+ A
A -
اعتبرت الشبكة الإذاعية «فويس أوف أميركا» على موقعها الإلكترونى، أن الإعدامات الجماعية الأخيرة لعشرات المواطنين السعوديين، أثارت انتقادات واسعة النطاق من جماعات حقوق الإنسان والحكومات في جميع أنحاء العالم، والتي حثت السلطات السعودية على وقف عمليات الإعدام العلنية هذه ووضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان المتزايدة في المملكة، بعد وصول القمع لمرحلة غير مسبوقة.
ولفتت الشبكة الأميركية إلى أن السعودية قطعت رأس 37 رجلاً سعوديًا، 34 منهم من الأقليات الشيعية بذريعة اتصالهم بجرائم إرهابية. فضلا عن أن السعودية شهدت زيادة في انتهاكات الحقوق، بما في ذلك عمليات الإعدام الجماعية، منذ تولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان السلطة في عام 2017، كما يقول الخبراء.
وقال فيليب ناصيف، مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية: «لقد كثف السعوديون حملتهم القمعية لجميع أشكال المعارضة خلال العامين الماضيين».. لكن الحملة المتزايدة استهدفت بشكل متزايد الأقلية الشيعية التي تشكل ما بين 10 ? إلى 15 ? من سكان البلاد، على حد قول الخبراء.
أضاف فيليب ناصيف: «الرجال الذين أُعدموا مؤخرًا.. كان كثير منهم جزءًا من الحملة الواسعة ضد الأقلية الشيعية في السعودية. لقد كان يحدث هذا منذ فترة طويلة. ولكن يبدو أنه تم تكثيفه مؤخراً في عهد بن سلمان».. وتابع بأن المسؤولين السعوديين يرون أن «هناك مناخا معاديا جداً لها من إيران، لذا، يحاولون ربط المجتمعات الشيعية في أي بلد، سواء في لبنان أو اليمن، بإيران طوال الوقت لتبرير سلوكهم في الداخل والخارج».
وكان أكبر عدد من عمليات الإعدام في يوم واحد بالسعودية منذ عام 2016، عندما أعدمت الحكومة 47 شخصًا لجرائم متعلقة بالإرهاب. من بين الذين أُعدموا في عام 2016 أربعة نشطاء شيعيين، بمن فيهم رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، الذي أشعل موته احتجاجات بين المجتمعات الشيعية في جميع أنحاء المنطقة، واجهتها السعودية في وقتها بعنف مفرط. وفي إيران، وهي دولة ذات أغلبية شيعية، هاجم المحتجون السفارة السعودية في طهران.
في ذلك الوقت، وصف المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الإعدام الجماعي بأنه جريمة ضد الإنسانية. لكن هذه المرة، كان المسؤولون الإيرانيون حذرين عند الرد على عمليات الإعدام الأخيرة التي نفذتها المملكة.
وأدان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الهجوم في تغريدة ذكر فيها، أنه بعد تقطيع اوصال الصحفيين، فلن تر أو تسمع همسًا من إدارة ترامب عندما تقطع السعودية رأس 37 رجلاً في يوم واحد، «بولتون وبن سلمان وبن زايد تمنح الحصانة لأي جريمة».
ويعتقد المحللون أن تدهور العلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب قد أجبر إيران على الامتناع عن التورط في قضايا جديدة في الشرق الأوسط. وقال محلل مقيم في طهران، تحدث إلى صحيفة فويس أوف أميركا - واشترط عدم الكشف عن هويته خوفاً من الملاحقة القضائية من قبل السلطات الإيرانية-: «غض الطرف عن عمليات إعدام الشيعة في السعودية يدل على أن الموقف السياسي قد تغير بشكل كبير في طهران وصناع القرار لا يميلون إلى تغييره في المستقبل القريب».
وعلى خلاف الموقف الأميركي الرسمي خفيف اللهجة، صنفت اللجنة الأميركية للحرية الدينية، التي تقدم المشورة للبيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس، السعودية بأنها واحدة من بين 16 دولة في تقريرها السنوي من الذين يرتكبون انتهاكات شديدة بشكل خاص للحريات الدينية.
وختمت «فويس أوف أميركا» بأن التعويل على مشروع قانون يمكن أن يقره الكونغرس، يمكن أن يغير السلوك السعودي، لأن هذا سيخيف السعوديين، إذا ما شاهدوا إجماعاً من الحزبين الأهم في الولايات المتحدة.
copy short url   نسخ
16/05/2019
594