+ A
A -
حوار- مفيد القاضي
تعتبر أمراض السمنة من الأمراض المنتشرة في الوقت الحالي بين الكثيرين ومنهم الأطفال. وكان لمستشفى العمادي دور كبير في معالجة كثير من مرضى السمنة من خلال العلاج الكيميائي أو الجراحي وأكد الدكتور محمد عبدالله العمادي مؤسس ورئيس مجلس إدارة مستشفى العمادي، واستشاري أول الجراحة العامة والسمنة والمناظير في مستشفى العمادي أن 85 % من عمليات تكميم المعدة في قطر تتكلل بالنجاح، وعودة المريض لممارسة حياته الطبيعية، فضلاً عن نجاح مثل هذه العمليات في علاج أمراض السكر والضغط مما يجعلها عمليات شاملة متعددة العلاجات.. وقال دكتور العمادي في حوار خاص مع الوطن : إن جراحة السمنة في العموم تساهم في شفاء ما يصل إلى 80 % من المرضى المصابين بأمراض السكر والضغط مما يوفر على الحكومات المليارات من المبالغ التي يتم صرفها على علاج هؤلاء المرضى، مشيراً إلى ضرورة إجراء عمليات جراحة السمنة عندما تكون السمنة في بدايتها، وذلك لتفادي إجراء عمليات تجميل لمن يصابون بسمنة مفرطة أو مفرطة مرضية، وأضاف أن ما بين 40-50 كيلوغراما انخفاضا متوقعا للوزن بعد إجراء عملية التكميم شريطة التزام المريض بالتعليمات الصحية بعد العملية.
ونوه العمادي إلى أن مستشفى العمادي لم يسجل أي حالة نزيف إثر عمليات جراحة السمنة، ولا تتجاوز نسبة المضاعفات بعد الجراحة الواحد بالألف رغم أن النسبة العالمية لمضاعفات مثل هذه الجراحات ما بين 1-4 % مما يُعّد إنجازاً يحسب لصالح مستشفى العمادي الذي يستخدم آلات ومعدات طبية أصلية ومواد واقية، فضلاً عن خبرة د.محمد عبدالله العمادي الطويلة في هذا المجال.. فلنتابع:
} ما هي أعراض الإصابة بالسمنة؟
- من الناحية الطبية يعتمد تعريف السمنة المرضية أو الزائدة على مقياس كتلة الجسم الذي يتم احتسابه بحسب المعادلة التالية، وهي تقسيم وزن الشخص بالكيلوغرامات على تربيع طوله بالأمتار، وبالتالي إن كانت نتيجة المعادلة ما بين 30-35 فهذا يعني أن الجسم في بداية السمنة، أما إذا كانت ما فوق 35 فيُعتبر الجسم بحالة سمنة مفرطة، وإن كانت النتيجة ما فوق 40 فيُعتبر الوزن سمنة مفرطة مرضية.
} متى يتم التدخل الجراحي في حل مشكلة السمنة؟
- كثير من الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع تفيد أنه من الأفضل إجراء جراحة السمنة مع بدايتها، وليس عندما تتفاقم، أي عندما تصل كتلة الجسم إلى 35، وقد كنا في السابق نقوم بإجراء العمليات للسمنة المفرطة فقط، واكتشفنا فيما بعد أنه توجه غير صحيح، لأن المريض الذي يعاني السمنة يكون معرضاً لعدة أمراض كالسكري والضغط والقلب وغيرها، ولذلك من الأفضل إجراء الجراحة وتخفيض كتلة الجسم قبل الإصابة بهذه الأمراض.
وأيضاً من الأسباب الضرورية لإجراء الجراحة في بداية السمنة، تفادي حدوث مضاعفات ما بعد العملية، لأن أغلب المرضى الذين يجرون جراحة السمنة المفرطة يعانون من مشكلات ترهلات الجسم، وقد يحتاجون لإجراء عمليات تجميل كشد الجسم، أما الذين ليس لديهم سمنة مفرطة فلا يحتاجون لمثل هذه العمليات، بل ممارسة الرياضة فقط، وإضافة إلى ذلك، إن عمليات السمنة قد تغير مفهومها ليصبح عملياً علاجاً لكثير من أمراض التمثيل الغذائي كالسكر والضغط، وأصبح يُعّد إجراؤها علاجاً لمثل هذه الأمراض، مما يوفر على الحكومات المليارات من المبالغ التي كانت تُصرف لعلاجها، حيث إن 80 % من المرضى يتم شفاؤهم بعد الجراحة من أمراض السكر والضغط.
