+ A
A -
يعيش عشرات آلاف المقدسيين في معاناة مستمرة بسبب القطع المتكرر للمياه من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما عده حقوقيون انتهاكا لحقوقهم الأساسية.
ويبدي السكان مخاوفهم من أن قطع الخدمات يشكل خطوة أخرى لحرمانهم من أبسط الحقوق وسلخهم عن القدس المحتلة وسحب الإقامات منهم بغية تهجيرهم عن مدينتهم.
ويؤكد مقدسيون أن الانقطاع المتكرر للمياه في القدس يخلق العديد من المشكلات، حيث تتأثر المؤسسات التعليمية والعيادات الصحية والمراكز والجمعيات والمحلات التجارية والأفران.
ويجد المقدسيون اليوم صعوبة في الحصول على المياه، نظراً لأن الشركة الإسرائيلية تحدد لكل مواطن كمية استهلاك المياه، وفي حال تعدت ذلك تفرض عليه غرامات مالية، كضريبة إضافية.
وتزود شركة «هجيحون» الإسرائيلية بالمياه هذه الأحياء التي تعاني مشاكل في البنية التحتية نابعة من إهمال السلطات الإسرائيلية لمناطق القدس الشرقية كافة، كما تمنع السلطة الفلسطينية من دخولها، الأمر الذي أبقى هذه الأحياء مهملة وتعاني نقصا شديدا في الخدمات، وعدم تزويدها بالمياه، خاصة في أشهر الصيف.
ويشير المواطن ناصر قوس إلى أن مئات المواطنين يعانون من الانقطاع المتكرر للمياه خاصة في بلدة شعفاط شرق القدس المحتلة، مشيراً إلى أن حوالي 40 ألف مقدسي هم سكان البلدة القديمة يجابهون سياسات الاحتلال المختلفة من أجل الصمود والبقاء حفاظا على هوية البلدة وحماية مقدساتها المستهدفة.
وسيلة انتقامية
بدوره، يؤكد رئيس لجنة متابعة قطع المياه عن منازل البلدة القديمة أشرف الزربا أن الانقطاع المتكرر للمياه عن البلدات المقدسية يأتي كوسيلة انتقامية تهدف إلى تهجيرهم، كونهم يشكلون خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح أن نحو ثمانين ألف مقدسي بينهم مرضى وكبار السن وأطفال يشتكون من الانقطاع المتكرر للمياه في البلدة القديمة، مبيناً أنهم يعيشون الآن أوضاعاً صعبة بفعل إجراءات الاحتلال بحقهم.
وبين الزربا أن شركة «جيحون» تفرض أيضاً غرامة مالية على أي مواطن يحصل على المياه عبر الجيران أو وسيلة أخرى، غير تلك الشركة، مبيناً أنها تريد من خلال ذلك الضغط على المقدسيين وإجبارهم على التوجه إليها من أجل دفع مبالغ مالية لها.
من جهته، نبه منسق اللجنة الوطنية لمقاومة التهويد خضر الدبس إلى أن الانقطاع المتكرر للمياه يفاقم من أوضاع المقدسيين، في ظل ضخها بنسب قليلة للغاية، وقطعها عن عدد كبير من المنازل، مشيراً إلى أن بعض المواطنين يضطرون لشراء المياه من أجل تلبية احتياجاتهم.
وأكد أن حكومة الاحتلال تمارس إرهاب ممنهج ومنظم بحق الشعب الفلسطيني عموما والمقدسيين خصوصا، بهدف إجبارهم على الرحيل، وترك المدينة للمستوطنين المتطرفين. وبين أن 80 ألف مقدسي تضرروا بسبب الانقطاع المتكرر للمياه خاصة في مخيم شعفاط وأحيائه، مشيرا إلى أن هناك اتفاقية وقعت بين الحكومة الأردنية ووكالة الغوث الدولية عام 1956 تقضي بتزويد سكان المخيمات الفلسطينية بالمياه دون أي مقابل، وبعد احتلال المدينة التزمت الحكومة الإسرائيلية بالاتفاقية لغاية 1988، ومن ثم تهربت من التزاماتها.
وشدد على أن حكومة الاحتلال تسعى من خلال إجراءاتها المتواصلة لتهويد المدينة وبسط السيادة الكاملة عليها، معتقدة أن الشعب الفلسطيني سيرضخ أمام هذه الإجراءات العنصرية.
وتابع «سنلتزم باستنفاذ كافة الإجراءات القانونية عبر التوجه للمحاكم الإسرائيلية لحل مشكلة المياه، بالرغم من قناعتنا بأن القانون الإسرائيلي لن ينصفنا، وأنه ينتصر للاحتلال دائما».
زيادة المعاناة
بدوره، يعتبر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى أن سياسات الاحتلال بحق المقدسيين تأتي لزيادة معاناة أهالي المدينة، وإحالة حياتهم إلى مستحيلة ليغادروا القدس بالنهاية.
وأشار إلى أن أسلوب قطع المياه بشكل متكرر إلى جانب العديد من الأساليب والإجراءات والممارسات التهويدية الإسرائيلية اليومية ضد المقدسيين، وعلى رأسها هدم المنازل بحجة البناء دون ترخيص، إضافة لفرض الضرائب الباهظة على المقدسيين، ناهيك عن سوء الخدمات المقدمة وانهيار قطاعات التعليم والإسكان والصحة وغيرها تتضافر لإخراج المقدسي من مدينته القدس ليحقق الاحتلال مآربه وأطماعه في المدينة المحتلة.
وأكد أن الحكومة الإسرائيلية بدأت بتنفيذ مخطط استيطاني لإحكام عزل القدس المحتلة وتقطيع أوصال الضفة الغربية كسياسة استراتيجية إسرائيلية بدأت فصولها منذ احتلال الأراضي الفلسطينية سنة 1967.
وأضاف عيسى «أن حكومة الاحتلال تهدف لتفريغ القدس من سكانها وخلق الوقائع على الأرض بشتى الطرق والأساليب، حيث إن أصحاب القرار والمخططين الاستراتيجيين في إسرائيل سعوا ويسعون إلى خلق هيمنة ديموغرافية يهودية مطلقة بالمدينة، وأنه يجب أن تكون فيها أغلبية يهودية».فلسطين- الوطن- أمين بركة
copy short url   نسخ
15/05/2019
560