+ A
A -
يذخر الميدان التربوي بالعديد من الخبرات الوطنية المتميزة، حيث تعمل تلك الكوادر القطرية على إثراء العملية التعليمية وزيادة التنوع في الميدان التعليمي، وهو ما يعطي الطلاب دفعة قوية تجاه بناء شخصيتهم ودعم الإبداع واستقلالية القرار في حياتهم العلمية.
وتعمل الوطن على إظهار هذا الجانب الإبداعي عند المعلمات القطريات التي يعملن في صمت من أجل رفعة هذا الوطن وإعلاء قيمته بين الأمم عن طريق دعم المسارات التعليمية وإخراج كوادر وطنية قادرة على ان تلبي تطلعات الوطن وعملية التنمية التي تقودها القيادة الرشيدة في كل بقعة من بقاع هذه الأرض الطيبة، خاصة وأن لدى الكثير منهم أبحاثا علمية قوية وجادة ومن حقهم ان يتم تسليط الضوء على تلك الأبحاث.
الاستاذة فاطمة الهاشمي عملت خلال الفترة الماضية على بحث علمي تحت عنوان «إعادة التدوير حل لمخلفات مجموعة من
التجارب العلمية» وذلك من خلال (منهج العلوم للمرحلة الإعدادية)، وقد تأهل بحثها العلمي في قسم البحث الاجرائي ضمن الاسبوع الوطني للبحث العلمي الذي نظمته وزارة التعليم بداية شهر مارس الجاري، حيث سيتم اعلان نتائج تلك الابحاث بداية شهر ابريل القادم ضمن مؤتمر التعليم التي تنظمه وزارة التعليم.
وفي هذا السياق قالت السيدة فاطمة محمد الهاشمي محضرة المختبر بمدرسة رقية الاعدادية للبنات، انها تخرجت من جامعة قطر قسم العلوم البيولوجية «الهندسة الوراثية والتقنيات الحيوية» بكلية العلوم عام 2005، لافتة إلى ان العمل في المدارس الحكومية ليس قائم على عملية التدريس فقط، ولكنه قائم على دعم عملية البحث العلمي لدى طلاب المدارس، وزرع حب البحث والتخطيط والذي يعتبر من بدايات بناء مخرجات العملية التعليمية، لافتة إلى ان عملية البحث العلمي بدولة قطر تعتبر خيارا استراتيجيا لرؤية قطر الوطنية 2030 القائم على دعم اقتصاد المعرفة وبناء جيل جديد من الطلاب قادر على تحقيق هذه الرؤية.
نتائج ايجابية للبحث
وعن البحث قالت السيدة الهاشمي، ان البحث يعمل على إثبات أن إعادة التدوير يعتبر حلا لمخلفات مجموعة من التجارب العلمية لمادة العلوم ( للمرحلة الإعدادية ) في مدرسة رقية الإعدادية للبنات خلال الفصل الدراسي الأول 2018-2019.
وأضافت ان البحث يسهم كذلك في إثبات أن لها دورا في حفظ النعم عن طريق إعادة تدوير مخلفات الطعام بطرق متنوعة، وأنه كذلك يسهم في المحافظة على البيئة من أخطار تراكم النفايات، ويعمل على تقليل الصرف على شراء مواد جديدة عن طريق الاستفادة من مواد معاد تدويرها، وقد تم تطبيق حلول متنوعة لإعادة التدوير لمشكلة بعض مخلفات التجارب العلمية التي تنتج من تجارب المرحلة الإعدادية.
حيث ظهرت النتائج إيجابية وتم تحقيق الأهداف المرجوة من البحث حيث أثبتت النتائج أن إعادة التدوير اعتبر حلا مناسبا للتخلص من مخلفات مجموعة من التجارب بطرق تؤدي إلى المحافظة على سلامة البيئة.
وكذلك فتحت المجال لإنتاج مواد جديدة من المخلفات مثل صناعة الأسمدة الطبيعية من مخلفات الطعام والذي ساهم بدوره في ازدهار النباتات التي تم تزويدها بهذه الأسمدة خلال فترة البحث.
وأشارت إلى ان البحث يعتبر الأول من نوعه في هذا المجال، حيث ان جميع الابحاث السابقة تؤكد على ضرورة إجراء بحوثات في كيفية الاستفادة من نفايات المختبرات العلمية، ولكن لا يوجد بحث يطرح حلول لهذه المشكلة ويقدم الحل العملي.
وأضافت ان فكرة إعادة التدوير، نشأت أثناء الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث كانت الدول تعاني من النقص الشديد في بعض المواد الأساسية مثل المطاط، مما دفعها إلى تجميع تلك المواد من المخلفات لإعادة استخدامها، وبعد سنوات أصبحت عملية إعادة التدوير من أهم الأساليب المتبعة في إدارة النفايات الصلبة؛ ذلك للفوائد البيئية العديدة لهذه الطريقة.
وأوضحت ان إعادة التدوير وفقا للإستراتيجية التنموية الوطنية في دولة قطر 2011-2016، تؤكد ان قطر تتوجه في اعتماد استراتيجية متعددة الأوجه لاحتواء مستويات النفايات الناتجة عن الأماكن السكنية، المواقع التجارية والصناعية وأيضا تعزيز خطط لإعادة التدوير. حيث إن الخطوات المراد تتبعها هي كالتالي: الوقاية من أخطار هذه النفايات، تقليل كميتها، إعادة استخدامها، إعادة تدويرها وتوليد طاقة منها، أما دفن هذه النفايات فهو الخيار الأخير المتبع في التخلص منها.
