+ A
A -
سبعة شهور مرت على جريمة النظام السعودي الوحشية باغتيال الصحفي جمال خاشقجي بطريقة وحشية، بأوامر شخصية صادرة من قادة الرياض، ثم تقطيع أوصاله باستخدام منشار كهربائي، وإذابتها في الأحماض الكاوية، لإزالة أي أثر لها تحت إشراف طبيب شرعي.
ولم يتعرض النظام السعودي لأي عقاب أو إجراء سوى إدانات كلامية.. تماماً مثل أنه لم يتعرض لأي عقاب عن ممارساته القمعية ضد مواطنيه في الداخل، ولا عن حملة التدمير التي يقودها في اليمن، ولا عن دعمه لعدوان خليفة حفتر على الحكومة الشرعية في ليبيا، ولا حتى عن محاولاته المستمرة لتدمير سمعة خاشقجي واتهامه بالارتباط بجماعات إرهابية والجنون، على عكس الواقع تماماً، في محاولة فاشلة للتخفيف من وطأة الجريمة البشعة.
ويقول موقع صحيفة ذا أتلانتك الأميركية، إن الاعلام الموالي للنظام السعودي ملأ الدنيا ضجيجاً بشأن المؤتمر الذي عقد في الرياض، وشارك فيه ممثلون عن كبرى الشركات العالمية، لبحث فرص الاستثمار في السعودية.
ومن طرف خفي، يشير الإعلام السعودي إلى أن هذا المؤتمر يأتي ردا على التوقعات بأن تدفع السعودية ثمن ممارسات نظامها في صورة إحجام المستثمرين عن الاستثمار في خطة التحديث المعلنة، من جانب ولي عهدها المعروفة باسم الرؤية 2030، وكان عدد كبير من الشركات أحجم عن حضور مؤتمر مماثل عقد عقاباً على اغتيال خاشقجي.
وقالت الصحيفة: ما يلفت النظر بعد سبعة شهور من الجريمة أن النظام السعودي لا يزال يواصل حملاته لتشويه صورة الراحل خاشقجي، والذي قتل قبل أيام من بلوغه الستين. وما يلفت النظر أكثر أنه بدأ يتبع بعض الأساليب الاحترافية التي توصل إليها، من خلال شركات دعاية يدفع لها مئات الملايين من الدولارات من أموال الشعب السعودي.
ولامت الصحيفة على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنه لم يفعل شيئاً لعقاب الفاعل الحقيقي للجريمة، أو وقف محاولات التشوية السعودية المستمرة لخاشقجي.
واختتمت: سواء كان ترامب أو قادة الرياض، فمحاولات تشويه سمعة خاشقجي لن تفيد، فالرئيس الأميركي رفض تقديم القاتل الحقيقي للعدالة في المقام الأول، والآن يزيد الأمر سوءاً بعدم الدفاع عن سمعة خاشقجي، الذي كان يعمل في صحيفة أميركية شهيرة، وعاش لفترة طويلة في الولايات المتحدة، ولم تقدم المخابرات الأميركية أي دليل إدانة ضده.
copy short url   نسخ
15/05/2019
517