+ A
A -
د. السيد أحمد برايا
تشرق وترق في ربيعها وتفيض حناناً في صيف أمومتها تبدو منحازة دائمة للشجن في ربيعها الثاني.. تسهم خارطة مشاعر المرأة في صياغة هرموناتها أو الأجندة السحرية لأحوالها النفسية، فهل يمكن إعادة ترتيب الأوراق إذا ما اختلطت المواعيد؟ كذلك الرجل مع اختلاف العوارض والتأثير.. تلعب الهرمونات دوراً مهماً في حياة الإنسان رجلاً كان أو امرأة فهي بمثابة رسول كيميائي يحمل رسائل محددة إلى أعضاء الجسم المختلفة يطلب من كل منها أن تقوم بمهام محددة تشرح تلك الرسالة تفاصيل المهمة وتوضح طريقة أدائها علي أكمل وجه وتحدد لها موعداً تتم فيه.. تصنع الهرمونات في مجموعة مراكز متفرقة تبدأ في المخ الهيبوثلامس ثم الغدة النخامية والدرقية والكظرية والبنكرياس وغيرها تلك معاً تمثل فريق الغدد الصماء وهي التي تصب ما تصنعه من هرمونات مباشرة في تيار الدم الساري دون قنوات تؤدي هذه المهمة تعمل الهرمونات في منظومة متوافقة بصورة تثير العجب وتزيد بها دوائر الدهشة فمقادير منها صغيرة للغاية قادرة على نقل رسائل قصيرة تؤدي إلى مهام عظيمة بالقدر المناسب في المكان المناسب للوقت المناسب.. منها ما تتداخل مع بعضها البعض لأداء المهام المختلفة بدقة وسلاسة السهل الممتنع فإذا ما حدث واختلت المنظومة المنضبطة كشروق الشمس وأفولها وتعاقب الليل والنهار على الفور يختل الميزان الدقيق الذي يحكمها وتختلط الأوراق والمهام وتطل رؤوس الظواهر المرضية المختلفة من مكامنها.. في دوائر مغلقة وعلاقة مركز متبادلة تبدو العلاقة بين الجهاز العصبي والغدد الصماء بمعنى أن لكل منهما تأثيراً مباشراً على الآخر مثلاً يعطى أمره للغدد بزيادة أو نقصان نشاطها وتصدر الغدد إشارات للجهاز العصبي أن يبدأ أو يتوقف عن فعل معروف هذه العلاقة تبدأ من المخ وتشمل المشاعر والأحاسيس الرقيق منها والخشن كارتفاع معدل الأدرينالين والنور أدرينالين وأثرهما على النبض وعمل عضلة القلب كذلك هرمون الكورتيزون في حالات الضغط العصبي كلها تظهر أثرًا في الأمراض التي ينعكس فيها أثر الحالة النفسية للإنسان على جسده.. تلعب الهرمونات دور المايسترو في حياة الإنسان رجلاً أو امرأة ففي المرأة تبدأ من طفولتها والحمل والأمومة وعلاقتها بوليدها ومسئوليتها عن إرضاعه وتنشئته وكذلك الرجل يواجه عواصف الحياة ورعدها وبرقها بمشاعر متوازنة جسورة ولا تتوقف الرسائل النابضة بالحياة.. الغدد والهرمونات هي الصحة كاملة من سائر أطرافها متى كانت سالمة ناشطة خالية من الأسقام والعلل وهي تطور وتفرز المواد والعناصر التي يحتاجها كل جزء في الجسم، فهي تفرز وتنقي وتحذف.
copy short url   نسخ
19/05/2019
389