+ A
A -
كتب- محمد مطر
احتضنت خشبة مهرجان المسرح الجامعي «شبابنا على المسرح» دورة الفنان عبدالعزيز جاسم، أمس الأول، عرض «بالتاء المربوطة» لمعهد الدوحة للدراسات العليا، وهو من تأليف عبدالرحمن أبوعابد، وإخراج إيمان الطيطي، وناقشت المسرحية قضية تداول السلطة في الوطن العربي، وذلك عن طريق إسقاطات سياسية واضحة من خلال انتخابات رئاسة مجلس الكلية.
وخلال الندوة التطبيقية التي أقيمت عقب العرض قدم سعادة صلاح بن غانم العلي، وزير الثقافة والرياضة، نصيحة إلى كل الطلاب المشاركين في المهرجان، قائلاً: كونوا صادقين مع أنفسكم ليصدقكم الجمهور، فدون الصدق لن تصل رسالتكم للجمهور. وتابع سعادته: كلنا ثقة فيكم وفي مواهبكم ونعرف أنكم تمتلكون مواهب حقيقية وأتمنى أن تبرزوها خلال فعاليات المهرجان لتكونوا إضافة إلى هذا المجال وتبدعوا وتقدموا ما لديكم لتمتعوا الجمهور وتغيروا المجتمع والعالم إن كانت لديكم الرغبة في ذلك. وأشار العلي إلى أن تغيير المجتمعات يتطلب أن نؤمن أولاً بما نقدمه ونؤمن بأنفسنا وموهبتنا وأفكارنا، لكي يؤمن بنا الغير، وأن يكون كل فرد صادقاً مع نفسه ومقتنعاً بما يقدمه ليستطيع أن يقنع به من حوله.
بالتاء المربوطة
على الجانب الآخر تلقى العرض إشادة من الجمهور الذي تفاعل مع بعض المشاهد الواضحة التي لها دلالات واقعية من عالمنا العربي، وبالتحديد مشهد المطالبة بمد فترة الرئاسة.
بدورها قالت المخرجة إيمان الطيطي: «الاستفادة كانت كبيرة جداً من هذه المشاركة الغنية بالنسبة لي، فلقد تعلمت الكثير والكثير من الأشياء والأمور التي ستضيف لتجاربي القادمة بكل تأكيد».
وأضافت: لأول مرة أقف على خشبة المسرح أنا وزملائي بالعرض، وما قدمناه جميعاً يعتبر خطوة مهمة لنا في مستقبلنا، وبالنسبة لي فكانت هناك ضغوطات كبيرة، لأنني كنت المخرجة وممثلة كذلك في العرض وهو ما أرهقني كثيراً.
وحول تعليقات النقاد عقب العرض قالت الطيطي: إن البعض لم يفهم الديكورات وتوظيف الأقنعة والميك أب، ولكن أريد أن أوضح هذه النقطة وأشير إلى أن الميك أب والديكورات والأقنعة كانت ملائمة جداً للعرض ومتوافقة بشكل كبير، وهذا ما تطلب قوة ملاحظة إلى حد ما من المشاهد، فالأقنعة كان لها دلالة واضحة وهي أن هؤلاء الأشخاص يعيشون أدواراً غير أدوارهم في الحياة ويتغيرون ويرتدون أقنعة لا تشبههم، ومن هنا أردت أن أتوجه بالشكر إلى لانا شاهين مصممة الديكور وكذلك مريم الرئيس التي أشرفت على الميك أب وكذلك الديكورات التي أشرف عليها جوزيف ديفاين والإخراج.
وأكدت الطيطي أن لهذه التجربة أخطاءها التي ستعمل على تصحيحها، معبرةً عن سعادتها بما قدمه فريق العمل التي توجهت لكل أفراده بالشكر على الأداء الرائع الذي قدموه خلال العرض رغم بعض المبالغة التي كان السبب فيها الأريحية والتفاعل مع الجمهور وخشبة المسرح- حسب ما ذكرت.
تعقيب ونقد
أما الدكتور سعيد الناجي، رئيس قسم المسرح بكلية المجتمع وهو المعقب على العرض بالندوة التطبيقية، فقال: مجهود كبير من مركز شؤون المسرح ووزارة الثقافة والرياضة.
وتابع: تعقيبي على العرض سيكون من جهتين، فالتعامل مع مهرجان جامعي لا بد أن ينظر له من هاتين الجهتين، الأولى أنها تجربة أولى لطلاب لم تكن لهم أي تجارب أو خبرات مسرحية سابقة، والثانية أن نكون حريصين في التقييم لكي يعود هذا التقييم بالفائدة على هؤلاء الطلاب، ولذلك أتمنى ألا يصاب البعض بالغرور نتيجة المدح الذي سيجده من قبل الجمهور أو النقاد.
وتوجه ناجي بالشكر إلى جميع الطلاب الذين شاركوا في العرض، متمنياً لهم التوفيق، كما عبر عن إعجابه بالمسرحية التي تناولت قصة وحكاية ليست بعيدة عن المجتمع الجامعي، مبيناً أنهم تطرقوا إلى قضية واقعية يعيشونها بالفعل وهو ما كان له أثر واقعي وصادق في العرض، فقد بث العرض رسالة وإسقاطات واضحة وهي التمسك والتشبث بالكرسي.
واختتم ناجي تعقيبه قائلاً: أعتقد أن إنجاز أي عمل مسرحي جامعي في العالم هو انتصار حقيقي في معركة كبيرة.
فيما قال الفنان سعد بورشيد، مدير الندوة، إن هؤلاء الشباب ذكروه بفترة شبابه وبداياته المسرحية، حيث الجرأة والشجاعة، وتمنى بورشيد استمرار هؤلاء الشباب في مجال المسرح وأن يدرسوا ويطوروا من موهبتهم وفكرهم ليستثمروا طاقاتهم المسرحية ويبرزوا ويؤثروا في الحراك المسرحي.
واختتم البورشيد الندوة، مشيداً بأداء الطلاب المشاركين في المهرجان، متمنياً أن تستمر هذه الفعاليات كل عام وأن يواصل المهرجان دوراته وأن يخرج للمسرح طاقات ودماء جديدة، مشيراً إلى أنه بغض النظر عن الجوائز ومن سيفوز في هذا الحدث المهم لا بد من التركيز على الإبداع الفكري ودعم هؤلاء الشباب ومساندتهم.
copy short url   نسخ
24/03/2019
2106