+ A
A -
كتب- محمد الجعبري
ينفذ المعلمون القطريون في مدارس الدولة العديد من إستراتيجيات التعليم التي تجد قبولاً بين الطلاب وتعمل على رفع المستوى الأكاديمي بالمدارس، حيث يعمل الكثير منهم من منطلق حس وطني، أخذين على عاتقهم مهمة وطنية وقومية لإخراج كادر وطني قادر على تحقيق تنمية الوطن التي يصبو إليها، هذا بخلاف إدراكهم للبعد الاجتماعي الكبير الذي تحظى به مهنة المعلم لدى المجتمع القطري.
التقت الوطن واحداً من المعلمين القطريين أصحاب الخبرة العريضة في المدارس الحكومية، الذين أمضوا سنوات كبيرة في بناء الكوادر الوطنية بمدارس الدولة، أعطوا في تلك السنوات العديد من الخبرات التربوية الكبيرة وعملوا على تخريج أجيال من الشباب الذين يشغلون العديد من المناصب بالدولة، مؤكدين أنهم يقومون بمهمة وطنية لا تقل أهمية وشرفاً عن مهمة الجنود والأطباء، معللين ذلك بأن المعلم هو الأب الروحي لكل المهن الأخرى، والذي يقتطع من حياته وعمره ليعطي الآخرين لبناء مستقبلهم.
وفي هذا الإطار يقول هارون علي المنصوري، معلم التربية الرياضية بمدرسة قطر للعلوم المصرفية، إنه ومنذ تخرجه من جامعة قطر في العام 1992 وحتى الوقت الحالي وهو يعمل في التدريس، حيث عمل بجميع المراحل الدراسية، لافتاً إلى أنه لم يعمل بمدرسة إلا وترك بها بصمة واضحة مع طلابه، جعلهم يتذكرونه بعد تخرجهم من الدراسة وعملهم في العديد من وظائف الدولة، وهو ما يلمسه منهم عندما يقابلهم في العديد من مؤسسات الدولة التي يعملون بها.
ويقول معلم التربية الرياضية هارون المنصوري: إنه قضى أكثر من 28 عاماً في العمل بمهنة التدريس، وقد كرمته وزارة التعليم في يوم المعلم قبل نحو ثلاث سنوات، وقد مرت عليه تلك السنوات بالعديد من المواقف والمصاعب التي تغلب عليها، واكتسب العديد من الخبرات التربوية التي أهلته للارتقاء بالمهنة وبمستوى طلابه، ولم يدخر في هذه الفترة أي جهد في رفع المستوى الأكاديمي والأخلاقي لطلابه، بل كان في كثير من الأوقات عاملاً مساعداً لاستقرار حياتهم الدراسية والعلمية، مشيراً إلى أن مهنة المعلم أخذها في حياته كرسالة في الحياة قبل أن تكون وظيفة.
خبرات تربوية كبيرة
وعن خبراته التربوية يؤكد هارون المنصوري أنه بجانب خبراته التربوية، فقد عمل كحكم دولي في كرة القدم في الفترة ما بين 1991وحتى 2007، كذلك محاضراً في قانون كرة القدم باتحاد كرة القدم، كذلك أدار العديد من المباريات الدولية لجميع الفئات السنية بمختلف دول العالم، كما عمل كحكم في الدوري القطري، هذا بخلاف توليه منصب مدير منتخب قطر تحت 17 سنة في الصالات، مشيراً إلى أن كل تلك الخبرات الرياضية استطاع بكل قوة أن ينقلها لأبنائه الطلاب طوال فترة عمله بالمدارس، كما ساعدته خبرات الرياضية لاكتشاف العديد من مواهب الطلاب الرياضية وتوجيههم لاحتراف العديد من الرياضات في كثير من أندلة دولة قطر.
وأوضح أن الرياضة لها دور كبير في صقل مواهب الطلاب وتنمية قدراتهم العقلية ورفع مستواهم الأكاديمي، حيث تقول الحكمة: «العقل السليم في الجسم السليم»، لذلك تجد الطالب وقد ملأ جسده الحيوية والنشاط واتقد عقله بالفهم والتركيز عقب حصة التربية البدنية، لذلك فمن الواجب وضع حصص المواد العلمية عقب حصص التربية البدنية، لأنه في هذا الوقت سيكون لها مردود كبير على فهم الطالب وإلمامه بكل ما يقوله المعلم.
وأوضح معلم التربية البدنية، أن المعلم بخلاف غيره من المهن الأخرى التي لا يوجد اتصال بينها وبين الجمهور أو المواطنين، تجد المعلم في اتصال مباشر مع طلابه على مدار اليوم، فيقوم بمجابهة تحديات الحياة والعمل على الارتقاء بمهارات طلابه والعمل على حل مشاكلهم النفسية والاجتماعية والتواصل مع أسرهم، كل هذه الأمور تعمل على خلق خلطة متميزة للمعلم.
وعن أفضل المراحل التعليمية، أكد المنصوري أنه عمل في جميع المراحل الدراسية، ووجد أن أفضل المراحل على الدوام هي المرحلة الابتدائية، وهي المرحلة الأهم والتي تتطلب خبرات تربوية كبيرة، كذلك إلمام كبير بأصول علم التربية، لأن المعلم في تلك المرحلة يتعامل مع الطفل كمادة خام يستطيع أن يشكلها كيفما يشاء، لذلك فالدول الأوروبية تقوم بوضع أكبر وأكثر الخبرات التعليمية احترافية في تلك المرحلة المهمة والتي تؤسس لشخصية الفرد باقي عمره.
وأوضح أنه يدعو الطلاب القطريين خلال العمل بالمدرسة على امتهان مهنة التدريس من خلال الالتحاق بكلية التربية بجميع تخصصاتها، مشيراً إلى أن التدريس مهنة عظيمة ولها دور كبير في بناء المجتمع، لذلك فكثير من طلابنا يدركون أهمية هذه المهنة وسيشهد الميدان التربوي خلال السنوات المقبلة التحاق العديد من الطلاب بكلية التربية ومن ثم الالتحاق بالعمل في المدارس الحكومية.
copy short url   نسخ
18/04/2019
3850