+ A
A -
عواصم- وكالات- أمهل مجلس السلم والأمن الإفريقي المجلس العسكري في السودان 15 يوما لتسليم السلطة للمدنيين. وجاء قرار المجلس الإفريقي بعد اجتماع عقده أمس في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ناقش خلاله الوضع في السودان بعد الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير، وسط ترجيحات بفرض عقوبات عليه جراء التطورات الأخيرة.
وفي بيان عقب الاجتماع، دعا المجلس إلى فتح الأجواء السياسية وأعرب عن قلقه العميق لسيطرة الجيش على السلطة وتأثير ذلك على الوضع الإقليمي والقاري.
وندد المجلس بتعطيل الدستور وحل البرلمان وتأسيس سلطة الجيش التي وصفها بغير الشرعية، رافضا قرار الجيش قيادة المرحلة الانتقالية. كما دعا إلى تسليم السلطة لقيادة مدنية ليس لها علاقة بالجيش.
ولا يعرف حتى الآن طبيعة ونوعية الإجراءات التي سيتخذها المجلس ضد السودان إذا لم يستجب المجلس العسكري الحاكم لطلبه، وإن كان يعتقد أن العقوبات المنتظرة لن تخرج عن المسطرة الاعتيادية التي يطبقها المجلس الإفريقي في حالات مشابهة. ويأتي في مقدمة هذه العقوبات تجميد العضوية إلى حين خروج العسكر من السلطة وتسليمها لحكم مدني.
ودافع عضو المجلس العسكري الانتقالي الفريق الركن جلال الدين الشيخ الطيب عن الخطوات التي اتخذها المجلس العسكري الحاكم بالسودان ورفض تسميتها بالانقلاب.
ويزور الطيب إثيوبيا لإطلاع الأفارقة على حقيقة الأوضاع في السودان، ضمن أول زيارة خارجية يقوم بها أحد أعضاء المجلس العسكري الحاكم.
وقال الطيب إن انحياز القوات المسلحة للشعب يأتي استجابة لرغباته في التغيير وتجسيدا لتطلعات كل فئاته نحو حياة أفضل، ولا يعد انقلابا عسكريا أو طمعا في سلطة.
وأضاف خلال لقاء له اليوم بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا بوزيرة الدولة بالخارجية الإثيوبية هيروت زمني، أن المجلس حظي بتأييد شعبي عريض، مؤكدا التزام المجلس بوعده نحو الشعب بتسليم السلطة للمدنيين.
وصفت مجموعة الترويكا -التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج- المظاهرات والاعتصامات في السودان بأنها حازمة ومنضبطة، وأنها أزالت «النظام الوحشي»، ودعت إلى «حوار شامل» في السودان لضمان «انتقال منظم» للسلطة من المجلس العسكري الانتقالي.
وقالت الدول الثلاث (الترويكا) في بيان إن «السودان يحتاج انتقالا منظما إلى حكم مدني يقود إلى انتخابات في إطار زمني معقول».
واعتبر البيان أن التغيير المشروع الذي ينادي به الشعب السوداني لم يتحقق حتى الآن، وأنه ينبغي على السلطات أن تستمع إلى الشعب وألا تواجهه بالعنف.
وقال السفير البريطاني بالسودان عرفان صديق في بيان: نطالب بتشكيل سريع لحكومة انتقالية مدنية عبر عملية شفافة وذات مصداقية، ونطلب من المجلس العسكري الانتقالي بالسودان عدم فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش في العاصمة بالقوة.
ودعا عرفان إلى ضرورة الاعلان عن مكان اعتقال الرئيس المعزول عمر البشير وكبار قادة النظام السابق، فضلا عن الإصلاح الفوري لجهاز الأمن والمخابرات ليصبح بدون سلطات اعتقال.
من جهته قال تجمع المهنيين السودانيين إن قرار فض الاعتصام أمام قيادة الجيش بالخرطوم يرجع للثوار على الأرض ومرهون بتحقيق كامل أهداف الثورة. ودعا جموع المواطنين للتوجه لموقع الاعتصام قبالة مقر القيادة العامة للجيش، عقب محاولة فاشلة من قوات أمنية لفض الاعتصام فجر أمس بالقوة.
وقالت قوات الدعم السريع ان ما فعلته ليس محاولة لفض الاعتصام بل هو «تنظيف» لموقع الاعتصام من «اجسام مجهولة» خلفتها مواجهات امنية سابقة، وربما يجهل المدنيون طبيعتها.
وفي جوبا، نفى اتينج ويك اتينج، السكرتير الإعلامي لرئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، أن تكون لدى سلطات بلاده أي فكرة عن مكان وجود وداد بابكر، زوجة الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير. وتحدثت تقارير إعلامية عن وصول «وداد بابكر» إلى جوبا قبل سقوط نظام البشير بيوم واحد بصحبة أبنائها، فيما قالت إن شقيق الرئيس السوداني المخلوع عبد الله البشير، وصل المدينة نفسها، قبل 6 أبريل الجاري، للقاء بعض شركائه.
copy short url   نسخ
16/04/2019
3656