيرة إلى أن النساء لديهن احتياجات أكثر من الرجال بكثير، نظراً لمسؤولياتهن الكبيرة أمام أسرهن.
وثمنت المفتاح جهود المرأة القطرية في العمل الإنساني والخيري، مشيرة إلى مساهمتهن بشكل فعال في المجال.
وتسعى الحملة لتوفير مساعدات غذائية وطبية ومساعدات الإيواء العاجل للاجئين المستهدفين وتستمر في استقبال التبرعات حتى الآن.
جهود متواصلة
يشار إلى أن مفوضية اللاجئين وقطر الخيرية كانت قد أعلنتا في ديسمبر 2018، عن إطلاق مبادرة مشتركة لتنسيق الشراكة والتعاون بينهما بما يحقق أهدافهما الإنسانية المشتركة، وفي هذا الإطار، يتم اليوم إطلاق مبادرة لأجل الإنسان ترجمة لهذا الإعلان.
وكانت قطر الخيرية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد وقعتا ثلاث اتفاقيات الأسبوع الماضي بقيمة إجمالية تبلغ أربعة ملايين دولار أميركي، بهدف دعم مشاريع المفوضية في العراق، وبنغلاديش، واليمن.
copy short url   نسخ
26/05/2019
1283