وتعمل دولة قطر في المستقبل القريب على تبني خطة شاملة لإدارة النفايات الصلبة والهدف المنشود من هذه الخطط هو إعادة تدوير ما يعادل 38% من النفايات الصلبة مع العلم أنها لم تتجاوز نسبة 8% حاليا.
وقد أنشأت الحكومة مركز لإدارة النفايات الصلبة المحلية في مدينة مسيعيد الصناعية، تم تصميم المركز بحيث يتم تحقيق أقصى قدر من استعادة الموارد والطاقة من النفايات عن طريق تثبيت تقنيات لفصلها، معالجتها وإعادة تدويرها، ومن ثم تحويل هذه النفايات إلى طاقة. وفقا لأهداف هذه الإستراتيجية، من المتوقع أن يقلل المركز من كمية النفايات المحلية التي تدفن لتصل إلى 3%- 5% مما سيقلل من نسبة النفايات التي يتم التخلص منها بهذه الطريقة بشكل عام إلى 64 %- 92%، يهدف هذا المشروع لجعل قطر دولة رائدة في الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة.
حفظ نعم الله
ومن هذا المنطلق تؤكد الباحثة على ان إعادة التدوير لمخلفات مجموعة من التجارب العلمية في منهج العلوم للمرحلة الإعدادية قبل التخلص منها في مكبات النفايات له دور في الحفاظ على نعم الله والمحافظة على البيئة والتعاون في توفير الوقت على مركز إدارة النفايات الصلبة في قطر من تجميع وفرز هذه المخلفات.
وعن اختيارها للعمل في المدارس الحكومية كباحثة ومحضرة مختبر، أوضحت السيدة فاطمة الهاشمي انه عقب تخرجها من الجامعة التحقت للعمل بالمدارس الحكومية، حيث ان اختيارها لتلك المهنة العظيمة لأثرها على المجتمع من حيث بناء جيل كامل من الكوادر الوطنية على حب الوطن والعمل من اجل رفعته، فبناء كوادر وطنية في جميع المجالات مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع، خاصة العاملين في المدارس الحكومية التي هي عماد عملية البناء والتنمية بدولة قطر، وهي الجهة المنوط بها بناء وتنمية الكوادر الوطنية.
وأوضحت الباحثة القطرية أن المعلم دائماً ما يكون لديه حس وطني في بناء شباب المستقبل الذين هم العماد الرئيسي في رؤية الوطن للتنمية، داعيا الطلاب والشباب بالاستماع لنداء الوطن والعمل بمهنة التدريس لصناعة مستقبل قطر.
وبسؤالها عن رؤيتها لمهنة التدريس في قطر أوضحت أن مهنة التدريس شهدت الفترة الأخيرة تقدما كبيرا في دولة قطر، فالحكومة دائمة الدعم لمجال التعليم بكل جوانبه، فأصبح المعلم والمعلمة القطرية في طليعة معلمي العالم من حيث الدخل الشهري، وكذلك تقدير الدولة لهم وتكريمهم في يوم المعلم، وكذلك تعمل وزارة التعليم والتعليم العالي على رفع الأعباء الإدارية التي تعيق المعلم عن عمله في الصف المدرسي، كذلك فإن البيئة التعليمية أصبحت في تطور مستمر الفترة الأخيرة، حيث أصبحت المدارس تحاكي أفضل المدارس على مستوى العالم من حيث إدخال التكنولوجيا في جميع عمل المعلم من أجهزة حاسوب والصبورة الذكية والمعامل العلمية ومعامل اللغات، كل هذه الأشياء تعمل على رفع مستوى المعلم ومساعدته في الصف المدرسي وتقديم رسالته على أفضل وجه.
واوضحت أن عملية البحث العلمي تجرى بخطة موضوعة من قبل وزارة التعليم وتجرى في المدارس على قدم وساق، مؤكدة ان تأهيل وتطوير المعلمين في الوزارة يتم من خلال برامج التطوير الأساسية والداعمة وتعتبره من أولوياتها بما يحقق أهدافها الاستراتيجية.
وأكدت الهاشمي أن المعلم القطري يختلف عن المعلم المقيم حيث تكون له بصمة واضحة في المدارس التي يعمل بها، وذلك من خلال قربه من الطلاب وفهمه لأبعاد البيئة المحيطة بالطالب سواء اجتماعية أو نفسية، وذلك ينعكس على أدائه في التعاطي مع الطالب والارتقاء بمهاراته أثناء العمل في المدرسة، وهذا يصب بالتالي في مصلحة الطالب والعملية التعليمية برمتها.
وأضافت أنها ومنذ التحاقها بالعمل في المدارس، انعكست معالم المهنة على شخصيتها فأصبحت تتميز بالتطور والصبر والمرونة اللازمة للتعامل مع الطلبة، مؤكدة انه ينبغي على المعلم استخدام هذه الميزات في تطوير الذات وبناء قدراته الشخصية التي تنعكس بالإيجاب على شخصيات طلابه وأخلاقهم وبالتالي بناء الوطن.
وعن البيئة التعليمية التي تعمل بها، أكدت أن وزارة التعليم بالتعاون مع المدارس تعمل على تذليل جميع العقبات التي تواجه المعلم في مهنته وفي المدرسة، من حيث توفر جميع الأدوات والوسائل التعليمية المختلفة، كذلك المناهج الحديثة التي أقرتها وزارة التعليم العام الدراسي الحالي، وهي مناهج على مستوى عال من حيث بناء شخصية الطالب وتطوير قدراته الشخصية، لافتة إلى أن المناهج تعمل على دمج الطالب في العملية التعليمية، بحيث يكون الطالب مشاركا بتفاعل وليس متلقيا فقط.كتب-محمد الجعبري
copy short url   نسخ
21/03/2019
1279