+ A
A -
فلسطين-الوطن-أمين بركة
قال سياسيون ومتابعون عرب، إن السياسة التي تمارسها دول الحصار الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في المنطقة العربية، أدت إلى إضعاف الموقف العربي تجاه السياسات المعادية التي تستهدف المنطقة، ناهيك عن استنزاف مقدرات المنطقة من خلال إشغالها في حروب داخلية نحن في غنى عنها.
وأكد هؤلاء خلال أحاديث منفصلة لـ الوطن أهمية أن توقف هذه الدول تدخلاتها في شؤون الدول الأخرى، وأن تفك الحصار الذي تفرضه عن دولة قطر، وأن تنهي الحرب التي تشنها على الشعب اليمني، بالإضافة إلى وقف الفتن والقلائل التي تبثها بين دول المنطقة في محاولة لسلب ثرواتها.
رعونة كبيرة
أشار الكاتب والمحلل السياسي وعضو البرلمان المغربي سابقا، د. عادل بن حمزة، إلى أن سياسات الرياض وأبو ظبي، تتسم برعونة كبيرة في تدبير العلاقة مع دول ذات سيادة، وذلك ناتج عن ضعف الخبرة لدى النخب الجديدة التي بسطت نفوذها على مفاصل الحكم في السعودية والإمارات، والغرور الذي لا يسنده، لا الواقع، ولا تعقيدات العلاقات الدولية التي لا تسير بالضرورة وفق نسق خطي.
ونبه بن حمزة لـ الوطن، إلى أن هذه السياسات كان لها تداعيات خطيرة أدت إلى خلق واقع عربي يتسم بكثير من التشرذم وعدم الاستقرار، سواء من جهة الدول التي تعرف حروبا أهلية ويتم إذكاؤها من قبل دول الحصار الأربع، كاليمن وسوريا وليبيا، أو تلك الدول التي عرفت ثورات مضادة لإجهاض الربيع العربي كما حدث ويحدث في مصر، أو الدول التي تعبر منعطفات حاسمة لا أحد يعرف نهايتها خاصة في الجزائر والسودان.
ولفت إلى أن المطلوب اليوم هو إعادة بناء النظام الإقليمي العربي، وهذا يمر وجوبا بتحرير الإنسان أولا، ثم بإعمال الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وبناء قواعد حكم تقوم على العدالة وحكم القانون، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى لخلق الفوضى أو الفراغ، لأن الطبيعة في النهاية تأبى الفراغ.
وتابع بن حمزة «إن تبذير مقدرات الدول والشعوب لمعاكسة منطق التاريخ سوف تكون له نتائج عكسية بكل تأكيد وخاصة بالنسبة للدول التي تقود هذه السياسة خاصة الرياض وأبوظبي»، مؤكدا أن السعودية فقدت مكانتها الاعتبارية في الشارع العربي وبشكل غير مسبوق، وهو ما يضعف قدرتها مستقبلا على أن تلعب أي دور في المنطقة ولن تنفعها بعد ذلك علاقاتها مع الغرب لأن الجغرافية عنيدة ولا يمكن تغييرها.
بث الفتن والقلائل
من جهته، شدد المحلل السياسي محمد شاهين، على أن سياسات السعودية والإمارات ومصر والبحرين، تهدد أمن واستقرار المنقطة، لافتا إلى أن سياسة هذه الدول قائمة على التدخل في شؤون الدول الأخرى، وبث الفتن والدسائس بين الشعوب، والعمل على نهب ثروات الشعوب العربية، وتدمير مقدراتها.
وأشار شاهين خلال حديثه لـ الوطن، إلى أن سياسة هذه الدول أدت إلى تمزيق أواصر الأخوة بين شعوب المنطقة، وبث الحروب فيها، فما يحدث في اليمن وليبيا وسوريا من حروب سببه الأساس يتمثل في التدخلات الخطيرة من قبل هذه الدول في محاولة لإجهاض ثورات الربيع العربي وسلب إرادة الشعوب وإبقائها في مستنقع الفقر والجهل.
ولفت شاهين إلى أن الحصار الذي تفرضه الرياض والقاهرة وأبوظبي والمنامة على دولة قطر ترك تأثيرات خطيرة على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط؛ فدول الحصار الأربع توهمت أنه بمقدورها السيطرة على سيادة دولة قطر وجعلها تابعة لها؛ لكن الصمود القطري منقطع النظير كشف الأهداف الخبيثة لهذه الدول.
وأكد شاهين ضرورة أن تقوم الرياض وأبوظبي ومن يدور في فلكها بمراجعة سياساتها العدوانية التي تهدف لسلب ثروات ومقدرات شعوب المنطقة، واللجوء إلى طاولة الحوار من أجل حل الأزمة الخليجية، وأن تكف عن تدخلاتها المشينة في شؤون الدول الأخرى، بالإضافة إلى الامتثال للمواثيق والمعاهدات الدولية.
صدام وتخبط
بدوره، أكد رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا، د. صباح المختار أن دول العالم تنظر إلى ما تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في المنطقة بنظرة استهجان واستنكار، حيث إن هناك عملية لتبذير الأموال بدرجة غير معقولة وبدون فائدة، فهناك شراء للذمم والعلاقات العامة ولوبيات الضغط في دول الغرب والولايات المتحدة، كما تقوم بشراء شركات ومراكز بحوث ودراسات.
ونوه المختار خلال حديثه لـ الوطن، إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة لديها سياسات قائمة على الصدام والتخبط؛ فهي تعتقد أنها بأفعالها تستطيع أن تؤثر في صناعة القرار بالدول الأخرى، وهي تريد أن تظهر كدولة كبيرة لها وزنها وتنافس دول العالم الكبرى، وأن تدخلها في سوريا والسودان والجزائر وليبيا واليمن وفلسطين ومصر يدلل على أن مواقف هذه الدولة متخبطة وغير مقبولة إطلاقا وهي قائمة على التآمر وتكوين العداوات.
وأشار إلى أن هذا الدور الخطير الذي تلعبه الإمارات في المنطقة لا يختلف عن دور السعودية في تدمير الدول العربية التي تختلف معها سياسيا.. مضيفا «إن ما تقوم به دول الحصار الأربع في المنطقة أمر مرفوض وغير معقول وغير مقبول، لذلك أنا أشعر ببأس كبير جدا من سياسات هذه الدول التي تستهدف تخريب المنطقة».
وأضاف المختار «ما تقوم به هذه الدول سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالجميع، وأنه من المهم أن يفهم الجميع أن ما تقوم به هذه الدول سيصل إليها لاحقا، فالجميع هم الخاسرون».
copy short url   نسخ
22/05/2019
2390