+ A
A -
عواصم- وكالات- تحدث جمال فودة إمام مسجد النور الذي تعرض لهجوم دموي في مدينة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا الجمعة الماضية خلّف 50 قتيلا، لأول مرة للإعلام، كاشفا عن تفاصيل إضافية عن المجزرة المروعة.
ووصف فودة مشاهد الرعب داخل المسجد في لقاء مع صحيفة «نيوزيلاند هيرالد» قائلا «ما زلت لا أصدق أنني على قيد الحياة، لقد كان يطلق النار على الناس وكنا هناك (مختبئين)، ولم نكن نستطيع حتى التنفس من فرط الدخان والرصاص الذي كان يدوي في كل مكان».
وقال إن أحد المصلين «حطّم نافذة سمحت للناس على الجانب الأيمن من المسجد بالهروب. لكن على الجانب الأيسر، وقع الناس وتراكموا فوق بعضهم بعضا وكان الإرهابي يقف ويستهدفهم، وكلما سمع أي ضجيج قادم من أي مكان كان يطلق النار باتجاهه».
وأضاف أن المسلح كان يقف «بهدوء وبدأ بإطلاق النار على المصلين ثم أطلق النار مرة أخرى وأخرى.. دون توقف».
وذكر فودة أن منفذ الهجوم عندما عاد إلى سيارته لالتقاط بندقية أخرى، لم يكن الذين يختبئون داخل المسجد يعرفون ما إذا كان قد غادر حقا.
وأضاف «لم نكن قادرين على رؤيته، والحمد لله لم يكن هو أيضا يعلم أين كنا.. لقد عاد وبدأ بإطلاق النار مرة أخرى، وأولئك الأشخاص الذين خرجوا من مخبئهم أطلق عليهم النار مجددًا.. لم نكن نعلم أنه سيعود».
يشار إلى أن منفذ الهجوم على المصلين في مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية نشر بثا مباشرا للمجزرة التي قام بها بحق المصلين خلال أدائهم صلاة الجمعة مما أدى إلى سقوط العشرات بين قتيل وجريح.
وأظهرت لقطات الفيديو المصور كيف انتشرت الجثث في أنحاء المسجد المختلفة بين المدخل والممر وغرفة الصلاة التي كان عدد الضحايا فيها أكبر، دون أن يسمع أي صوت إلا صوت البندقية.
ولم يتردد الجاني في تصويب رصاصاته القاتلة لمرات عديدة في أجساد حتى من لفظوا أنفاسهم، وفي هدوء تام توجه نحو مخرج المسجد، وصوب نيرانه بشكل متواصل في الشارع.. ولاحقا عاد للمسجد ليفرغ رصاصات أخرى في أجساد المصلين، ثم خرج للشارع ثانية وبدأ في قتل من هم أمامه.
وعندما تقدم جزار نيوزيلندا نحو مسجد لينوود ليقترف جريمته الشنعاء، اختار عبد العزيز أن يواجهه بأي وسيلة كانت، فالتقط أول شيء وقعت عينه عليه وهو جهاز بطاقات ائتمان، وركض خارجًا باتجاهه وهو يصرخ «تعال إلى هنا».
ينحدر عبد العزيز (48 عامًا) من العاصمة الأفغانية كابول، التي غادرها لاجئا عندما كان فتى، وعاش أكثر من 25 عامًا في أستراليا، إلى أن انتقل إلى نيوزيلندا قبل عامين.
وتحول إلى بطل حقيقي بفضل شجاعته التي حالت دون سقوط مزيد من القتلى بمسجد لينوود، بعد أن استطاع إخافة المسلح واضطره للهرب بسيارته.
ويرى عبد العزيز- الذي بقي أبناؤه الأربعة وبقية المصلين داخل المسجد، في حين قام هو منفردا بمواجهة القاتل- أن ما قام به هو تحديدا ما كان سيقوم به أي شخص آخر مكانه.
وأكد إمام مسجد لينوود لطيف حلبي أن حصيلة المجزرة البشعة كانت ستكون أثقل لولا ما أقدم عليه عبدالعزيز.
ويروي حلبي ما قام به عبد العزيز بعد أن بدأ السفاح إطلاق النار على كل من قابلهم خارج المسجد، قائلا «لقد باغته عبد العزيز من الوراء، واستطاع إخافته ففر هاربا. لولا ما قام به الرجل لتمكن هذا السفاح من دخول المسجد، ولكنا حينها كلنا في عداد القتلى».
ويقول عبد العزيز إنه توجه صوب المهاجم وهو يصرخ بأعلى صوته في محاولة منه لتشتيت انتباهه، لكن المهاجم ركض عائدا إلى سيارته لجلب سلاح آخر، وحينها رماه عبد العزيز بجهاز بطاقات ائتمان.
وأضاف أنه كان يسمع في تلك اللحظات أصوات ابنيه الصغيرين (5 و11 سنة) يدعوانه للعودة داخل المسجد.
بعدها عاد المهاجم مجددا، وبدأ إطلاق النار، فقام عبد العزيز بالتنقل سريعا من بين السيارات المركونة خارجا ليمنع القناص من النيل منه، فلمح سلاحا ألقاه المهاجم فالتقطه ووجهه صوبه وضغط على الزناد لكن السلاح كان فارغا.
وأردف عبد العزيز قائلا «عاد المهاجم للمرة الثانية لسيارته، لالتقاط قطعة سلاح إضافية على ما يبدو.. وعندما صعد السيارة رميته بالسلاح الذي كان بحوزتي كالسهم؛ فكسر زجاج السيارة الأمامي، وهذا هو الأمر الذي أخافه».
يقول عبد العزيز إن المسلح كان حينها يسبه، ويصرخ في وجهه بأنه سوف يقتلهم جميعًا. لكنه انطلق بسيارته وهرب بعيدًا، و«بعد أن انطلقت سيارته طاردته حتى الإشارة الحمراء، قبل أن تنعطف سيارته وينطلق بسرعة».
copy short url   نسخ
18/03/2019
3221