+ A
A -
كتب- أمين بركة
يعد مسجد القلعة من أهم معالم مدينة القدس المحتلة؛ حيث إن له أهمية كبيرة عند أهالي المدينة نظراً لقدمه، كما يعد من أقدم وأجمل مساجد فلسطين، وأتقنها عمارة.
ويقع المسجد في الزاوية الجنوبية الغربية من قلعة القدس التاريخية المشهورة، وتحديداً في الجهة الغربية من مدينة القدس، وإلى الجهة الجنوبية من باب الخليل، أو على يمين الداخل إلى المدينة من هذا الباب.
وقد أنشأ المسجد السلطان المملوكي الملك الناصر محمد بن قلاوون، كما يفيد النقش المثبت على بابه والمكتوب بخط النسخ المملوكي الجميل.
وحسب مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، فقد جدد السلطان العثماني محمود هذا المسجد في سنة 1738م، وخصص المسجد لصلاة عساكر القلعة فيه، وكان العسكر يعينون الإمام والمؤذن ويتولون شؤون المسجد بالتنسيق مع إدارة أوقاف القدس التي تولت الإشراف العام علية طوال الفترة العثمانية.
وتحفل الحجج الشرعية من القدس بإشارات إلى عناصر مقدسية تولت الإمامة والخطابة والأذان فيه، ينحدر بعضهم من عائلة خليفة، وبعضهم الآخر من عائلة الغزي، ونظراً إلى موقع المسجد الاستراتيجي، تغير توظيفه مع التغيرات السياسية التي ألمت في مدينة القدس، ففي الحرب العالمية الأولى، اتخذت قوات الجيش العثماني الرابع منه مخزناً للذخائر الحربية اللازمة للدفاع عن القدس وهويتها العربية الإسلامية.
وبعد زوال الانتداب البريطاني عن فلسطين، آل المسجد وقلعة القدس إلى عهدة الجيش العربي الأردني، الذي رابط هناك محاولاً الإفادة من هذا الموقع الاستراتيجي في الدفاع عن عروبة القدس وهويتها فأعاد المسجد إلى وظيفته الأصلية.
وفي سنة 1956 أرسل قائد لواء الأميرة عالية كتاباً إلى الأوقاف يفيد بأن مئذنة المسجد بحاله خطرة وأن في إبقائها على هذه الحال تهديد لحياة الجنود بإصلاحها وتعميرها.
وقد شهد المسجد محاولات تحويل وظيفته باجتثاثها وتفريغها عن مضمون هويتها التاريخي أيام الانتداب البريطاني؛ حيث بدأت حكومته بتقليص صلاحيات المجلس الإسلامي الأعلى، كما صرحت إلى مدرسة الآثار الأميركية بتحويل المسجد إلى معرض للصور، لكن اعتراضات دائرة أوقاف القدس والمجلس الإسلامي الأعلى حالت دون ذلك طوال عقدين من الزمن، عندما أذنت سلطات الانتداب بتسليم مفتاحه إليها، فسارعت بدورها بتحويله إلى مخزن للأثريات القديمة.
وتبلغ مساحة المسجد نحو 144 متراً مربعاً (8×18) م²، أما ارتفاعه من الداخل فيصل نحو 6م، وبجانبه مئذنة قديمة ترجع إلى الفترة العثمانية أيضاً. ويتكون المسجد من بيت للصلاة يتوصل إليه عبر مدخل شرقي صغير الحجم نسبياً، ومسقوف بطريقة القبو البرميلي، وفيه محراب بديع المنظر ومزخرف، عبارة عن حنية حجرية متوجة بطاقية يتقدمها عقد ترتكز أرجله على عمودين قائمين على جانبي المحراب، ويقوم على يسار منبر حجري، أما أرضية المسجد فقد بلطت ببلاط حديثاً، وللمسجد مئذنة بنيت سنة (938هـ/‏‏1531م).
ويتكون مسجد القلعة من ثلاث طبقات حجرية؛ أولها عبارة عن قاعدة مربعة الشكل، وثانيها وثالثها أسطوانيا الشكل.
copy short url   نسخ
26/05/2019
1288