+ A
A -
انتقد موقع ميدل إيست آي البريطاني المحاولة المشينة للنظام السعودي لرشوة القيادة الفلسطينية بـ 10 مليارات دولار لقبول صفقة ترامب، أو صفقة القرن- كما يسميها الإعلام الدولي- مؤكداً أن المملكة أثبتت بذلك تواطؤها لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وأنها أكبر نصير لتلك الصفقة المشبوهة، مع خضوعها الكامل لقرارات الرئيس الأميركي الاستعمارية الطائشة.
وأضاف الموقع: إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، رفض قبول أموال الرياض.. مؤكداً أن «قبول صفقة القرن سينهي حياته المهنية والسياسية»، وذلك وفقاً لما أوردته وسائل الإعلام العالمية.
وقال الموقع: «عرض النظام السعودي 10 مليارات دولار على أبومازن لقبول خطة سلام مثيرة للجدل تدعمها الولايات المتحدة، له معانٍ سياسية خطيرة، ويشير إلى أن هناك تلاعباً سعودياً من تحت الطاولة لتمرير قرارات ترامب في المنطقة».
ويعود التقرير إلى الفترة بين ديسمبر 2017 ويناير 2018، في أعقاب إعلان ترامب المثير للجدل بأن الولايات المتحدة تعتبر القدس عاصمة لإسرائيل، وتعتزم نقل سفارتها إلى هناك؛ حيث كان عباس «غاضباً» من عدة عروض تلقاها خلال زيارة إلى المملكة العربية السعودية في الشهر السابق، لكنه رفض مناقشتها مع المسؤولين الفلسطينيين.
وكان أحد العروض السعودية، هو تبادل الاعتراف الفلسطيني بصفقة ترامب بمبلغ 10 مليارات دولار، لمساعدة سلطات الضفة الغربية في إعادة توطين اللاجئين، إلى جانب الدعم المالي والسياسي غير المحدود.
ووفقاً لميدل إيست آي، سأل ولي عهد السعودية محمد بن سلمان عباس عن مقدار ميزانية حاشيته السنوية وقتها، ورد عباس قائلاً: «أنا لست ملكا ليكون لديّ حاشية».
فرد بن سلمان: «إذاً، كم تحتاج السلطة الفلسطينية ووزراؤها؟»..
فأجاب عباس: «مليار دولار أميركي»، فرد بن سلمان عليه: «سأعطيك 10 مليارات دولار على مدى عشر سنوات إذا قبلت الصفقة».
وفي تقرير سابق، بتاريخ 26 ديسمبر 2017، قيل لعباس خلال زيارته إلى المملكة العربية السعودية إن الأميركيين مستعدون لترك الفلسطينيين في الأرض التي يعيشون عليها، إضافة إلى تزويد الفلسطينيين بالدعم المالي لإطلاق مشاريع في الضفة الغربية، من شأنها أن تؤدي إلى الرخاء الاقتصادي.
وقال قادة النظام السعودي وقتها: إن المشاريع ستشهد أيضاً توسيع المنطقة (ب) في الضفة الغربية؛ حيث تسيطر السلطة الفلسطينية وإسرائيل على السيطرة الإدارية والعسكرية، والمنطقة (ج)، التي تشكل 60% من الأراضي، وتخضع حصرياً للسلطة العسكرية الإسرائيلية، كما ستدعم المملكة العربية السعودية السلطة الفلسطينية بأكثر من أربعة مليارات من حيث المبدأ.
ولكن الرئيس عباس أخبر قادة الرياض بأنه لا يستطيع قبول أي تنازلات فيما يتعلق بالمستوطنات، وحل الدولتين والقدس، وإن السلطة الفلسطينية ستعلن استقالتها إذا أصبحت خاضعة لأي ضغوط من أي جانب، وستحمل إسرائيل مسؤولية إدارة شؤون الأراضي المحتلة.
وفي إطار متصل، قال صهر دونالد ترامب والمستشار البارز، جاريد كوشنر، الشهر الماضي، إن الإدارة الأميركية ستكشف عن اتفاقها الذي طال انتظاره في يونيو، بعد أن شكل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حكومة ائتلافية، ومن المتوقع الانتهاء منها في الأسابيع المقبلة.
وشجب القادة الفلسطينيون بشدة النقاط الرئيسية للخطة التي تم تسريبها، وهي تشمل الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتقديم ضاحية أبوديس بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية مستقبلية، وسحب حق اللاجئين في العودة من على الطاولة، وتخفيض عدد اللاجئين المسجلين بشكل كبير.
وفي الإطار نفسه، قال صائب عريقات، المفاوض الفلسطيني المخضرم لميدل إيست آي، إنه وبحلول شهر يونيو لن تكون صفقة القرن صفقة، وإنما سيتم تنفيذها بالفعل على أرض الواقع.
وأضاف: «إذا كان هناك أي خطة، فسيتم تنفيذها على أرض الواقع بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وسحب الدعم لحل الدولتين، وقطع الأموال للأونروا، وفي النهاية محاولة تطبيع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين، وكل هذا سيكون قد طبق بالفعل قبل شهر يونيو».السعودية تعرض «10» مليارات دولار
على الفلسطينيين لقبولهاماذا يجري تحت الطاولة بين بن سلمان وكوشنر؟
copy short url   نسخ
15/05/2019
1048