+ A
A -
كتب- جليل العبودي
ولو لعب بتوازن ما بين الهجوم والدفاع لربما سبب حرجاً كبيراً للدفاعات القطراوية التي عاشت بعض اللحظات الصعبة في الشوط الثاني وتحديداً في الدقائق الأخيرة التي أدرك متأخراً معيذر أنه لا يملك شيئاً يخسره وعليه الهجوم، وفعلاً لاحت أكثر من فرصة بذلك الوقت كان يمكن أن تعيده إلى المباراة وبالتالي يمكن أن يمسك بحظوظه، إلا أن الصحوة أو الانتباه إلى الأسلوب المهم في التعامل مع المباراة الذي لجأ إليه لم يأت بما يريد كونه افتقد إليه في أغلب وقت المباراة، وبالتالي رفض الفرصة التي كان يمكن أن تدنو منه.
قطر.. طوق الإنقاذ حضر متأخراً !
إن طوق الإنقاذ قد حضر متأخراً إلى صفوف القطراوية بعد أن اكتفوا برصيد 16 نقطة في الدوري من 22 مباراة وخسر 14 منها وفازوا بأربع وتعادلوا بمثلها، وهي نتائج غير مقنعة إطلاقاً بفريق كان قد جهز بشكل جيد، وتوفير بعض اللاعبين الجيدين، مع بداية أولى قوية بتغلبه على الغرافة في الافتتاح للدوري، ولكن تراجع بشكل لافت وفقد العديد من النقاط بالرغم من أنه قدم في بعض المباريات مستوى طيباً، إلا أنه افتقد إلى الهداف الذي يمكن أن يكمل الكرة إلى الشباك بلمسة أخيرة، وإيتو لم يمثل إضافة بعد أن أخذ منه العمر ولم يكن جاهزاً بدنياً، فضلاً عن تواضع مستوى دودي وأن الاستثناء الموجود كان المحترفي السوري أسامة أومري والعراقي حسين علي والأخير عانى مع المدرب القادم باتيستا، وأجلسه أكثر من مرة على الدكة، وهو ما أفقده بريق تألقه مع قطر في البدايات، عندما كان عبد الله مبارك وقبل أن يرحل ويأتي المدرب الأرجنتيني، والأخير راهن على الجانب النفسي الذي أشرت نجاحه مبكراً، ومن ثم تراجع ونزف القطراوي العديد من النقاط بالرغم من أنه كان متقدماً عن أقرب منافسيه بسبع نقاط، لكنه لم يفز والآخرون فازوا ووصلوا إلى حتى احتكم إلى الفاصلة لينجو منها.
تجربة قاسية.. والاستفادة منها!
بلا شك أن فريق قطر من الفرق العريقة والكبيرة وصاحبة التاريخ الطويل وله من الإنجازات الكثير والعديد من الألقاب، ولكنه في الموسم الأخير عانى بالرغم من أن التغيير طال معظم خطوطه واستقدمت الإدارة لاعبين جيدين من فرق أخرى، فضلاً عن مجموعة شابة من مدرسة فريق قطر، ولكن الخذلان حصل بعد تراجع مثير للجدل للعديد من الأسماء منهم المحترفون والمواطنون، وهو ما أثار الكثير من علامات الاستفهام، والتساؤلات التي كان تبحث عن أجوبة، وهل أن المدرب الأرجنتيني باتيستا لم يعرف التعامل مع أدواته بحكم أنه جديد على العمل في المنطقة وأن الظروف والأجواء مختلفة عن غيرها، وهذا جعله يفتقد إلى الاستقرار على التشكيل، وهو ما انعكس سلباً على الأداء العام وتقديم ما يليق بالفريق وباللاعبين أنفسهم، وأن ما مر به الفريق القطراوي الذي كان قاسياً جداً، بل موجعاً يجب أن يكون ماثلاً أمام المسؤولين عن الفريق والعمل بوقت مبكر لكي لا يتكرر ما حصل والحفاظ على صورة الفريق المعهودة والتي كانت دائماً زاهية بنتائجها وأدواتها، حيث مر على هذا الفريق العديد من اللاعبين النجوم الكبار محلياً وعربياً وعالمياً، حيث على المستوى المحلي يبقى اسم عوض حسن ماثلاً وضارباً جذوره ومن بعده جاءت أجيال وأجيال ومن بينهم عبدالعزيز حسن وياسر نظمي ووسام رزق وخالد صالح، فيما مر عليه نجوم عرب مثل راضي شنيشل والقرقوري وحليش، وعلى المستوى العالمي مثله الأرجنتيني كانيجيا، والنتيجري أوكاشا وغيرهما من اللاعبين العالميين والعرب، لذا فإن التأريخ يفتخر بما ضمه وما خرجه من أجيال وعليه يجب أن يرتقي القطراوي إلى مستوى تاريخه، والثبات بقوة مع الكبار وهو كبير لاسيما أنه يمتلك مقومات ذلك، ويمكن أن يعيد ترتيب أوراقه بطريقة مناسبة تجعل منه أحد الأرقام الصعبة التي تنافس بقوة في البطولات المحلية، وسبق له أن حقق إنجازات رائعة.
