+ A
A -
كتب- محمد عبدالعزيز
يأتي شهر رمضان الفضيل ليسمو بروح الطمأنينة على الأمة الإسلامية والعربية، مشرقاً بآمال وعهود جديدة من الوفاء والعودة للتمسك بالمبادئ والأخلاق الرفيعة، مجدداً لروابط الصداقة والأخوة والتعاضد بين الأقارب والأهل والأصدقاء، وكان للشهر الفضيل نور يكسو سناه خيوط من الظلام نافذة في أيام مباركة، ولما كان للزمان والمكان الفضل في كتابة تاريخ الأمم،
يقف التاريخ احتراماً لشعوب أرادت الإبقاء على جودها وكرمها، محافظة على وحدة الدم والمصير، متمسكة بالأصول والفضل والامتنان، وقد نقلت الوطن أجواء الأخوة والترابط التي تميز بها مجلس السيد عبدالرحمن العولقي، حيث استضاف إخوانه من سلطنة عمان الشقيقة في لقاء اتسم بالود والصداقة الحقيقية، تواردت خلاله الأخبار والذكريات الجميلة للعلاقات الطيبة بين الدولتين والشعبين الشقيقين القطري والعماني، منعشاً لتاريخ ضارب في القدم وممتد عبر الأجيال والأزمان، إلى حاضر زهو مفعم بطيب الأصل في القول والفعل.
صداقة متنامية
يقول السيد عبدالرحمن العولقي إن الزيارة الكريمة للأشقاء العمانيين لم تكن الأولى، حيث استضاف أشقاءه في دارهم قطر في تلك الأيام المباركة التي تشهد نمواً في العلاقات الثنائية على جميع المستويات بين البلدين الشقيقين، مؤكداً أن روابط الصداقة بين الشعبين الشقيقين مشتدة على مر التاريخ وقد زادت ترابطاً بفضل المواقف المضيئة لسلطنة عمان الشقيقة ووقوفها موقفا ناصعاً وهي مناصرة لقطر قيادة وشعباً في أزمتها مع دول الجوار الخليجي وفرض الحصار الجائر على قطر قبل عامين تقريباً.
وأضاف العولقي أن مواقف الأشقاء العمانيين في الآونة الأخيرة لم تكن هي السبب الوحيد لإشعال مشاعر الصداقة والأخوة، بل جاءت كالقيمة المضافة لما يكنه الشعب القطري تجاه إخوانه أهل السلطنة، وقد جاء الحصار الجائر حاملاً بين طياته الكثير من الفوائد التي تعيشها قطر يوماً بعد يوم، واصفاً إياه بقوله «رب ضارة نافعة»، وهو ما أكده حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله، في خطاب الثبات، الخطاب الأول بعد فرض الحصار الجائر.
ولفت العولقي إلى وصف الأجواء الأخوية التي ألقت بظلالها على المجلس، وقد شهد اجتماع الأشقاء على مأدبة الإفطار التي جمعت هي الأخرى الأكلات القطرية والأطعمة والحلوى المستوحاة من فنون الطهي التراثي العماني، لتكن هي الأخرى انعكاساً حياً على الموروث الشعبي المشترك بين البلدين الشقيقين، فيما تداول الحاضرون بأحاديثهم ذكريات خالدة إلى اليوم، وكيف أن البصمة العمانية في منتجاتها وسلعها الغذائية المنتشرة في السوق الخليجي كانت جزءاً لا يتجزأ من ذكريات القطريين وحاضرهم.
روابط مشتركة
ومن بين المحاور التي ارتكز عليها لقاء الأشقاء في مجلس العولقي العادات والتقاليد المشتركة التي يجتمع عليها الشعبان القطري والعماني، حيث يتسم كلا الشعبين بالجود والكرم وحسن الضيافة والحفاوة، كما تتجلى صور الارتباط بين الشقيقين في معاملاتهم للآخرين واحترامهم للشعوب والتحلي بالأخلاق الرفيعة، والترفع عن السوءات وردها بطيب الكلام، والتمسك بالأخلاق الإسلامية والعادات والتقاليد العربية الأصيلة، التي حملها التراث مغلفة بآداب العبادات والمعاملات الإسلامية وصلة الأرحام والعطف والمؤازرة، لاسيما احترام الخصوصية وإظهار الحشمة والتواضع الجم، ووحدة الصف والشعور العظيم بالولاء وحب الوطن وقيادته الحكيمة.
