+ A
A -
أدانت الصحف الأميركية والعالمية بشدة استخدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحق الفيتو ضد قرار وقف الدعم الأميركي لقوات التحالف، التي تدخل عامها الخامس في حربها الجائرة على اليمن، بسبب الأسلحة والمساعدات الأميركية، التي تشعل وقود الحرب كلما اقتربت من الانطفاء، وتستخدم لارتكاب جرائم حرب عديدة، تحت إشراف القوات العسكرية التابعة لجيش التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وهاجم الإعلام العالمي أميركا وموقفها غير الأخلاقي بعد هذا القرار، مؤكداً أن واشنطن أثبتت كونها شريكاً رئيسياً في كل ما لحق باليمن من مجازر وحصار ظالم، وأن الفيتو الذي تم استخدامه سيتم تذكره للأبد على أنه «فيتو العار».
من جانبها قالت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» على موقعها الإلكتروني، إن القرار يكشف أن أميركا ليست ضالعة في العدوان على اليمن فحسب وإنما صاحبة مصلحة أساسية في استمرار الحرب لتحقيق مآرب إستراتيجية واقتصادية على حساب دماء الشعب اليمني، الذي يعيش في مجاعة ودمار بفعل الحرب الضارية، التي تشنها قوات التحالف العربي عليه، بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة باستخدام أسلحة أميركية.
وقال موقع البي بي سي: «استخدام ترامب حق النقض أو الفيتو ضد قرار تاريخي للكونغرس عار أخلاقي كبير، فالكونغرس كان يسعى لإنهاء المشاركة الأميركية في الحرب التي يقودها التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن.. وهذا الفيتو يثير شكوكاً وتساؤلات كثيرة حول العلاقة المريبة بين ترامب بالرياض، والسبب الحقيقي وراء دفاعه عن قادة النظام السعودي في قضية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي أولاً والآن استخدامه النقض على وقف دعم حرب اليمن».
وأضاف: «لجوء الرئيس الأميركي دونالد للمرة الثانية لاستخدام حق الفيتو ضد قرار للكونغرس، الذي يطالبه بوقف الدعم الأميركي للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، يشير إلى أن مبيعات الأسلحة تأتي في المرتبة الأولى على أجندة ترامب، حتى لو كان ذلك على حساب مصائر الشعوب».
ووافقتها صحيفة، ذا ويك في الرأي، مشيرة إلى أن تخاذل ترامب عن وقف الحرب في اليمن يجعل أميركا شريكة في جرائم الحرب، التي تحدث بصفة يومية في الدولة العربية التي أنهكها الفقر والحرب والمرض.
وقالت الصحيفة: «ترامب برر استخدام حق الفيتو المخيب بأسباب واهية منها حماية 80 ألف أميركي يعيشون في بعض دول التحالف، التي كانت عرضة لهجمات الحوثيين، بالرغم من أن هناك العديد من الوسائل المتوفرة لضمان حماية هؤلاء الأشخاص، ولا يتطلب الأمر دعم حرب وحشية في سبيل حمايتهم».
ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة الإنقاذ الدولية ديفيد ميليباند، قوله: «إن هذا الفيتو من قبل الرئيس ترامب خاطئ تماماً، وعلى الرئاسة الأميركية إعادة النظر فيه، فهو يحبط آمال الشعب اليمني في الحصول على فترة هدوء أو الوصول لسلام نهائي، ويترك الولايات المتحدة متمسكة بإستراتيجية فاشلة في اختيار شركائها في المنطقة».
ولفت ميليباند إلى أنه بعد استخدام ترامب لحق الفيتو، وإعطائه رخصة بالقتل للسعودية والإمارات في اليمن، فمن المرجح أن يُقتل اليمنيون في منازلهم أكثر من أي مكان آخر الآن.
ووافقتها شبكة سي إن إن الأميركية في الرأي، مشددة على أن ترامب باستخدامه لحق الفيتو تجاهل 10 ملايين يمني على حافة المجاعة والموت.
وانتقدت الشبكة الأميركية تبرير ترامب لاستخدامه حق الفيتو، وقوله: «إن هذا القرار يشكل محاولة غير ضرورية وخطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية، ويعرض حياة المواطنين الأميركيين والجنود الشجعان للخطر سواء اليوم أم في المستقبل».
ولفتت الشبكة إلى أن قرار الكونغرس لم ينتقص من صلاحيات ترامب، وإنما كان محاولة لمنع كارثة محققة تسببت في موت ملايين بأسلحة أميركية.
ولفتت شبكة ياهو نيوز، إلى أن القرار يشعل حرباً جديدة بين الكونغرس وترامب، ويرفع من حد الخلاف الدائر بين البيت الأبيض والمؤسسة النيابية العريقة.
وقالت الشبكة: «ترامب نقض القرار الذي أقره مجلس النواب في وقت سابق هذا الشهر ومجلس الشيوخ في شهر مارس الماضي، رغم أنه كان يعد قراراً تاريخياً، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها قرار مماثل إلى مكتب الرئيس، ويمنح الكونغرس حق سحب القوات العسكرية إذا لم يكن نشرها قد تم بتفويض منه».
ختاماً، انتقدت صحيفة ذا هيل الأميركية تأييد الإمارات التي تشارك في التحالف لقرار ترامب بقولها إنه «يأتي في الوقت المناسب والإستراتيجي».
وقالت الصحيفة: «القوات السعودية والإماراتية سعدت بالقرار، لأنها تستخدم على الأرجح الأسلحة الأميركية لارتكاب فظائع في الحرب المستمرة منذ أربع سنوات في اليمن، حيث قتل نحو 10 آلاف شخص، بل وقد يكون عدد القتلى أعلى من ذلك بخمس مرات».
واختتمت الصحيفة بقولها: «إنه خطأ إستراتيجي وتاريخي وأخلاقي كبير في حق ترامب والبيت الأبيض كله».سي إن إن : ترامب يتجاهل «10» ملايين يمني على حافة المجاعةياهــو نيوز : الحــــــرب تشــتــعل بيــن الكـونغــرس وتــرامــــببــي بــي ســي : القــــرار يديــن أمـــيركــا ويلــطــخ يــدهـــا بالدمــــاء
copy short url   نسخ
21/04/2019
3142