+ A
A -
نظم مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة قطر ندوة بعنوان: (منهجيّة البحث في المفاهيم والمصطلحات في العلوم الاجتماعية والشرعية)، وذلك يوم السبت الماضي وبحضور عددٍ كبيرٍ من مسؤولي الجامعة والمهتمين.
وفي تصريحٍ له، قال الدكتور نايف بن نهار مدير مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية: «يُعدّ المفهوم النواة الأولى في صناعة الأفكار التي تشكّل بدورها وعي المجتمعات. فبقدر وضوح المفاهيم والمصطلحات يكون وضوح الأفكار التي تجسّد بمجموعها الوعي، وبقدر الخطأ واللبس في صناعة الوعي تحصل الأزمات في الوعي المجتمعي، وتتّسع دائرة الخلافات الوهميّة في حقول المعرفة. وكثيرٌ من الاختلافات في القضايا الاجتماعية، بما في ذلك القضايا الشرعيّة يرجع سببها إلى منهجيّة تكوين المفاهيم، والآليات الموصِلة إلى ذلك. وصناعة المصطلح لا تقلّ أهمية عن صناعة المفهوم. إذ لا فائدة من سلامة المفهوم ما لم يكن بإزائه مصطلح يعبّر عن الحمولة المعرفية المناسبة لمقاسه. ومن هنا تتجلى أهمية طرح سؤال المنهج في صناعة المصطلحات والمفاهيم، والبحث عن الآليات المنهجية للوصول إلى المفهوم، والمصطلح المناسب منهجيًّا للتعبير عنه، سواء أكان ذلك في حقل العلوم الاجتماعية أم في حقل العلوم الشرعيّة».
تناولت الجلسة الأولى من الندوة موضوع (منهجية بناء المفاهيم والمصطلحات في علوم اللغة)، وشارك فيها الدكتور عادل فتحي متحدثًا عن بناء المفهوم في الدرس اللغوي: المصطلح النحوي نموذجًا، كما شارك في هذه الجلسة الأستاذة دنيا الوكيلي وتحدثت حول إشكالات ترجمة المصطلحات إلى العربية: مظاهرها وأسبابها وبعض الحلول المقترحة- المصطلح اللساني نموذجًا. وناقشت الجلسة الثانية للندوة موضوع (منهجية بناء المفاهيم والمصطلحات في العلوم الاجتماعية)، وتحدث فيها الدكتور حسن مالك حول تحليل الخطاب الاجتماعي: قراءة في المفاهيم والمصطلحات، فيما تحدث الأستاذ الدكتور سيد أحمد قوجيلي عن التعريف بالتجريد: كيف نعيد بناء المفاهيم المتنازع عليها بالضرورة. وجاءت الجلسة الحوارية الثالثة حول موضوع (علم لغة القرآن الكريم) وتحدث فيها الأستاذ الدكتور إياد الأرناؤوطي عن علم لغة القرآن الكريم مسوّغاته النّظريّة ومعالمه التطبيقية. أما الجلسة الرابعة، فقد تناولت موضوع (بناء المفهوم والمصطلح في السياق الشرعي)، وتحدث فيها الأستاذ الدكتور محمد ذنون يونس عن الأسس اللغوية والعلمية في دراسة المصطلح الشرعي: تأصيلًا وتطبيقًا، وشارك فيها كذلك الأستاذ الدكتور بوعلام معطر متحدثًا عن البِناء المنطقي للمفهوم ومَداخِل اللبس في صناعة المصطلح، وجاءت مشاركة الدكتور عبد الحميد أحمد محمد حول أثر تطور الدلالات اللغوية للألفاظ على الفهم الخاطئ للمصطلحات الشرعية (مُصطلح التجديد نموذجًا). وناقشت الجلسة الخامسة والأخيرة من الندوة موضوع (بناء المفهوم والمصطلح في السياق القرآني)، وشارك فيها كُلُ من: عمر حيدوسي وتحدث عن البحث المصطلحي في الدراسات القرآنية: أسسه المعرفية وإشكالاته المنهجية، والأستاذة شيماء فخوري وتحدثت حول النظام القرآني؛ لغة القرآن ورؤيته للعالم؛ أسسًا منهجية لبناء المفاهيم القرآنية: مفهوم التعارف نموذجًا، والدكتور عبد الفتاح بن اليماني الزويني وتحدث عن خلل تقديم اللسان العربي على اللسان القرآني وأثره في بناء المصطلحات والمفاهيم القرآنية.
وتأتي هذه الندوة ضمن أطُر التجديد، والتجسير، والمواكبة لمركز ابن خلدون؛ لتكون لبنة أساسيّة في حقول العلوم الاجتماعية والشرعية، وذلك وفقًا للمحاور الآتية، المحور الأول: الأسس المنهجيّة للبحث في المفاهيم والمصطلحات في العلوم الاجتماعية، ويتناول هذا المحور القواعد العلمية التي تقتضي المنهجية العلمية التحاكم إليها في عملية صناعة المصطلحات، وبناء المفاهيم، ومراقبة تطورها في مراحلها المختلفة، وجدل العلاقة بين المفهوم والواقع، وكل ذلك في إطار العلوم الاجتماعية. المحور الثاني: الأسس المنهجية للبحث في المفاهيم والمصطلحات في العلوم الشرعية، ويسعى هذا المحور لتطوير الأسس المنهجية في التعاطي مع المفاهيم الشرعية، كاللغة والسياق والعرف، وجدل العلاقة بين تلك المحدّدات. المحور الثالث: أثر الخلل في بناء المفاهيم والمصطلحات في المقاربات المعاصرة، ويعالج هذا المحور الآثار الناتجة عن الخلل في منهجية بناء المفاهيم وصناعة المصطلحات في المقاربات المعاصرة، وذلك من خلال مناقشة نماذج لتأثير غياب المنهجيّة في صناعة المفهوم على صناعة المقاربة.
copy short url   نسخ
22/04/2019
1330