+ A
A -
الرباط- الوطن- عماد فواز
قال خبراء اقتصاد مغاربة إن الاقتصاد القطري حقق نجاحات كبيرة في زمن قياسي، وأصبح رغم الحصار المفروض على قطر منذ عامين أكثر جاذبية للاستثمار الأجنبي، وأكثر تنوعاً وتقدماً، مشيرين إلى أن منتدى رجال الأعمال لدول حوار التعاون الآسيوي، المقام حالياً في الدوحة بمثابة إعلان نجاح غير مسبوق للاقتصاد القطري وتسويق دولي لقطر كواجهة استثمارية كبرى في المنطقة والعالم.
وقال محمد المصطفى، الخبير المصرفي، ومدير مركز «أنفا» للدراسات الاقتصادية وبالدار البيضاء لـ الوطن: نهضة اقتصادية حقيقية انطلقت في قطر منذ يونيو 2017، فرضت الظروف السياسية آنذاك فكرة ضرورة التحرر الاقتصادي وتنوع السوق وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وقادت هذه الضرورة لطموح أكبر بدا واضحا منذ بداية العام الماضي، حيث تحول السوق القطري بفضل حزمة من الإجراءات المتسارعة البعيدة النظر إلى سوق جاذب للاستثمار وواجهة أولى مفضلة لرؤوس الأموال الأجنبية، وقد لاحظنا خلال متابعة منتدى رجال الأعمال لدول حوار التعاون الآسيوي المقام حاليا في الدوحة برئاسة قطر، عروضاً استثمارية تم طرحها خلال جلسات المنتدى انطلقت على أساس متين، أهمها «البنية التشريعية المتطورة» التي جعلت الدوحة بوابة للأسواق الخليجية والآسيوية، إلى جانب البنية التحتية المتقدمة، ومجموعة الحوافز الحكومية المغرية لرجال الأعمال الأجانب وكذلك بالنسبة للمستثمر المحلي، إلى جانب المناطق الصناعية الكبرى التي أنشئت في زمن قياسي، وفق أحدث النظم العالمية.. هذه المعطيات تجعل السوق القطري «الواقع بين ثلاث قارات» سوقاً متميزاً بكل المقاييس، ويزيد من إغراء الشركات العالمية شبكة النقل «البحري والجوي» المتطورة التي تمتلكها قطر، وبالتالي فإن السوق القطري خلال الأعوام القليلة القادمة سيكون أهم واجهة استثمارية في العالم، هذا أمر مؤكد وفق المعطيات والمؤشرات.
انطلاق
وأضاف فؤاد الطاهر، الأستاذ بالمعهد الوطني للاقتصاد والإحصاء بالرباط، أن قوة الاقتصاد القطري ترتكز على إنتاج الغاز الطبيعي الذي يعد المورد الأهم للدولة، بناء على هذا الأساس اتجهت قطر لتنويع الاقتصاد وفتح آفاق صناعية وتجارية جديدة، ومدت جسور التواصل مع الخارج في جميع الاتجاهات ما أثمر عن مناطق حرة جديدة، هي بؤرة التقاء الشراكات الاقتصادية الدولية، وهو أمر من شأنه إحداث نمو اقتصادي غير مسبوق، وما يزيد من متانة هذه النهضة ويضمن تصاعدها هو التكامل الذي حرصت الحكومة القطرية على تحقيقه، بدءا من البنية التحتية، وقبلها البنية التشريعية، والحوافز الاستثمارية، والانفتاح على الأسواق العالمية، إلى جانب الانفتاح الرياضي والثقافي والسياحي، ودعم جسور النقل البري والبحري بأحدث التقنيات ووسائل الراحة والرفاهية بشكل ربط الدوحة بجميع عواصم العالم تقريباً كما لم يكن من قبل، كل هذا جعل قطر خلال عامين فقط الواجهة الاستثمارية الأكبر والأهم في المنطقة والعالم، ولاحظنا خلال منتدى رجال الأعمال لدول حوار التعاون الآسيوي، حرص الحضور على تعزيز التواجد في السوق القطري، وحجز فرصة في هذه العاصمة الاقتصادية المهمة الصاعدة بسرعة وبقوة وسط نمور وعمالقة الاقتصاد في آسيا والعالم.
copy short url   نسخ
20/05/2019
730