} لكن البعض يرى أهمية اتباع أنظمة الحمية والرياضة قبل اللجوء للعملية؟
- هذا صحيح، ولكن أيضاً لا يلجأ إلينا المريض إلا وقد استنفد كل الطرق في تخفيض وزنه كالحمية والرياضة وغيرهما، وربما يصيبه الملل واليأس من كثرة المحاولات، كذلك البعض ينجح في تخفيض الوزن فعلاً، لكن يعانون من عودة الوزن للارتفاع مجدداً، وفي هذه الحالة يكون خيار العملية الخيار الأفضل قبل أن تتفاقم حالة السمنة لديهم وتصبح مرضية، ولا ننكر أن هناك أيضاً طرقا علاجية مفيدة للسمنة كالإبر والأدوية وغيرها، لكنها تفيد في حالة الأشخاص الذين يريدون تخفيض أوزانهم بما لا يزيد على 4-5 كيلو غرامات فقط.
معايير وشروط
} هل هناك معايير أو شروط عامة لإجراء جراحة السمنة؟
- الشروط والمعايير في الكتب فقط، ولا يتم التقيّد بها عملياً، لأن كل مريض هو حالة مختلفة عن الآخر، والجراح ينبغي أن يضع العلاج المناسب لكل مريض على حدة، وهناك بطبيعة الحال العديد من المعلومات التي لابد من معرفتها قبل تحديد خيار العملية ونوعها، كمعرفة مشكلة المريض بدقة عبر إجراء الفحوصات الطبية المختلفة، ومعرفة نوعية الأمراض التي يعاني منها غير السمنة، وما إذا كان هناك أمراض مصاحبة للسمنة، والتعرف أيضاً على نمط حياة المريض الغذائي والحياتي بشكل عام.
} ما الحالات التي يشكل إجراء جراحة السمنة فيها خطراً على المرضى؟
- حالياً ومع وجود المعدات والآلات الجراحية الحديثة لا يوجد مانع لإجراء جراحة السمنة، حيث نستطيع الآن الوصول إلى مناطق دقيقة في الجسم، لكن إذا كان المريض لديه مشكلات في القلب والرئة قد يكون من الصعب إجراء مثل هذه العمليات.
} وكيف تتم معالجة السمنة في هاتين الحالتين؟
- نستخدم طريقة البالون المبرمج التي لا تتطلّب أي نوع من التخدير، ولا تشكل خطراً على المريض، حيث يتناول المريض كبسولة يتم نفخها تحت الأشعة، ويبقى البالون في معدة المريض ما بين 5-6 شهور ثم يخرج لوحده، ويُعتبر البالون عاملاً مساعداً في تنزيل الوزن وليس عاملاً رئيسياً، ما يعني ضرورة تجنب تناول السكريات والدهون وممارسة الرياضة أثناء استخدام هذه الطريقة.
} عملية تكميم المعدة الآن الأكثر انتشاراً مقارنةً بغيرها من العمليات، فما السبب؟
- في الحقيقة إن عملية التكميم (قص المعدة) هي الأكثر حداثة في العالم كله الآن، واشتهرت لسهولتها وبساطتها سواء من حيث إجرائها من قبل الطبيب، أو بالنسبة لنتائجها على المريض، فهي لا تتطلّب أكثر من 20 دقيقة، ويبقى المريض ليلة واحدة في المستشفى، ونسبة نجاحها ممتازة تصل إلى 85 %، كما تتميز هذه العملية بأن الجزء الذي يتم قصه يحتوي على الخلايا التي تفرز هرمون الجوع، ما يعني أن عدم وجود هذا الهرمون يجعل الشخص لا يشعر بالجوع، وأيضاً انخفاض إفرازه يغيّر رغبات الشخص نحو الطعام، فتقل الرغبة لتناول الحلويات على سبيل المثال.
