+ A
A -
ترجمة- نورهان عباس
بالرغم من كل ادعاءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن زيادة التعريفات الجمركية على البضائع الصينية تنقذ الاقتصاد الأميركي، وهي لمصلحة أميركا أولا كما يدعي، إلا أن الأرقام والوقائع الفعلية تؤكد أن تصعيد الحرب التجارية سيؤدي إلى ألم اقتصادي شديد للمواطن الأميركي أولا، وأنها تؤذي الاقتصاد الأميركي أكثر مما تفعل مع نظيره الصيني، أو على الأقل سيكون ألما اقتصاديا متبادلا للطرفين.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إن كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس ترامب اعترف أن المستهلكين الأميركيين سوف يتحملون بعض الألم جراء الحرب التجارية المتصاعدة مع الصين، مما يتناقض مع ادعاء ترامب بأن تعريفاته تجني أرباحا بمليارات الدولارات، ومعظمها مدفوعة من الصين إلى وزارة الخزانة الأميركية.
وجاءت تعليقات لاري كودلو، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، بعد توقف الجولة الحادية عشرة من المفاوضات التجارية دون التوصل إلى اتفاق، مما دفع ترامب إلى رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية بقيمة 200 مليار دولار، والبدء في عملية لفرض رسوم تقريبا على كل منتج تصدره الصين إلى الولايات المتحدة.
وقال كودلو: «في الحقيقة، سيدفع الطرفان ثمن الحرب التجارية غالياً».
وعقبت الصحيفة بقولها: «إن اعتراف كودلو بالألم الاقتصادي الأميركي يناقض وجهة نظر ترامب بأن الحروب التجارية سهلة الانتصار، وأن العبء يقع بشكل أكبر على شركاء أميركا التجاريين».
على الجانب الآخر، عكست الأسواق المالية الأميركية هذا الألم. وتراجعت معظم الأسهم الأميركية ذات الصلة، وقال البعض إن وول ستريت سيغلق بعض شركاته أيضًا.
وانهارت المفاوضات بين الدولتين بعد أن اتهم مسؤولو الإدارة الصينيون بالتراجع عن العديد من الأحكام الرئيسية للصفقة المقترحة، بما في ذلك الموافقة على تدوين التغييرات في القانون الصيني. ورغم ذلك، يصر مسؤولو الإدارة الأميركية على أن المحادثات كانت بناءة، ويقولون إنها ستستمر؛ وقال كودلو إن هذا قد يشمل اجتماعًا الشهر المقبل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في اجتماع قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان. لكن ترامب عكر صفو تصريحات كودلو بتغريدات تشير إلى أنه سيكون سعيدًا بترك التعريفات المعدلة كما هي إلى أجل غير مسمى، دون إرضاء الصينيين.
وتغذي ثقة ترامب المفرطة في قوة الاقتصاد الأميركي قراره بتصعيد المعركة التجارية. لكنها مقامرة اقتصادية قد تنجح وقد لا تنجح، كما يمكن أن تسبب أضرارا دائمة للولايات المتحدة، اعتمادا على مدى استعداد ترامب لأبعاد معركته وما ينتج عنها في النهاية.
copy short url   نسخ
25/05/2019
1910