+ A
A -
كتب- جليل العبودي
لا حديث يعلو على حديث نهائي كأس الأمير الذي يجري اليوم بين السد الزعيم بطل الدوري والدحيل الباحث عن التعويض بعد ان ضاع منه الدرع، وسيكون اللقاء في امسية كروية تاريخية رمضانية تتزامن مع افتتاح معلم من معالم مونديال العرب في قطر 2022، استاد الوكرة الذي يترقب الجميع محليا وخارجيا للاطلاع على هذه التحفة التي حتما ستبهر الدنيا، كون هذا ما تعودنا عليه في بطولات اغلى الكؤوس.
وسيكون حوارا كرويا وتنافسا مثيرا وصراعا كبيرا وسجالا تكتيكيا، وتسبق المباراة فعاليات جماهيرية منوعة، ودائما ما تحظى مباريات الطرفين بإثارة وندية وحماس وترقب جماهيري، فكيف سيكون الأمر وهما يلتقيان للمرة الثالثة في الموسم الحالي ؟، وهذه المرة بنهائي اغلى الكؤوس، وسيحاول السد ان يحافظ على لقبه الذي فاز به الموسم الماضي كبطل للنسخة الماضية وتعزيز انجازه كبطل للدوري، فيما يسعى الدحيل إلى تعويض فقدانه الدوري، وهو ما سيجعل المواجهة كبيرة ومثيرة بين الفريقين وايضا بين المدربين فيريرا وفاريا.
التعامل التكتيكي
وحسم اللقب !
الفريفان يعرفان بعضهما جيدا ولا توجد أي حالة غموض أو عدم وضوح بينهما وان الأمر مكشوف لهما، لاسيما انهما تقابلا كثيرا من قبل وهو ما يجعل أي منهما يعرف الآخر معرفة جيدة وسيكون امر الخطوط مكشوفا الا ان اشتراطات التعامل التكتيكي في المباراة ومجرياتها هو الذي قد يختلف، ودائما ما تحفل مباريات الفريقين بالندية والاثارة والمستوى الفني الرفيع وهو امر طبيعي جدا نظرا لما يضمه الفريقان من نجوم كبار من مواطنين ومحترفين، وان ذلك يمهد الطريق للمدربين للوقوف على ادق التفاصيل، واذا كان فيريرا قد تفوق في الدوري بفوز واحد والاخرى تعادل بها مع فاريا فإن الأخير يسعى إلى اجادة التعامل في الحسبة التكتيكية االتي ستكون من خلال ما لديه من ادوات والقبض على اللقب الأول مع الدحيل.
وان المواجهة الكبيرة اليوم تحتاج إلى تعامل خاص من قبل المدربين وايضا من اللاعبين وفق الرؤى التي يقدم كل طرف من الاجهزة الفنية، وهو ما يجعل المدربين يتعاملان بدقة من اجل الوصول إلى الاسلوب الذي يمكن ان يقود احدهما إلى هدفه ومباغتته من خلال القراءة الواقعية والتعامل المنطقي مع مجريات المباراة ومن خلال ما يملكه كل منهما عن الأخرى من معلومات والتبحر في افكاره وايضا ما لديهما من معرفة عن خطوط بعضهما في ظل لقاءات سابقة بين الطرفين، مع قناعتنا ان لكل مباراة ظروفها، الا أن الواقع يقول ان من يكون اكثر هدوءا وتركيزا في الملعب سيكون هو الاقرب إلى الفوز وكذلك استخدام الادوات بطريقة مناسبة يمكن ان يوفر السبيل للوصول إلى اللقب الاغلى.
اللاعبون.. كلمة السر !
بلا شك ان المدربين سيحاولان تعزيز المد الهجومي من الوسط وتوصيل الكرات والبحث عن ثغرات في الخط الخلفي وفي ذات الوقت العمل على التنظيم االدفاعي والرصد الميداني المدروس لمصادر الخطر الموجودة في الفريقين، وهذا يقع على دفاعات السد من خلال بو علام وطارق سلمان وعبد الكريم حسن وبيدرو، فيما سيكون التحدي كبيرا لدفاع الدحيل الذي سيكون فيه من خلال بن عطية واحمد ياسر ومحمد موسى ومراد ناجي أو بسام اذا ما شفي من الإصابة، كما ان الوسط سيكون العلامة الفارقة في ترجيح الكفة لهذا الطرف أو ذاك من خلال الادوات الموجودة لديهما حيث سيقوم المدربان بدفع أفضل ما لديهما في منطقة العمليات، وهما يملكان من يجعلهما يناور بالمنطقة، والرهان سيكون في السد تشافي وجابي سالم الهاجري، اما الدحيل سوف يفتقد إلى لاعب ومهندس الوسط كريم أبو ضياف وهو لاعب فاعل ومؤثر لذا الرهان سيكون عليه ولويز ماراتن ومدابو، وان هذا الادوار في منطقة الوسط يمكن ان ترجح كفة أي طرف على الآخر ووفق ما سيكون عليه الأداء في الميدان.
