+ A
A -
يُمنح التعليم في قطر إلى جانب الرعاية الصحية مجاناً لكل مواطن، لكل طفل، الحق في التعليم من الروضة حتى الثانوية.. في عام 1952م بدأ التعليم النظامي في قطر وشهد منذ ذلك التاريخ تطورات كثيرة شملت نظام التعليم والمناهج وبيئات التعلم بحيث ارتبطت معظمها بالتحولات الاقتصادية والديموغرافية التي أعقبت اكتشاف البترول والغاز في قطر. كما يتميز التعليم في البلاد بالتنوع، حيث توجد المدارس الحكومية والمدارس الخاصة العربية التي تدرس المناهج القطرية والمدارس الدولية بالإضافة إلى مدارس الجاليات. كما شهد التعليم العالي انفتاحاً كبيراً على النظم التعليمية المختلفة منذ إنشاء جامعة قطر في عام1977.. وفي عام 2002 صدر مرسوم بقانون إنشاء المجلس الأعلى للتعليم في قطر بصفته السلطة العليا المسؤولة عن رسم السياسة التعليمية بدولة قطر، وعن خطة تطوير التعليم والإشراف على تنفيذها أعقبه قانون إنشاء المدارس المستقلة في 2006. وتحولت جميع المدارس العامة إلى مدارس مستقلة في عام 2010. وقامت فكرة المدارس المستقلة على أساس استقلالية إدارة المدارس من حيث المناهج واستقطاب المعلمين والإنفاق مع إشراف المجلس الأعلى للتعليم. واستمرت تجربة المدارس المستقلة إلى أن صدر القانون رقم 9 لسنة 2017 بشأن تنظيم المدارس لتعود بعده إدارة المدارس إلى وزارة التعليم والتعليم العالي كاملةً بعد إلغاء تجربة المدارس المستقلة وتحويل المجلس الأعلى للتعليم إلى وزارة بهيكل جديد.
ومع هذا الإنفاق المالي من الدولة بأرقام سخية على التعليم والجهود الكبيرة التي توليها الدولة لهذه الوزارة، إلا أننا نلاحظ تزايد ظاهرة الشغب في المدارس الإعدادية والثانوية للبنين، وأصبحنا نلحظ جرأةً من الطلاب تجاه مدرسيهم وهو أمر لا يستهان به وتكمن جرأة الطالب على معلمه برفع صوته أو مجادلته أو عدم طاعته مما ينذر بمخرجات تعليمية متدنية، وهذه الظاهرة لها أسبابها ومنها العزوف الواضح من الشباب القطريين من الجنسين في قبول هذه المهنة، فالتعليم مسؤولية كبيرة جداً وحمل ثقيل، فالمعلم قد حمل على عاتقه عبء مهنة المربي ومهنة المعلم في آن واحد أضف إلى ذلك أسباباً أخرى وهي المزايا في الوزارات الأخرى ومع عدم وجود حوافز وعلاوات وكل هذا كفيل بجعل الشباب القطري لا يتحمس للانخراط في هذه المهنة الشريفة ولا شك أن ذلك يلقي بظلاله على التعليم ومخرجاته والمدرسة والبيت جناحا طائر لا يمكن أن يطير إلا بهما معاً ففي حال تقاعس أحدهما عن واجباته تجاه الآخر عبر خدمة هذا الطالب فإن الآثار السلبية ستنعكس سلباً على الطالب والمدرسة والمجتمع على حد سواء.. ومن وجهة نظري أن معاناة المشرف الإداري تفوق معاناة المعلم بكثير ولا يعلم بذلك إلا القليل أو من عاصر هذه المهنة عن كثب، فالأخير قد خصص له في اليوم الواحد عددا من الحصص تتخللها فترات راحة وهناك فترات يجد فيها متنفساً وهي فترات ما بين الحصص ووقت خروج الطلاب للساحات خارج الفصول.. ولكن المشرف الإداري يزيد عليه الضغط النفسي والعملي في هذه الفترات القصيرة الأجل التي يستفيد منها المعلم فهو مسؤول عن الطلاب في كل حالاتهم طيلة اليوم الدراسي أثناء تواجدهم في فصولهم فهو مساند قوي للمعلم يستقبل شكاوى المعلم من هذا الطالب أو ذاك بالنصح تارة وبالتهذيب والتأديب تارة أخرى وفي حال إخراج المعلم طالباً مشاغباً من الفصل فإن المشرف الإداري يحاول إصلاح الخلل وموافقة ما بينهما محاولاً رد الطالب للفصل مرة أخرى ليستفيد مما بقي من وقت الحصة أما في حال تواجد الطلاب خارج فصولهم فالمشرف الإداري منوط به حفظ وضبط النظام وفي فترات الفرص ووقت الصلاة ولو نقارن اليوم الدراسي في مدارس قطر فإنه الأطول بين مدارس دول المجلس فاليوم الدراسي الطويل على الطلاب والهيئة التدريسية والإدارية يستنزف طاقاتهم ويقلل من استيعاب الطالب للدروس والحفظ.محمد آل عذبة
copy short url   نسخ
25/05/2019
1459