+ A
A -
حملت صحيفة ديلي صباح التركية، الناطقة بالإنجليزية، قيادة نظامي السعودية والإمارات، التكلفة الباهظة للدمار في العالم العربي، ذاهبة إلى أن النظامين، يقودان حملة لنشر القمع ودعم الديكتاتوريات، والتعاون مع إسرائيل وطمس فلسطين وهويتها.
عندما بدأت ثورة الياسمين في تونس في عام 2011، لم يكن لدى البائع المتجول الشاب التونسي محمد بوعزيزي بعد إشعاله النار في نفسه، أي فكرة عن أن ما أقدم عليه لم يحرق له نفسه فقط بل أشعل معه النار في معظم أنحاء العالم العربي. لقد أحرقت النيران العديد من التيجان والعروش وما زالت تفعل ذلك في سوريا واليمن والسودان.
في الأيام الأولى من الربيع العربي، استجابت الحكومات للاحتجاجات بوحشية، في بعض الأحيان كانت تعتبر المراوغات الحكومية كافية، ولكن عندما فات الأوان، أخذ الديكتاتوريون عائلاتهم وهربوا إلى السعودية، لأن الحركات الشعبية أزالت الديكتاتوريين، التي أطلق عليها الكثيرون ثورات. وأيدت بعض الدول العربية الحركات الشعبية بينما ناصبها البعض الآخر العداء، وكان هذا الانقسام واضحًا والاستقطاب واضحًا في بلدين، هما السعودية وشريكتها الصغرى الإمارات.
وأصبح العداء أكثر وضوحا مع تعيين ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وزيرا للدفاع في السعودية في يناير 2015، والذي مثل صعوده، تصاعدًا للقمع كذلك، وذلك بمساعدة من ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، وهما يمثلان الآن حالة التدخل الأبرز في شؤون الغير، بشكل هو الأكثر وضوحاً في العالم العربي، في ليبيا وقبلها اليمن، ومعهما حصارهما الغاشم على دولة قطر.
على الرغم من أن بن زايد في منصبه منذ عام 2004، إلا أنه لم يأخذ موقعه ويبرز إلا في السنوات الأخيرة، ليمثل الآن القوة الدافعة وراء السياسة الخارجية للإمارات.
ولكن التحرك العشوائي، أدى لسقوطهما في الكثير من الأخطاء الفادحة، كمثل تورط بن سلمان في عملية القتل الرهيبة لجمال خاشقجي، وهذه الجريمة لا يمكن الإفلات منها.
بحسب الصحيفة، فإن آخر حلقة من الآثار الضارة الناجمة عن هذا الانقسام في العالم العربي الذي يصنعه بن زايد وبن سلمان، هو ما يخص ليبيا والسودان.
ففي ليبيا، هاجم الزعيم العسكري المنشق خليفة حفتر طرابلس للسيطرة على العاصمة وكل غرب ليبيا، ويحظى حفتر بدعم من الرجلين.
وختمت الصحيفة، بقولها إن ما يفعله الرجلان لا يعمل إلا على تعقيد الأمور في المنطقة ونزع السلام والهدوء عنها، ويمثلان مطرقتي ترامب لهدم وحدة العالم العربي.
copy short url   نسخ
24/05/2019
815