+ A
A -
الإجابة
إن أهم شيء من كل الأعمال الصالحة هو إخلاص النية فيها لله جل وعلا، والحرص على السير على خطى وهدي النبي، صلى الله عليه وسلم، فالعمل المقبول هو ما كان خالصاً صواباً، وهذا الذي فهمه سلف الأمة من قوله تعالى: «لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا» (الملك: 2)، ولم يقل أكثر عملاً؛ لأن العبرة في العمل بحسنه وتجويده، فأخلصوا في عملكم يكفكم القليل، وأحسن العمل أخلصه وأصوبه، أما إذا جمع الإنسان بين كثرة العمل والإخلاص فيه والمتابعة لهدي النبي، صلى الله عليه وسلم، فذاك رجلٌ أخذ المجد من أطرافه.
ولا شك أن الإنسان ينشط بنشاط إخوانه، ولذلك اختصت حكمة الشريعة أن تكون التكاليف جماعية، فإن التكاليف إذا عمت سهلت، فالصلاة جماعة، والحج عبادة يؤديها الإنسان مع إخوانه، وكذلك الصيام، والمجاهدون بتقوى كل واحد بإخوانه، ولذلك فنحن نرجو أن تكون الفائدة كبيرة مع ضرورة التركيز على دروس الإخلاص والمراقبة لله، وكل المواضيع التي فيها تزكية للنفس.
وأتمنى أن يكون في البرنامج لحظات يخلو فيها كل صائم مع نفسه يراجعها ويحاسبها ويجدد التوبة، كما نتمنى أن ترددوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»؛ لأن هذا الحديث هو مقياس الأعمال الباطنة، وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»، وهذا هو ميزان الأعمال الظاهرة.
وأرجو أن يشتمل البرامج على ما يلي:
(1) دروس لأهل العلم، فإن العلم أمام العمل والفقيه الواحد أشد على الشيطان من ألف عابد.
(2) الحرص على أداء الفرائض والاهتمام بها؛ فإن الله لا يقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة.
(3) الاعتدال في العبادة، فإن الله لا يمل حتى تملوا، ولذلك وجهنا فقال عليه صلاة الله وسلامه: «اكلفوا من العمل ما تطيقون».
(4) إخفاء بعض الطاعات وجعلها سراً بين العبد وبين ربه.
(5) الإكثار من الاستغفار، خاصة عند ختام الأعمال حتى لا يتسلل العجب إلى النفوس.
(6) التنويع في الطاعات، فإن قيام ليلة القدر ليس من الضروري أن يكون بالصلاة فقط، ولكنها ليالٍ للأعمال الصالحة بأنواعها.
(7) معرفة مراتب الأعمال، فأفضل ما قاله رسولنا والنبيون: «لا إله إلا الله» وأحب الكلام إلى الله: «سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم».
(8) الابتعاد عن الذنوب والمعاصي وحفظ البصر، فإن ترك الذنب أسهل من معالجة التوبة.
وأرجو أن لا تأخذ عبادتكم لله شكلاً واحداً؛ لأن ذلك لا يكون إلا لما ثبت عن رسولنا، صلى الله عليه وسلم، وفي الحقيقة لا أخفي سعادتي بهذا الحرص والاهتمام والترتيب والنظام.السؤال:
أتمنى أن يشاركني موقعكم الطيب المبارك في عمل جدول خاص في شهر رمضان؛ حرصاً مني على اغتنام ليلة القدر وتحريها. أفيدونا أفادكم الله ولا تحرموا أنفسكم من هذا الأجر العظيم وخاصةً في شهر رمضان المبارك، شهر رحمة ومغفرة وأمان من النار. وبارك الله فيكم وجزاكم كل خير.
copy short url   نسخ
21/05/2019
1464