+ A
A -
كثيراً ما تتردد على مسامعنا عبارة «الوقاية خير من العلاج» في البرامج والمراكز الصحية، ولكن متى سنطبقها في حياتنا اليومية كنظام حياة دائم وليس لغاية معينة كالوصول إلى الوزن المثالي أو بعدما نصبح عرضة لأمراض العصر التي باتت أحد أفراد الأسرة في يومنا هذا بسبب العادات الغذائية الخاطئة؟
فجميعنا نعلم أن أكثر الأمراض والمشاكل التي تصيب الإنسان هي بسبب السكريات والدهون المركزة والأطعمة المصنّعة، فلماذا نكثر منها؟!
الإجابة هي في المعادلة الاقتصادية المشهورة «كثرة العرض ووفرة إنتاجه» بجميع المناطق وعلى مدار الساعة، بالإضافة إلى سهولة وصوله إلى مكانك من دون تحريك أي ساكن سوى الاتصال وفتح باب البيت للاستلام؛ حيث تواجه وفرة الإنتاج الضخم خصمها الضعيف على الإطلاق وهو البديل الصحي، أي البديل المنافس الذي لم يعد بالوقت الحالي منافساً نظراً لقلة المعروض منه، لاسيما ضعف تسويق البديل الصحي الذي كان ومازال يتم بأسلوب غير عصري وغير مشوّق لجذب المستهلك.
فهناك الكثير والكثير من الأمثلة البسيطة التي نمر عليها مرور الكرام نظراً لضعف أسلوب تقديم البدائل الصحية وبطرق بسيطة. فعلى سبيل المثال من الممكن استبدال السكر الموجود في المقاهي والمطاعم والكافيتريات بالمحلّيات التي لا تحتوي على السكر أو المحليات الطبيعية كالعسل وغيرها.
الحال نفسه مع عادة مجتمعنا بشرب «الكرك» الذي أصبح روتيناً يومياً، فعند ذهابك لطلب «الكرك» فلن تجد مطعماً يعدّه من دون سكر، فمن الممكن أن تساهم هذه المحلّيات باستخدامها بديلاً للسكر، كما أن معظم استراحات شرب الشاي تقوم بتقديم أصناف متعددة من الشطائر بالخبز الأبيض المتحول في الجسم إلى سكر والذي من الممكن جداً تقديم نفس الشطيرة بالخبز الأسمر الغني بالألياف والأقل ضرراً لجسم المستهلك.
إضافة لذلك فالمطاعم ذات المستوى المتوسط والراقية بإمكانها تماماً استبدال الرز الأبيض المتحول لسكر أيضاً داخل الجسم بالرز الأسمر.
وما الذي يمنع المطاعم والكافيتريات من التحول من الزيوت والدهون الضارة المستخدمة إلى زيت الزيتون أو الزيوت النباتية على سبيل المثال كونها أقل ضرراً وأكثر نفعاً؟
فلابد من تكثيف الحملات الصحية التوعوية الخالقة لروح المحافظة على الصحة عند المستهلك وزيادة إقبال الزبائن على البدائل الصحية فمن الممكن وضع لوحة جنبها تحتوي عبارة «غذاء صحي» وسيقبل الزبون عليها حتى لو ارتفع ثمنها قليلاً، بل وتوصية القائمين على المطاعم والمعاصر بتقديم قائمتين الأولى اعتيادية والأخرى صحية مع السعي الدؤوب بإلزام المتاجر الغذائية بتخصيص قسم خاص للأغذية والبدائل الصحية، فيما خلاف ذلك حينها لن يجد المستهلك بديلاً أو أنه سيجد البديل عن الغذاء غير الصحي الذي استمر عليه طوال هذه السنين.
باختصار.. استبدل:
«السكر» بـ «المحلّي الطبيعي»
«الخبز الأبيض» بـ «الأسمر»
«الأغذية المصنّعة» بـ «الأغذية العضوية»
«العصائر» بـ «أكواب الفواكه».محمد راشد المناعي
copy short url   نسخ
20/04/2019
2003