+ A
A -
ضرب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدعوات التحدث عن محنة الأويغور المسلمين عرض الحائط في زيارته الأخيرة للصين، بعد أن أدلى بتصريحات يدعم فيها القمع الممارس ضد هذه الأقلية.
وبحسب شبكة «بيزنيس إنسايدر» الأميركية، قال ولي العهد بن سلمان: «إن الصين لها الحق في تنفيذ إجراءات مكافحة الإرهاب وإنهاء التطرف لحماية أمنها القومي»، كما أعرب عن دعم السعودية للرئيس الصيني شي جين بينغ قائلا: إن المملكة تدعمه وتحترمه وترغب في تعزيز التعاون مع الصين.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) في تقرير منفصل عن نائب رئيس الوزراء الصيني هان تشينغ قوله إنه في اجتماع مع ولي العهد في وقت سابق قال إنه يتعين على البلدين تعزيز التبادلات بشأن خبراتهما في مجال مكافحة التطرف.
جاءت تصريحات بن سلمان في ختام زيارته التي استغرقت يومين إلى بكين. وقد واجهت الصين انتقادات دولية واسعة النطاق لسجلها المسيء في مجال حقوق الإنسان خصوصا في ما يتعلق بالانتهاكات والاعتقالات الواسعة لأعضاء الأقلية المسلمة البالغ عددها نحو 10 ملايين مسلم يعيشون في مقاطعة شينغيانغ، شمال غرب البلاد، تحتجز منهم الصين حوالي مليوني شخص في معسكرات خاصة حيث يخضعون هناك لبرامج إعادة تعليم وتثقيف بزعم مكافحة التطرف، وهي البرامج التي أيدها بن سلمان ليؤكد بذلك موافقته ودعمه للاضطهاد الممارس ضد المسلمين.
وبلغت حملة القمع التي تشنها الحكومة الصينية ضد الأقلية الدينية أوجها عام 2017 عندما أصدرت قرارات بمنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية، وفرضت رقابة مشددة على ممارساتهم في شهر رمضان لمنعهم من الصوم والصلاة، وقال ناشطون بارزون في حقوق الأويغور إنهم كانوا يتطلعون لأن يتحدث مع القادة في البلاد عن محنة المسلمين إلا أن ما فعله كان العكس تماما.
وقال صالح هودايار من حركة الصحوة الوطنية في تركستان الشرقية وهي مجموعة حقوقية للدفاع عن الأويغور إن بن سلمان خذل المسلمين الصينيين، وشكلت تصريحاته مفاجأة صادمة لهم.
ووصف موقع «بيزنس إنسايدر» الأمر بأنه «دعم القمع» و«تشجيع على التطهير العرقي» ذلك الذي ظهر في تصريحات ولي العهد السعودي في زيارته للصين. وقالت إنه وفقا لإحصاءات وزارة الخارجية الأميركية، يتعرض مليونا شخص في شينغيانغ للاعتقال في معسكرات ضخمة حيث يتعرضون للإيذاء الجسدي والنفسي.
وتزرع الحكومة الصينية آلاف الكاميرات في المقاطعة، كما تجبر الأشخاص هناك على تنزيل تطبيقات للمراقبة على هواتفهم، ولا يسمح لهم بممارسة أبسط حقوقهم مثل إطلاق اللحية أو تناول الطعام الحلال.
وتقول بيزنيس إنسايدر: إن العديد من الدول الإسلامية، وخاصة تركيا، تستمر بالحديث عن قضية الأويغور حتى أن ذلك أثار غضب بكين، لكن السعودية غضت الطرف عن القضية تماما مقابل تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، إذ وقعت السعودية 35 اتفاقية تعاون اقتصادي بقيمة إجمالية تبلغ 28 مليار دولار.
ومن جهتها تغض الصين طرفها هي الأخرى عن سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان، إذ لم تعلق على القتل الوحشي للصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، كما أعلنت عن معارضتها لما وصفته بالتدخل في الشؤون الداخلية للمملكة.
copy short url   نسخ
18/03/2019
1191