+ A
A -
أدان تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية قتل السعودية للصحفي جمال خاشقجي في تقريرها السنوي عن حقوق الإنسان، لكنها لم تذكر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالاسم، هذا على الرغم من التقارير التي تفيد بأن ولي العهد السعودي أمر باغتيال خاشقجي، وفق ما ذكر موقع سينيكا ستاندرد الأميركي. قاومت إدارة ترامب توريط ولي العهد في جريمة القتل، مستشهدة بما تقول إن الأدلة المقدمة حول تورط الرجل أدلة غير كافية.
وعن حجم التناقض الكبير الذي يحكم السعودية بمعايير مزدوجة، فرغم إعلان العاهل السعودي الملك سلمان تعهده بمحاسبة جميع الأفراد المعنيين في الجريمة، بغض النظر عن المنصب أو الرتبة، ورغم عزل العديد بالفعل من مناصبهم، إلا إن محاسبتهم تظل شكلية، فهم رجال النظام الذين يصعب أن يضحي بهم، لذا، يكون في حكم المستحيل أن يتم التعرض لولي العهد، أو حاكم البلاد الفعلي.
وقتل خاشقجي، بعدما دخل القنصلية السعودية في اسطنبول في أكتوبر الماضي للحصول على الوثائق التي تسمح له بالزواج من خطيبته التركية. وفي البداية، ادعت السعودية أن خاشقجي، ترك القنصلية دون أن يصاب بأذى، لكن وبعد أيام، نشرت السلطات التركية صوراً لأحد السعوديين الذين وصلوا إلى القنصلية وقت اختفاء خاشقجي، وقالت في وقت لاحق إنه قتل على أيديهم.
اتهمت المملكة العربية السعودية 11 شخصًا في جريمة الإعدام، وقالت إنها تسعى للحصول على عقوبة الإعدام لخمسة منهم.
وفي مؤتمر صحفي كشف النقاب عن تقرير الخارجية الأميركية، قال السفير مايكل كوزاك إن الولايات المتحدة أوضحت أن وفاة خاشقجي كانت «شنيعة»، أما فيما يتعلق بدور ولي العهد في القتل، فقال كوزاك إن الولايات المتحدة ملتزمة بالحصول على كل الحقائق وأن السعودية لم تكمل تحقيقها الخاص حول الجريمة. وأضاف: «سنحمل الحكومة السعودية وعدها بأنها ستجري تحقيقاً شاملاً وستكشف كل الحقائق».
واعتبر تقرير الموقع أن الإدارة الأميركية متورطة في الجريمة، لسكوتها.
وعلى الرغم من غضب المشرعين من ترامب بشأن ما إذا كان يعتقد أن محمد بن سلمان متورط، فإن ترامب ألقي ظلالا من الشك من أن ولي العهد قد لعب دورا في ذلك، أم لا. حيث صرح ترامب سابقاً: «ربما قام بذلك وربما لم يفعل!».
وفي السياق، ذكرت صحيفة دكا تريبيون البنغالية، أن محاولات السعودية الهروب لم تثمر عن شيء، فرغم ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست سابقاً من أن أبناء خاشقجي، بمن فيهم صلاح، تلقوا منازل بملايين الدولارات ورواتب بآلاف الدولارات من قبل السلطات، طمعاً من الحكومة لتسوية المسألة، جاءها الرد بنفي عائلة جمال خاشقجي بإجراء محادثات للتوصل إلى تسوية خارج المحكمة مع السلطات السعودية بعد ورود تقارير تفيد بأن أبناءه تلقوا دفعات.
وقال حساب صلاح خاشقجي على تويتر: «في الوقت الحالي، تجري المحاكمة ولم تتم مناقشة أي تسوية».
وسبق أن قالت صحيفة واشنطن بوست، إن المدفوعات لأبنائه الأربعة -ابنين وبنتين- «هي جزء من جهد من الحكومة السعودية للتوصل إلى ترتيب طويل الأجل مع أفراد عائلة خاشقجي، يهدف جزئياً إلى ضمان استمرارهم في ضبط النفس في بياناتهم العامة».
وأثار مقتل خاشقجي غضبًا دوليًا، دعا إلى إنهاء مبيعات الأسلحة إلى السعودية، التي تقود حملة عسكرية في اليمن.
وفي زيادة للضغوط على السعودية، دعت الولايات المتحدة الأمير السعودي بن سلمان إلى التخلي عن مساعده المرتبط بقتل خاشقجي، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية. حيث، حث مايك بومبيو، وزير الخارجية الأميركي، سراً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وريث العرش السعودي، على قطع علاقاته بمستشار مقرب. وأثار بومبيو مخاوفه بشأن سعود القحطاني في محادثات خاصة مع الأمير محمد وشقيقه خالد بن سلمان.
وتأتي نصيحة تهميش القحطاني في وقت يواجه فيه دعم بومبيو للرياض تدقيقًا شديدًا في الكونغرس، حيث تعرضت إدارة ترامب لانتقادات لعدم إدانتها للمملكة بقوة كافية بعد مقتل خاشقجي العام الماضي.
وما زاد الأمر، أنه خلال شهور ماضية، ظهرت تقارير تفيد بأن القحطاني لا يزال يتواصل مع ولي العهد وكان يشارك بنشاط في حملته ضد المعارضين.
copy short url   نسخ
16/04/2019
1100