+ A
A -
الكلام عن الحرب والمناورات السياسية والاستعراض العسكري قد يكون أمرا غاية في السهولة فالكلام عادة ما يكون بلا ضريبة، طبول الحرب التي لن تحصل قرعت في المنطقة ولن تتجاوز ذلك. الولايات المتحدة تدرك تماما حجم الخسائر التي قد تتعرض لها ولحلفائها في المنطقة في حال شنت هجوما عسكريا على إيران، وتدرك جيدا حجم النفوذ الإيراني في المنطقة الأمر الذي سيشكل تهديدا حقيقيا ضد المصالح الأميركية في الشرق الأوسط، إيران أيضا يبدو أنها تحاول تجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة فهي الخاسر على الورق نظرا للتطور الكبير في المنظومة العسكرية الأميركية ولكنها تعترف أنها جاهزة لأي تهديد عسكري.
السعودية والتي تقف على الخط المباشر في المواجهة دعت لقمتين خليجية وعربية نهاية الشهر الجاري لبحث تداعيات التهديدات الايرانية، ويسأل سائل: على ماذا عولت السعودية من هذه القمة وماذا تنتظر في أوج الانقسام الخليجي والعربي؟ فالجيران في قطر محاصرون، وفي اليمن مجزأون، وفي عمان محايدون، أما في العراق فهم محتارون، وشتات في سوريا وليبيا والسودان، القمم العربية لم تحقق المطلوب منها عندما كانت في أقوى حالاتها فماذا ينتظر المواطن العربي من قمة يعلم حتى قادتها أنها بلا جدوى؟
إن ترصيص الصفوف وإزالة العكرات وتصفية النوايا باتت أهم من أي وقت مضى، فالتحالفات التي نقودها ضد بعضنا لن تجلب إلا الدمار ولن نكون إلا صيدا سهلا لمن يبحثون عن مصالحهم الشخصية في إشعال الأزمات وافتعالها مستغلين سذاجة بعض المراهقين السياسيين.
القمم العربية بحاجة إلى قيام كيان عربي جديد مبني على الاحترام والإخلاص والولاء بعيدا عن المؤامرات والمصالح الشخصية، ومبني على خطط واضحة وذكية وأستذكر بذلك قول الشيخ تميم بن حمد ((إن الخطط لا توضع فقط لغرض إتمام الإجراء شكليا، فهي توضع لتطبق)).
copy short url   نسخ
25/05/2019
1903