+ A
A -
تشكل الإطاحة بعمر البشير من رئاسة السودان نقطة تحول في تاريخ هذا البلد، وقد جاءت بمثابة إنجاز لمظاهرات شعبية جارفة استمرت عدة شهور تطالب برحيله وإنهاء حكمه الذي استمر 30 عاماً، لكن وبعد الإطاحة بالرجل، تسعى دولتا الحصار على قطر واليمن، أن تتدخلا سلبياً، بطريقتهما التدميرية المعهودة، لإفساد مسار انتقال سلس للسلطة والحؤول دون حكم ديمقراطي في البلاد، وفق ما ذكر موقع لوب لوغ الأميركي.
وما لم يتوصل المجلس العسكري الحاكم إلى اتفاق مع المحتجين الذين يطالبون بحكومة منتخبة ديمقراطيا يقودها مدنيون سوف تثور تساؤلات كثيرة حول مستقبل السودان.
تعهد الفريق عبد الفتاح برهان الحاكم الحقيقي للسودان حاليا بعدة أمور منها اقتلاع جذور نظام البشير وإنهاء الرقابة على الصحافة وإلغاء حظر التجول الليلي والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وهذه الوعود وغيرها تعطي الأمل للسودانيين في أن يستمع العسكريون إلى مطالبهم بتطبيق إصلاحات ديمقراطية.
لكن من غير الواضح ما إذا كان الجيش مستعدًا بالفعل لتقديم التنازلات المطلوبة للوفاء بتلك الوعود، وانعكاسات ذلك على استقرار البلاد ما لم يتم الوفاء بها في أسرع وقت ممكن.
وأشار لوب لوغ، إلى أن الانتقال السلس المطلوب في السودان لن يتم بدون لاعبين خارجيين. وهؤلاء اللاعبون يمكن أن يكونوا بعض الدول العربية والدول الغربية التي تسعى للتدخل في شؤون السودان من أجل مصالحها.
وقد دعت الحكومات الغربية إلى تحول ديمقراطي سريع في السودان وعودة إلى الحكم المدني. ولم يكن مفاجئا أن تعلن دولتا الحصار على قطر وقائدتا حرب الدمار في اليمن: السعودية والامارات، تأييدها للجيش السوداني وليس للتطلعات الديمقراطية للشعب السوداني.
وعبثا حاولت الدولتان كسب تأييد السودان للحصار الذي تفرضه على قطر منذ عامين بلا جدوى، وأصر نظام البشير على التزام الحياد، وكان السبب واضحا وهو خوفهما من أن تمتد إليهما رياح ما يحدث في السودان خاصة في ضوء أحداث الجزائر التي بدأت آثارها تمتد إلى جارتها المغرب وما يحدث في تونس.
والمتوقع أن تشدد السعودية والإمارات من ضغوطهما على السودان من أجل إنهاء علاقاته بدول أخرى كتركيا، والسير في فلكهما فقط، وسوف تسعى هاتان الدولتان لدى السودان من أجل انهاء سماحه لتركيا باستخدام جزيرة سواكن حتى لا يكون لها موطئ قدم على البحر الأحمر.
وسوف تسعى الدولتان إلى الضغط على الحكومة القادمة في السودان من أجل استمرار مشاركة الألوف من قواته في اليمن ضد الحوثيين ورفض الضغوط الشعبية المطالبة بالانسحاب من اليمن بعد مقتل المئات من أبنائه هناك كي يكونوا بديلا لأبناء البلدين، وكان ذلك أحد أسباب اندلاع المظاهرات ضد نظام البشير.
وبعبارة أخرى ختم لوب لوغ تحليله بقوله، إنه سوف تسعى دول الحصار إلى التأثير على أحداث السودان كي لا تسير في طريق لا يتفق مع مصالحها، وبدأت في توثيق علاقاتها مع القادة المعادين للتيار الإسلامي مثل صلاح جوش رئيس المخابرات المعزول.
copy short url   نسخ
19/04/2019
1313