الوجدان العماني
ومن حضرة المجلس بين أهل السلطنة وداره يقول السيد فهد سلام الريامي إن قطر من أقرب البلدان إلى الوجدان العماني، حيث الصداقة الحقيقية والترابط والإخاء الذي لا يشوبه شائبة، إذ تمتد العلاقات الثنائية إلى أعماق التاريخ ومستمرة في سياق منير، وتشهد المواقف التي سطرها التاريخ الكثير من المحطات المضيئة بين الشعبين الشقيقين. فيما يؤكد السيد محمد مسعود العزري أن وجوده بين أصدقائه وأشقائه أهل قطر من الأوقات التي يحرص على اقتنائها، حيث يشهد المجلس أجواء معطرة بمشاعر الصداقة، كما وكأنه في داره بالسلطنة.
أما السيد فهد أحمد البلوشي فقد أكد أن وجوده بين أشقائه في الدوحة لا يعتبر بعداً عن داره في عمان، بل على عكس ذلك، فروابط الصداقة المشتركة متنامية ومتزايدة، وحرصه على حضوره المجلس والاستمتاع بالأجواء الشبابية الرمضانية ستبقى محفورة في سجل الذكريات الجميلة، والتي يحرص أيضاً على إعادتها والعودة إلى الدوحة من حين لآخر، ويضيف السيد وليد خليفة الشكيلي أن الروابط التي تجمع الشعبين القطري والعماني كبيرة وكثيرة للغاية، ولا يمكن وصفها متقاسمة بينهم، وإنما جامعة لكليهما، ولم تكن لسرعة الوصل والاتصال المكاني بين قطر وعمان الفضل فقط، في بناء التاريخ الممتد بين صداقة الشعبين، وإنما أواصر التشابه المشترك والعادات المتجانسة بينهما.
ديارنا مفتوحة
وفي السياق نفسه يؤكد السيد أحمد سليمان العجمي أن بيوت القطريين دائماً مفتوحة أمام أشقائهم، ولم يذخروا جهداً لتقديم كل أوجه التعاون، وهذا ما اتخذه العمانيون منطلقاً لبناء الصداقة والأخوة مع أشقائهم القطريين، علاوة على ذلك علاقة الدولتين على جميع مناحي الحياة، إذ يشهد الوقت الحالي زخماً في العلاقات الثنائية المشتركة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والتجاري بين الدولتين حكومة وشعباً. وفي استقبال الأشقاء العمانيين يأتي إلى جانب السيد عبدالرحمن العولقي كل من السيد معين العولقي والسيد وليد العولقي ومعهم السيد عبدالله القاضي، حيث أكدوا مدى عمق العلاقات بينهم وقد زينتها أجواء الشهر الكريم بعاداته الروحانية ونسماته العطرة التي جمعتهم على مائدة الأخوة. إذ يقول السيد معين العولقي إن المجلس كان معتبراً بفضل وجود الأشقاء من السلطنة أولاً، والحديث الثري الذي شهد أطروحاتنا جميعاً كما وكأنها حلقة نقاشية كلنا فيها مستمعون ومتحدثون.
قيمة مضافة
وقد اتفق معه السيد وليد العولقي الذي أكد أن حضور الأصدقاء من سلطنة عمان أثقل من قيمة المجلس، فالمجالس على مر الأجيال جزءاً من تكوين الهوية، ففيها تتوارد الأحداث والأحاديث، ومنها تنقل التجارب والخبرات، لذا شعرنا وكأننا ذهبنا في رحلة إلى السلطنة، ونحن في قلب الدوحة، فيما أكد السيد عبدالله القاضي أن المجلس كان مفعماً بالحيوية والمشاعر الصادقة بين الشباب الأصدقاء من قطر وسلطنة عمان، أما عن مواقف أهل عمان مع الشعب القطري فقد حفرت في التاريخ بحروف من نور، ولهم منا كل الاحترام والتقدير.
copy short url   نسخ
22/05/2019
2724