والأمر الثاني تصبح المعدة صغيرة كأنبوبة، فإذا أكل المريض أو شرب أي نوع من الأغذية يشعر بامتلاء المعدة، أي باختصار تتحدد رغبته بالطعام، وكذلك نجحت هذه العملية بجدارة في علاج أمراض السكر والضغط والدهون، مما يمكن اعتبارها عملية شاملة متعددة العلاجات.
لا مضاعفات
} «85 %» نسبة النجاح، ولكن ماذا عن 15 % المتبقية؟
هؤلاء يستفيدون من العملية، لكن قد يعود الوزن الزائد مرة ثانية بسبب ممارستهم أو عودتهم لممارسة الأخطاء نفسها السابقة في نظام الحياة ما بعد العملية، كتناول كميات كبيرة من الطعام وعدم ممارسة الرياضة.
} هل هناك مضاعفات سلبية صحية لعملية التكميم، وكم نسبة حدوثها؟
من الطبيعي أن تحصل بعض المضاعفات نتيجة العمل الجراحي، وبالنسبة لعملية التكميم قد يحدث تسريب أو نزيف أثناء العملية أو بعدها بأسبوع أو أكثر، والسبب كان قديماً عدم تطور المعدات المستخدمة، وقلة خبرة الطبيب، لكن اليوم انخفضت نسبة هذه المضاعفات في كل العالم إلى 1-4 %، وبالنسبة لمستشفى العمادي فالنسبة لا تتجاوز واحد بالألف، ومنذ أربع سنوات لم نسجل أي حالة نزيف، خاصةً أننا نستخدم آلات ومعدات أصلية، ومواد واقية، كما أن خبرتنا في إجراء مثل هذه العمليات تزداد يوماً بعد يوم.
} ماذا عن مرحلة ما بعد العملية وأهم الإرشادات الصحية؟
- ينبغي على المريض أن يلتزم بالتعليمات الصحية خاصةً في الشهر الأول بعد العملية، كتناول السوائل الشفافة في الأسبوع الأول، ومن ثم التدرج بمحتويات تلك السوائل من حيث كثافتها وصولاً إلى تناول الأطعمة المهروسة في الأسبوع الرابع، وبعدها يستطيع المريض تناول الأطعمة العادية الطبيعية بكميات قليلة، مع تجنب شرب الماء مع الطعام، كما أنه لا ضرر من تناول المريض العديد من الوجبات خلال اليوم الواحد بشرط أن تكون قليلة الكمية.
وإضافة إلى ذلك، على المريض تناول الفيتامينات خلال الشهر الأول، والالتزام بكافة هذه الإرشادات ضروري إلى حين نزول الوزن وثباته بالشكل المطلوب، وبعد ثبات الوزن يعيش المريض بشكل طبيعي مع مراعاة الاعتدال في نظامه الغذائي، وممارسة الرياضة لأنها عامل أساسي بعد العملية كالمشي مثلاً لأنه يعمل على توازن الأملاح في الجسم.
} كم ينخفض الوزن بعد العملية عموماً؟
- أغلب الناس ينخفض وزنهم ما بين 40-50 كيلو، ونحن في عملية التكميم نقص أكبر قدر من المعدة أي 75-80% إذا كان وزن المريض مرتفعا جداً، بينما يقل القص إذا كان الوزن أقل.
} هل من الممكن أن يعود الوزن للزيادة بعد العملية؟
- قد يزيد الوزن بنسبة 15% والسبب هو عدم التزام المريض بالتعليمات والأنظمة الصحية المطلوبة خاصةً بعد فترة من ثبات وزنه، كقلة ممارسة الرياضة، وكثرة استهلاك الحلويات والدهون، وفي هذه الحالة نطلب من المريض إجراء تحاليل وفحوصات معينة لمعرفة إن كان هناك مشكلة معينة في المعدة، وهل هو بحاجة لعملية أخرى حسب رغبته، وإن أراد تكرار العملية نقوم بإجراء عملية تحويل مسار مصغر أو كامل بحسب حالته.
} لكن تكرار عملية جراحة السمنة ألا يشكل خطراً على المريض؟
يعتمد تكرار العملية أولاً على صحة المريض ومدى خلوه من أمراض القلب والرئة، وقدرة جسمه على تحمل التخدير، كما أن خبرة الطبيب مهمة جداً عند تكرار مثل هذه الجراحات.
