+ A
A -
ترجمة – هشام عبدالرؤوف
ظهور خليفة حفتر على الساحة في ليبيا في أعقاب سقوط معمر القذافي ونظام حكمه، وممارساته غير المسؤولة التي بلغت ذروتها في الحرب الوحشية التي يشنها للاستيلاء على العاصمة طرابلس، وإسقاط الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، كان من شأنه أن أطلق العنان للإرهاب في 14 دولة على الأقل عبر أوروبا والشرق العربي والشمال الإفريقي وجنوب الصحراء الإفريقية. هذا فضلا عن نمو الإرهاب في ليبيا نفسها كما يحدث حاليا. وقد عادت داعش إلى تشديد هجماتها على المؤسسات الليبية في العامين الأخيرين انطلاقا من قواعدها في صحراء جنوب غرب ليبيا.
ومع ذلك كما يقول مارك كورتيس الخبير البريطاني في الشؤون الدولية، في تقرير له أورده موقع ميدل إيست آي البريطاني: لم يتم معاقبة أي من الدول التي أوصلت حفتر إلى السيطرة على الشرق الليبي مستغلة الفراغ السياسي في هذا البلد العربي الإفريقي شاسع المساحة. ولا التي شجعته ودعمته للإقدام على هذه الممارسات. وكان حفتر ممن قادوا التمرد ضد القذافي مدعوما بدول الغرب ممثلة في حلف شمال الأطلنطي بعد أن كان يوما ما أحد أركان نظام القذافي القمعي الدموي.
ويرى كورتيس أن سوريا كانت في مقدمة الدول التي تضررت، حيث أصبحت ليبيا مركزا مناسبا لتدريب الإرهابيين في غياب سلطة الدولة المركزية. ويعتقد أن أكثر من ثلاثة آلاف مقاتل تدربوا في ليبيا وتوجهوا إلى سوريا للانضمام إلى جماعات متطرفة.
وكان لأوروبا نصيب من هذا الإرهاب، فقد شن الإرهابيون هجمات في أكثر من دولة، وسقط ضحايا نتيجة هجمات شنتها كتيبة «البتار» التي أسسها إرهابي ليبي واتسع نشاطها إلى خارج ليبيا. وكان أخطرها هجوم سليمان العابدي الذي أسفر عن سقوط 22 قتيلا في مانشستر. وهناك أيضا زميله عبدالحميد أباعود الذي قاد هجمات أوقعت 130 قتيلا في فرنسا. وامتد الأمر إلى ألمانيا وبلجيكا وإيطاليا.
والبديهي أن المعاناة امتدت إلى جيران ليبيا مثلما حدث في هجوم متحف باردو الذي أسفر عن سقوط 22 قتيلا معظمهم من السائحين الإيطاليين مما وجه ضربة مؤلمة إلى السياحة التي تعد عمود الاقتصاد التونسي.
copy short url   نسخ
22/05/2019
911