+ A
A -
تقضي الحاجة سميحة لحلوح (أم سمير)، 87 عاماً، من بلدة عرابة جنوب جنين، وقتها في الرسم، وهي في عمر (77 عاماً).
والأهم مما ترسم إحساسها الجميل بما تقوم به كل يوم من مداعبة الألوان ورسم ما يجول في خاطرها،بعيدا عن العمر.
وهي لا تملك مرسماً خاصاً، بل تستخدم أقلاماً وألواناً بسيطة.
كما أنها تعتز كثيراً بلقب «الفنانة»، حيث تقول: «الكل في البلد يتحدثون عني: الفنانة أم سمير».
تغمس الحاجة لحلوح الريشة بيدها الواهنة المترهلة في خليط الألوان المائية والخشبية، وتسكب على ورقة بيضاء مشاهد عالقة في ذاكرتها البعيدة والقريبة.
وللسيدة لحلوح 23 حفيداً، منهم طلبة على المقاعد الجامعية وعلى مدى 6 سنوات خلت استطاعت رسم نحو 900 لوحة متنوعة تحتفظ بها.
وتتنوع رسوماتها ما بين الحيوانات والشخصيات وأكواب وزهور وبيوت وطيور.
وعن البداية «المتأخرة» تقول: «كان يوم الاثنين، صباحا جميلا تقريباً كانت الساعة الثالثة عصراً وكنت أجلس في حديقة المنزل، كنت صائمة وأنتظر موعد الإفطار، فجأة شعرت بأن داخلي مشاعر وتعبيرات بحاجة إلى أن تنفجر خارجاً، ولا شيء يفجرها سوى الرسم، طلبت من حفيدتي أن تجلب لي ورقة وقلماً وبدأت أرسم كل ما أشعر به».
و«بعدما أنهيت من الرسم فوجئ الجميع بما رسمته، وتساءلوا بدهشة: هل هذا رسمك أنتِ!.
وأضافت لحلوح: «أرسم لأتغلب على وقت الفراغ، أستمتع بذلك وأرسم كل شيء، أفرح لذلك ويفرح لي الناس».
وتحتفظ لحلوح برسوماتها، وترفض أن تهدي أحداً أياً منها.
كما ترسم كلّما أمكنها ذلك، يوميّاً ولعدة ساعات.
وتنوي ابنتها تنظيم معرض صور لوالدتها، أيقنت الحاجة لحلوح أن الإنسان لو أراد أن يصل لشيء ولديه الرغبة والشغف والحماس لهذا الشيء فهو قادر على الوصول إليه ولا شيء يمنعه، مهما بلغ به العمر.
copy short url   نسخ
25/05/2019
1211