+ A
A -
كتب - محمد الجعبري
تقوم مدرسة قطر التقنية باجتذاب طلابها الخريجين للعمل بالتدريب بورش المدرسة بعد التخرج، حيث تهدف المدرسة من وراء ذلك زيادة نسبة التقطير في صفوف الأطقم التدريسية والإدارية بالمدرسة، وهو مسعى تقوم به المدرسة وسط زحام من مؤسسات الدولة التي تستقطب خريجي المدرسة للعمل لديها.
حيث يعمل هؤلاء المعلمون أو المدربون على جذب عدد أكبر من الطلاب للالتحاق بالمدرسة، إيماناً منهم بأهمية الكوادر الفنية والتخصصات العلمية والصناعية في مجال تنمية الاقتصاد الوطني في جميع مرافقه، حيث زادت في الفترة الأخيرة نسبة التقطير في كوادر المدربين بناء على رؤية المدرسة والتزامها برؤية وزارة التعليم بتقطير الوظائف والعمل على جذب أكبر عدد ممكن من الكوادر الوطنية لهذا المجال.
ويستكمل طلاب المدرسة دراستهم الجامعية ببعض الكليات المحلية والخارجية ثم العودة إلى المدرسة للعمل بالأطقم التدريبية بها، حيث يعتبر الطلاب أن الكوادر القطرية ذات كفاءة متميزة، كما تتميز بالتدريب العالي الحاصلين عليه في مجال عملهم.
وفى هذا السياق قال علي سالم الحوسني، منسق قسم الميكانيكا بمدرسة قطر للتقنية: «تخرجت من كلية التكنولوجيا عام 1999 بجامعة قطر، ثم عملت في التدريب والتدريس بداية من تخرجي من الجامعة بنفس الكلية التي تخرج منها، ومن ثم انتقلت إلى المدرسة في العام 2005 بعد إلغاء الكلية بجامعة قطر».
وأضاف: «عملت في التدريس والتدريب لأكثر من 19 عاماً، كانت رحلة متميزة وشيقة مليئة بالأفراح والإنجازات، بذلت فيها الغالي والنفيس لتخريج جيل جديد من الشباب يعملون بها يخدمون بلدهم من خلال العمل في مجال القطاع الصناعي الذي هو عماد بناء الأمم، لم أدخر جهداً في تعليم الأبناء الذين يعملون حالياً في كثير من مؤسسات الدولة العملاقة، حرصت طوال تلك الفترة من الزمن على مواصلة عملية التطوير للقسم والتعرف على أحدث ما وصل إليه العلم في مجال تكنولوجيا الميكانيكا الذي تطور كثيراً خلال الفترة الأخيرة، حيث نقل الكثير من الخبرات لطلابه والذين قاموا بنقلها لمؤسساتهم التي يعملون بها، وساهموا في رفعة وطنهم.
وأوضح أن مجال التدريس والتدريب في المدارس في حاجة ماسة لأبناء الوطن لاقتحامه بكثافة، حيث إنه من الواجب والضروري أن يكون هناك تقطير في جميع المجالات، لأنه لن نستطيع بناء الوطن إلا من خلال زيادة نسبة الكوادر الوطنية بكل المهن والحرف، لافتاً إلى أن كل واحد في مجاله يبنى جزءاً من مستقبل قطر.
وبين أن مجال الميكانيكا من أكثر المجالات الحيوية بالمدرسة والتي تلقى توجهاً كبيراً من الطلاب للتخصص في هذا المجال، حيث إن الميكانيكا تدخل في جميع المجالات والصناعات، كما أنها في حاجة ماسة لطالب محب لهذا المجال ولديه قدرة كبيرة على الإبداع وملم بالكثير من قوانين الرياضيات والفيزياء والكيمياء، لأنه يتعامل مع تشكيل المعادن والخراطة وصناعة السيارات، هذا بخلاف الإلمام بقوانين الأمن والسلامة والتي يتم تدريب الطلاب عليها في الصف العاشر.
وأضاف أن طلاب قسم الميكانيكا يقومون بخدمات جيدة في المدرسة، مشيراً إلى أنهم يقومون بأي صيانة في حاجة لها المدرسة، كما يقدم الطلاب مشاريع تخرج في غاية الروعة بآخر العام، كما قاموا الفترة الأخيرة بالعمل على تحويل سيارات تعمل بالبترول للعمل بالغاز الطبيعي، هذا بخلاف العمل على تصنيع وتركيب العديد من لوحات الطاقة الشمسية، كما يقدم الطلاب خدمات لزملائهم بالمدارس الأخرى، ومن هذه الخدمات تصنيع وتصميم اختراعات وابتكارات المدارس الأخرى.