حسابات خاصة !
لقاء اليوم هو نهائي اغلى الكؤوس ومباريات الكؤوس تختلف عن غيرها، لذا ستكون لها حسابات خاصة من قبل الطرفين سواء المدربان أو اللاعبون، وان المواجهة قمة بكل ما تعنيه الكلمة وهو امر قد لا يختلف عليه اثنان، وهذا ما يجعلنا نقول ان القمة يمكن ان ترتقي إلى ما يتطلع اليه الجمهور والنقاد والمتابعون، كما ان هناك بعض الأمور ستجعل منها قمة حافلة بالاثارة والحماس والندية اهمها انهما فريقان كبيران ويتمتعان بحضور جماهيري كبير ودائما ما تحفل مواجهتهما بالاثارة والندية وايضا بالروح والجمل التكتيكية وهو ما يتمتع به مدربا السد والدحيل.
وبلا شك ان السد سيحاول ان يستثمر الجانب النفسي والفني الذي يعيشه بعد انتعاشة تألقه ونتائجه الجيدة التي قادته إلى الحصول على الدوري وايضا مجموعته في دوري ابطال آسيا، لكن ذلك لا يمنع من ان يبحث الدحيل ومدربه عن وجود ملاحظات يمكن ان يتوقف عندها والتعامل معها بالطريقة المناسبة لاسيما انه يعيش مرحلة من التحدي الصعب في ظل البحث عن انجاز جديد والتأهل للدور 16 بدوري الابطال، ويملك عناصر خبرة جيدة، مع انه ربما يترك الهدف يوسف العربي اثره على الهجوم بسبب غيابه بداعي الإصابة، الا انه لديه المعز وادملسون ومونتاري فضلا عن ناكاجيما، وقد عرف الفريقان بوجود البديل المناسب على الدكة الذي يمكن ان يكون سلاح الذي يمكن ان يستخدمه المدربان في الوقت المناسب.
قوة الهجوم ويقظة الدفاع !
فيريرا وفاريا سيكون سلاحهما الهجومي هو الرهان الاكبر في مواجهة اليوم بحكم القوة التي يملكها هذا الخط، وهذا ما يجعل المهام الدفاعية كبيرة حيث سيكون في صفوف الزعيم بونجاح والهيدوس وعفيف فضلا عن جاهزية علي اسد ويمكن ان تدور عجلة المد الابيض من خلاله وذات الشيء ينطبق على هجوم الدحيل الذي سيكون فيه المعز وادملسون ومونتاري ويعزز من ناكاجيما ومن الخلف يمكن ان يمدهم مادابو ولويز بكرات جيدة، وهذا سيمثل اختبارا قويا للدفاعات السداوية، وقد تكون هناك خيارات اخرى للمدرب فيريرا في الدفاع والخطوط الأخرى، وحسب ما يراه من وجهة نظره الفنية لكن النمط الفني المريح عن اللاعبين لا يجعله يغرق في التفكير، كونه يملك من يجيد اللعب في الدفاعات السداوية وسيكون الدفاع أمام تحد كبير يتطلب اليقظة والحذر وتامين المنطقة الدفاعية من خلال الرقابة الميدانية التي سيلجأ اليها للحد من خطورة هجوم الدحيل الذي يجيد اللعب في المساحات وسيسعى هجومه إلى خلق ثغرة بالجدار الدفاعي للسد والوصول إلى مرمى الشيب.
الوسط والدور المحوري !
الوسط دائما يمثل روح الفريق لذا فان المعركة فيه ستكون ساخنة ومن يمسك بها ويسيطر عليها يكون الاقرب إلى خدمة فريقه وترجيح الكفة، وان مهمة الهجوم والدفاع في الفريقين سيكون متوقفا على ما سيقوم به لاعبو الوسط وكلما كان الدور الذي يؤديه الوسط جيدا كان الأداء مثمرا والعكس صحيح ايضا، لذا ان الرهان الاكبر سيكون على الوسط في منطقة العمليات من قبل المدربين وسوف يختار فيريرا أفضل ما لديه والتي تتمثل بالمهندس الكبير تشافي ومعه جابي وسالم علي الهاجري وكذلك الدحيل سيدفع بافضل ما لديه وان كان سيفتقد بو ضياف، وهذا يعني ان هناك معركة شرسة ستكون في منطقة الوسط بين فصيل تشافي بخبرته الكبيرة ووسط الدحيل بوجود لويز ومادابو وناكاجيما، وسيسعى كل وسط إلى استحضار كل خبراته ومهارته في هندسة الكرات التي تمررفي مناطق قد تحرج الدفاعات وهو ما يلجأ اليه لاعبو الوسط المتميزون في الفريقين، ومن يمسك بالوسط هو الذي سيقلب مجريات المباراة وبالتالي يقترب من زيارة المنطقة الخطرة وهز الشباك، وان ذلك هو من سيحسم لقب اغلى الكؤوس.
copy short url   نسخ
16/05/2019
1078