+ A
A -
أعلن التليفزيون السوداني، السبت 13 أبريل 2019، نبأ استقالة مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني صلاح قوش، بشكل مفاجئ، وهو ما يشير إلى حالة من عدم التوافق داخل المؤسسة العسكرية والأمنية على المرحلة الانتقالية التي تعيش فيها البلاد. استقالة قوش جاءت مفاجئة خاصة بعد تنحي بن عوف عن رئاسة المجلس العسكري. وعلى الفور، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، قبول استقالة قوش، وذلك بعد ساعات من أدائه اليمين الدستورية رئيساً للمجلس، خلفاً لعوض بن عوف الذي استقال هو الآخر. وفي حين لم يعلَن حتى اللحظة سبب الاستقالة المفاجئة، إلا أن رحيل شخصية كبيرة مثل بن عوف عن المشهد في هذا الوقت الحساس الذي تمر به البلاد، يشير إلى وجود انقسام داخل الجيش والأمن إزاء إعلان المجلس العسكري الانتقالي. وتأتي هذه الاستقالة بعد يوم واحد من إعلان الفريق أول الركن محمد عوض بن عوف التنحي عن منصبه رئيساً للمجلس العسكري، مساء الجمعة 12 أبريل 2019، وذلك بعد يوم واحد فقط على أدائه اليمين الدستورية رئيساً للمجلس، الخميس 11 أبريل 2019. يُذكر أيضاً أن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، قد جدد اعتذاره عن المشاركة في المجلس العسكري الانتقالي تحت قيادة «البرهان»، إلا بعد الاستجابة لمطالب الشعب. ويتمتع قوش بعلاقة قوية مع واشنطن، وأدى دوراً كبيراً في «محاربة الإرهاب». وهو معروف جيداً في واشنطن لدوره الكبير في «الحرب على الإرهاب» ضد تنظيم القاعدة، حتى أنه زار الولايات المتحدة عام 2005، عندما كان السودان مدرَجاً على قائمة وزارة الخارجية الأميركية للدول الراعية للإرهاب، والتي لا يزال البلد مدرَجاً بها. وذكر تقرير لموقع Africa Intelligence، في شهر يناير 2019، أن وكالة في الاستخبارات المركزية حددت قوش باعتباره خليفة البشير المفضل لديها في حال أصبح موقف الرئيس السوداني في حينه ضعيفاً. وترأَّس قوش جهاز الأمن والاستخبارات الوطني السوداني منذ عام 2004 وحتى 2009، عندما عيَّنه البشير مستشاراً للأمن القومي. وأُقيل من منصبه عام 2011، واعتُقل بعد ذلك للاشتباه بتورطه في مؤامرة للانقلاب على الحكم، ولكن جرى الإفراج عنه بعفو رئاسي عام 2013. وفي فبراير 2018 أُعيد تعيين قوش مديراً عاماً لجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني. وكان يُنظر إلى عودته باعتبارها حركة من البشير للقضاء على المعارضة، في وقت كان البلد يواجه فيه مشكلات اقتصادية متفاقمة واحتجاجات مناهضة للتقشف، وأيضاً لبناء الجسور مرة أخرى مع الولايات المتحدة، في أعقاب رفع العقوبات الأميركية عن السودان أواخر عام 2017.
copy short url   نسخ
15/04/2019
509