+ A
A -
مدريد- الوطن- زينب بومديان
وصف اقتصاديون إسبان منتدى الدوحة لرجال الأعمال لدول التعاون الآسيوي، في قطر، بكونه إعلان «الدوحة مركزا لالتقاء القوى الاقتصادية الآسيوية، ونقطة ربط بين عمالقة الاقتصاد الشرقي»، مؤكدين لـ الوطن، أن قطر دخلت نادي الاقتصادات الصاعدة منذ أول العام 2018 تقريباً وفق خطة تنمية فريدة ورؤية واثقة حققت جذبا استثماريا غير مسبوق وحولت السوق القطري للواجهة الأهم والأكثر أمانا وربحا في المنطقة، ويعتبر منتدى الدوحة لرجال الأعمال لدول التعاون الآسيوي بمثابة نقطة انتقال لمرحلة قادمة وهي مرحلة استقرار رؤوس الأموال الأجنبية في قلب آسيا وربط الاتصال بين الأسواق الأوروبية والأسواق في آسيا عبر الدوحة.
نهضة اقتصادية
قالت كارمن دي فيغا، أستاذة الاقتصاد بجامعة برشلونة لـ الوطن: إن قطر حققت نجاحا اقتصاديا كبيرا خلال السنوات القليلة الماضية، وعززت من حركة النهضة الاقتصادية أزمة الحصار، حيث انطلقت الدوحة لفتح آفاق تعاون مع عمالقة الاقتصاد في العالم وخاصة قارتي آسيا وأوروبا، بدأت بإبرام العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية خلال العامين الماضيين التي شكلت خريطة متكاملة لجذب الاستثمار الأجنبي إلى الدوحة وتحويلها لمركز انطلاق وتواصل بين الشرق والغرب، وهي رؤية طموح ظهرت ملامحها حاليا، حيث مثلت المنظومة التشريعية المتطورة نقطة التحفيز الأولى، بالإضافة إلى التسهيلات الضريبية والمالية، ودعم البنية التحتية والتوسع في إنشاء المناطق الصناعية والحرة، وبالتوازي تم عقد اتفاقيات تبادل تجاري وتعاون اقتصادي جميعها صب في صالح مشروع جعل الدوحة عاصمة مالية واقتصادية في الخليج، ومركز التقاء وانطلاق بين الأسواق العالمية شرقاً وغرباً، ويمثل منتدى رجال الأعمال لدول التعاون الآسيوي، ملتقى «نسج التفاصيل النهائية» للفكرة، والانطلاق لمرحلة التنفيذ التي لن تستغرق طويلا.
تحول جديد
وأكد ألكسندر ماريانو، مدير الرقابة بمديرية التخطيط وإدارة الأزمات بوزارة المالية الإسبانية، أن قطر بعد أزمة الحصار اتبعت سياسة جديدة خاصة على الصعيد الدولي أبعد من المحيط الإقليمي في تبديل تام وكامل للرؤى، حيث كان الاعتماد الأكبر بالنسبة لقطر على الأسواق الخليجية، وبعد الحصار تغيرت السياسة للنقيض تماماً، واستطاعت الإدارة القطرية إدارة هذا التحول الجديد بمهارة شديدة ووفق رؤية علمية مدروسة، مستغلة الإمكانيات الجيدة التي كانت تتوفر عليها «رياضياً واقتصادياً» فجذبت الأنظار خلال شهور لا سيما مع إطلاق حزمة الإصلاحات التشريعية والحوافز الاستثمارية والسياحية والثقافية، والانفتاح في كافة المجالات على جميع دول العالم في جميع القارات، ومؤخرا أصبحت قطر مركز المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات والمنتديات العالمية، وهذا الأمر يعكس قوة قطر والمكانة المهمة على الصعيد الدولي.. وعلى المستوى الاقتصادي أصبح السوق القطري الأكثر ثقة بالنسبة للمستثمر الأجنبي خاصة في ظل التقلبات السياسية والتوترات في العديد من الدول، في المقابل تتوافر الدوحة على سوق آمن ومستقر وقيادة حكيمة أكدت قوة وصلابة قطر، لا سيما بعد أزمة الحصار التي تحولت إلى دافع نجاح ونقطة انطلاق نحو تحقيق المعجزات في زمن قياسي.
copy short url   نسخ
20/05/2019
884