لمسة وفاء من الأبناء
عندما تعرض فرق قطر إلى الخطر هب أبناؤه للوقوف معه في محنته، وتنادوا من أجل أن يقفوا معه والشد من أزره في الفاصلة الحاسمة، وتحفيز اللاعبين بمفردات وجمل تعطي للاعبين شحنة معنوية كبيرة، وحتى يدركوا قيمة الأسماء التي كانت تلعب مع الفريق القطراوي وحملت شعاره وحافظت عليه محلياً وخارجياً، وكذلك الأسماء الكبيرة التي تحبه، ومن الذين آزروا القطراوي كل من نجمي العراق راضي شنيشل وقصي منير والإيراني عبدالرضاء برزكري وعلي كريمي والمغربي يوسف سفري وطلال القرقوري ومحسن ياجور والبرازيلي المشاغب مارسينهو والعماني عماد الحوسني والإنجولي فابريس أكوا والسوري أسامة أومري والدكتور أحمد شرارة دكتور المنتخبات الوطنية ولاعبي النادي السابقين على رأسهم النجم الكبير عبدالعزيز حسن والحارس العملاق حسين الرميحي والمدرب السابق البرازيلي لازاروني والمدرب المواطن السابق عبدالله مبارك والمدرب الأسبق سلمان حسن وعدد كبير من نجوم الملك السابقين وبطل الراليات عبدالعزيز سعدون والموسيقار القطري القطراوي مطر علي الكواري والإعلاميين المذيعين محمد سعدون وأحمد خليل وسلمان يوسف واللاعبين السابقين محمد مبارك ومشعل مبارك وموسى العلاق وعبدالله الدياني وعبدالله الأنصاري ومحمد عمر وعبدالله علي وعبدالله الكواري وفهد فخرو وعادل الإسحاق وعادل بوكربل والحارس السابق عارف الدوسري والهداف السابق جمال جابر والحارس علي فواد ولاعب الشحانيه المعار يوسف هاني بلان ورجل الأعمال المعروف علي الإسحاق.
فرصة سانحة في كأس الأمير
إن القطراوي اليوم الذي وضع يده في الماء البارد بعد أن كانت تلسع بشرارة الخطر، سيكون في وضع نفسي وفني مغاير تماماً عما كان عليه في الدوري الذي عاش فيه الكثير من الضغوط العصيبة والمواقف الموجعة، وأنه أمام فرصة جيدة اليوم وهو يستعد لخوض غمار كأس سمو الأمير والتي يمكن أن تكون فرصة سانحة له من أجل التعويض وطرق أبواب النجاح من جديد، لاسيما أنه سيبدأ المشوار مع معيذر أيضاً الذي تفوق عليه في الفاصلة، وحسب رؤيتي أن الأمر سيكون مختلفاً وسيلعب بأريحية بعيداً عن الانفعالية والضغوط النفسية وعلى اللاعبين أن يمسكوا بالفرص من جديد في آخر بطولة يمكن أن تعيدهم إلى المسار الصحيح، وأن الملك قادر أن يقول كلمته بعد أن حافظ على عرشه أمام الهزات العنيفة التي غادرها.تنفس القطراوية الصعداء واستنشقوا هواء البقاء بالأضواء بعد أن نجحوا في عبور حاجز معيذر وصيف الثانية بهدف وحيد سجله المحترف العراقي حسين علي، وبلا شك أن جميع محبي الفريق وجماهيره وإدارته عاشت دقائق عصيبة، لاسيما بعد أن كشف معيذر ومن خلال مدربه بيرول قد وضع إستراتيجية خاصة للتعامل مع الفاصلة التي كانت بمثابة الفرصة له لكي يكون مع الكبار، وقد تفاجأ باتيستا بما لعب به معيذر من أسلوب دفاعي صارم، بحيث وصل به الحال أن يدافع بتسعة لاعبين والبقاء على المهاجم مامادو بالأمام، ومع أن هذا الأسلوب الذي لجأ إليه معيذر صعب من مهمة قطر كونه كان يهدف منه أن يخطف القطراوية من مرتدة، ولكن المبالغة فيه كانت كثيرة جداً، وهو ما جعله يخلق تكتلاً دفاعياً صارماً، إلا أنه لم يتوازن مع الهجوم أو تطبيق المرتدة بطريقة سليمة.
copy short url   نسخ
19/04/2019
1241