وأشار إلى أن الصناعات اليدوية والأيدي العاملة لها دور في غاية الأهمية لبناء الدولة، ولا بد لأن يكون لأبناء الوطن نصيب من المساهمة في هذه المهن المهمة، لأنها هي التي تبني وتصنع وتزرع وتقوم بالدور الأهم من عملية التنمية.
وأشار إلى أنه من ضمن أوجه الاستفادة للدراسة بقسم الميكانيكا أن يستطيع الدارس القيام بجميع الصيانة في منزله، كذلك صيانة سيارات المنزل.
من جانبه يقول الأستاذ طارق أحمد الكشادي، مدرب نظم معلومات وتكنولوجيا، حيث تخرج من المدرسة بقسم الكهرباء في العام 2003، ثم استكمل دراسته في كلية شمال الأطلنطي ثم الحصول على الشهادة العليا من جامعة عجمان، مشيراً إلى أن إدارة المدرسة تسعى إلى استقطاب أكبر عدد من القطريين للعمل بالمدرسة.
وأضاف أن رحلة العمل بدأت بمساعد مدرب ثم العمل كمدرب، مشيراً إلى أنه يعمل مع زملائه على صناعة طبقة جديدة من الفنيين الذين يخدمون الصناعة الوطنية من الفنيين والمهندسين القطريين، مشيراً إلى أن بناء الدولة يقوم باقتحام أبنائها لكل التخصصات سواء العلمية منها أو الأدبية، وأن يبرعوا في تلك التخصصات بحيث نعمل على سد احتياجات الدولة في تلك التخصصات المهمة.
وأضاف أن القطريين بدؤوا في اقتحام جميع المجالات العلمية التي تحتاجها مؤسسات وقطاعات الدولة المختلفة، حيث إن وزارة التعليم تعمل على مد السوق المحلي بكل احتياجاته من الكوادر الوطنية المدربة على أعلى مستوى، بناء على دراسة دقيقة تم العمل عليها منذ فترة، مشيراً إلى أنه في السابق كان من الصعب الحصول على قطري في مجال تكنولوجيا المعلومات والآن أصبح يوجد العديد من الكوادر الوطنية في مجال تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر.
وأوضح أنه يتم العمل على إنشاء مصنع للسيارات الكهربائية بقطر، كذلك توجه العديد من مؤسسات الدولة في إنشاء العديد من الصناعات المحلية التي تعمل على الاكتفاء الذاتي، وهو ما يحتم علينا أن نكون في طليعة الأيدي العاملة التي تخدم هذه الصناعات وأن نكون عنصراً مهماً في عملية البناء والتنمية التي تقوم بها الدولة، مؤكداً أنه يقوم بدعم كبير للطلاب ولجميع الأصحاب والأقارب لإلحاق أبنائهم لمدرسة قطر التقنية أو غيرها من مدارس التعليم الفني.
وبين أن المدرسة تستقبل وفوداً من العديد من مؤسسات الدولة كل عام لاستقطاب طلاب المدرسة، والعمل على ابتعاثهم للخارج وتقديم الرعاية لهم ثم العودة للعمل بتلك المؤسسات.
وبين أن العمل في مهنة التدريس والتدريب في حاجة إلى التحاق العديد من الكوادر القطرية للعمل على إثراء المهنة، مؤكداً أن الدولة ممثلة في وزارة التعليم تقوم بدور كبير في هذا الجانب، من حيث رفع رواتب المعلمين القطريين حتى أصبحوا في صدارة المعلمين على مستوى العالم، كذلك تقديرهم وتكريمهم بيوم المعلم من كل عام، هذا بخلاف برنامج طموح بالتعاون مع جامعة قطر، مطالباً أن تعمل الوزارة على أخذ خطوة مبكرة قليلاً بالعمل على استقطاب الطلاب من المرحلة الثانوية.
وقال إن الكوادر القطرية العاملة في مجال التدريب على درجة عالية من الكفاءة، حيث حصل قسم تكنولوجيا المعلومات بالمدرسة على العديد من الجوائز وتصدر الكثير من المسابقات، مثل فوز فريق من المدرسة بمسابقة الروبوت الوطنية وتأهله للبطولة العربية التي تعقد في الكويت العام المقبل، كما أنهم يقومون بالعديد من البرامج والاختراعات بالتعاون مع النادي العلمي في قطر.
وأوضح أنه من خلال العمل في تلك السنوات الماضية تأكد له أن مهنة التدريس والعمل في مجال التعليم، مهمة ورسالة سامية يؤديها الإنسان في حياته تجاه وطنه الذي بذل الغالي والنفيس لرفعة مواطنيه.
copy short url   نسخ
16/05/2019
1192