+ A
A -
الخرطوم- وكالات- أصدر رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان أمس قرارا خاصا بإجراءات محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين، وذلك بعد يوم من نقل الرئيس السوداني المعزول عمر البشير إلى سجن كوبر في الخرطوم.
ونص القرار -وفق بيان للمجلس- على مراجعة حركة الأموال اعتبارا من الأول من أبريل الجاري بواسطة بنك السودان المركزي، والإبلاغ عن أي حركة كبيرة أو مشبوهة للأموال عن طريق المقاصة أو التحويلات.في وقت يواصل المتظاهرون الاعتصام خارج مقر القيادة العامة للجيش مطالبين بنقل السلطة في أقرب وقت إلى حكومة مدنية. ووجه القرار المسجل التجاري العام بوقف نقل ملكية أي أسهم إلى حين إشعار آخر، مع الإبلاغ عن أي نقل لأسهم أو شركات بصورة كبيرة.
وألزم القرار الوزارات والهيئات والمؤسسات والشركات والكيانات الحكومية وجميع الجهات التي تمتلك حكومة السودان فيها حصة بأن تتقدم بالبينات اللازمة بشأن الحسابات المصرفية والإيداعات والأوراق المالية والمبالغ النقدية أو أي معادن نفيسة أو مجوهرات داخل السودان وخارجه. وحدد المرسوم 72 ساعة لاكتمال هذه الإجراءات، وفي حال المخالفة ستتم إحالة المتسببين إلى المساءلة القانونية والمحاكمة بالسجن لمدة لا تتجاوز عشر سنوات أو الغرامة أو العقوبتين معا. وقبل ثلاثين عاما دخل الرئيس المعزول البشير القصر الرئاسي في الخرطوم بعد انقلاب عسكري أطلق عليه لاحقا «ثورة الإنقاذ»، بينما آثر مهندسها الحقيقي الزعيم الإسلامي الراحل حسن الترابي الذهاب طواعية إلى سجن كوبر«حبيسا» إمعانا في التمويه. والآن يحل البشير «كرها» لا طوعا نزيلا في السجن بعد أسبوع من الإطاحة به وخروجه من القصر الذي ظل ساكنه طيلة ثلاثة عقود، في مشهد مختلف عن مصير الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك الذي ظل نزيلا في مستشفى المعادي العسكري حتى تبرئته.
في سجن كوبر تزدحم الحكايات والذكريات وتتعدد بعدد الأسماء التي ارتطبت به بدءا الإنجليزي اللورد كيتشنر الذي أمر ببنائه، والإنجليزي الآخر كوبر الذي أطلق اسمه عليه، مرورا بمعادلة «السجون والشجون» على الطريقة السودانية بما تحمله من مفارقات«التوالي» حين يصبح السجين سجانا، والسجان سجينا.
وسجن كوبر هو السجن المركزي في السودان، ورغم إطلاق تسمية السجن القومي السوداني عليه إلى أن اسم الشهرة لا يزال هو الطاغي والأكثر انتشارا «سجن كوبر».
قرار بناء السجن كان قرارا إنجليزيا إبان فترة الاحتلال، حيث قرر المحتل الإنجليزي بناء أضخم سجن عرفه السودان في تاريخه، وأصدر الجنرال كيتشنر قرار البناء وشيد السجن بالفعل عام 1903، يحمل البناء الطراز الإنجليزي وروعي في التصمم الهندسي لمبنى السجن أن يكون مماثلا للسجون البريطانية، وبوجه خاص سجن برمنغهام. أما التسمية التي ظلت مرتبطة به فتعود إلى المسؤول البريطاني كوبر الذي تولى إدارة مدينة الخرطوم، وكان قائما علي ذلك السجن فأخذ منه اسمه وصرامته.
و شهدت ليلة أمس الأول أيضا اعتقالات واسعة أخرى في صفوف رموز وقادة حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا، ومن أبرز المعتقلين أيضا، والي الخرطوم الأسبق عبد الرحمن الخضر، ورجل الأعمال الشهير رئيس نادي المريخ سابقا، جمال الوالي، ووزير الدفاع الأسبق عبد الرحيم محمد حسين، والأمين العام الأسبق لجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج، حاج ماجد سوار. بالإضافة إلى، رجل الأعمال الأشهر في البلاد، عبد الباسط حمزة، ورجل الأعمال، جمال زمقان.
في سياق ثان أعلن قائد للمتمردين تعليق القتال حتى نهاية يوليو في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان حيث تخوض قواته معارك ضد القوات الحكومية. وقال بيان صادر عن قائد «الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال» عبد العزيز الحلو «كبادرة حسن نية في الحل السلمي للمشكلة السودانية ولإعطاء الفرصة لتسليم السلطة للمدنيين، أعلن وقف الأعمال العدائية لثلاثة أشهر في جميع مناطق سيطرة» الحركة.
copy short url   نسخ
18/04/2019
3938