} كنتم الأوائل في متابعة المريض بعد العملية عن طريق مركز العمادي للعلاجات الطبيعية، فهل حقق النجاح؟
- افتتحت مجموعة الدكتور محمد عبدالله العمادي الطبية العام الماضي هذا المركز الجديد المتكامل الذي يتألف من مركز العمادي للعلاجات الطبيعية ونادي «بي ام أي فيتنس» ومركز «رجيم للتغذية» بهدف تحقيق رعاية كاملة للمرضى ما بعد العمليات الجراحية بأنواعها كافة وليس السمنة فقط، وذلك لأن الجسم بعد العملية يحتاج فعلاً لعناية خاصة للحفاظ على الصحة من كل النواحي.
ويتضمن المركز قسماً للتغذية والرجيم الذي يهتم بوضع أنظمة صحية غذائية للمرضى تتناسب مع كل حالة مرضية على حدة، وناديا رياضيا للرجال والنساء، ومركز تأهيل متكاملا يقدم العلاجات الطبيعية، وأيضاً يتوفر فيه العديد من الأجهزة غير الموجودة في أماكن أخرى، والأهم أن العناية والمتابعة في المركز تحت إشراف أخصائيين وأطباء على مستوى عال من المعرفة والخبرة، وأحب التنويه أنه لدينا تخفيضات مهمة، ونقدم استشارات مجانية بعد العملية، كما يوجد تخفيض بنسبة 50-60 % لمتابعة التحاليل وجلسات الرياضة لكي يحصل المريض على أقصى استفادة ممكنة من العملية.
} ماذا عن عملية ربط المعدة (الحلقة)، هل توقفتم عن إجرائها؟
- في الحقيقة إن الجيل الجديد لا يقتنع كثيراً بهذه العملية، أما أنا وغيري من أطباء الجيل القديم، فما زلنا نجريها خاصةً للمرضى أصحاب الأوزان الخفيفة، وللأشخاص الذين لا يرغبون في تخفيض وزنهم بشكل كبير، والجميع يعرف أني أول من أدخل جراحة السمنة في قطر عبر عملية (الحلقة)، وهي عملية مناسبة أكثر من عملية البالون، وتتلخص في وضع حلقة يتم تركيبها أسفل المعدة، وما يميّزها أن الحلقة تبقى طول العمر في الجسم، كما يمكن التحكم بمرور كمية الطعام عبرها، أي عبر تصغير أو توسيع الحلقة، وهي كذلك عملية سهلة لا تحتاج سوى 15 دقيقة، والمريض لا يحتاج للبقاء في المستشفى بعدها.
} كيف تصف لنا علاقتك مع عالم الجراحة وماذا يتطلّب النجاح فيه؟
- الجراحة قبل كل شيء هي موهبة من الله، وبالنسبة إليّ أرى في العمل الجراحي فناً أستمتع بشدة بممارسته، ولا أهتم بكم التعب فيه، وأؤمن أن النجاح في هذا المجال يعتمد على مدى شغف وحب الطبيب لعمله، وكلما توفر هذا الشغف يتوفر الإبداع والنجاح.
هل لديكم مشاريع قادمة أو خطط لمزيد من التطوير في خدمات مجموعة العمادي الصحية؟
يعتبر اختيار المشاريع الاستراتيجية التي تضيف إلى القيم الأساسية مكوناً هامًّا في نجاح مجموعة الدكتور محمد عبد الله العمادي الطبية. ولأن المجموعة قد حققت نجاحاً كبيراً وقوبلت خدماتها بتعليقات ممتازة من العملاء، فستدخل في مشاريع جديدة تمتلك المعايير العالية من الجودة والتميّز التي تعتبر الركائز الأساسية لنجاح المجموعة.
تتطلع المجموعة للمستقبل، ولهذا تتحرك خططها للنمو نحو الأمام في قطر بمشاريع رهن التنفيذ، وبخاصة في قطاعات الرعاية الصحية. بفضل السعي الدائم والدؤوب لمجموعة الدكتور محمد عبد الله العمادي الطبية المستمر نحو التميز، ستستمر الأعمال في التوسع في الأعوام القادمة، وبخاصة مع تقديم أعمال جديدة تغني القطاع الصحيّ الخاص في دولة قطر.
copy short url   نسخ
20/05/2019
1503