+ A
A -
الدوحة - الوطن
يزخر الميدان التربوي بالعديد من الخبرات القطرية المتميزة، ممن يعملن في مجال التدريس منذ عشرات السنوات، حيث أصبحت لديهن حصيلة تربوية كبيرة أهلتهن للارتقاء بالعملية التعليمية في العديد من المدارس الحكومية التي يعملن بها.
وتعمل المعلمات القطريات بالمدارس من منطلق الحس الوطني الذي تكون لديهن على مدار تلك السنوات من الخبرة، فمهنة التدريس بالنسبة لهن من المهام القومية والوطنية التي يقوم بها المعلم القطري تجاه وطنه، خاصة مع عملية التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد الفترة الحالية، فالعنصر البشري من الطلاب هو العامل الأساسي والمحرك الرئيسي لعملية البناء التي تشهدها الدولة بجميع أرجائها.
فوزارة التعليم والتعليم العالي تعمل بجد وجهد كبير ومخلص من أجل زيادة عملية التقطير في المدارس، وقد جاءت النتائج جيدة من خلال ارتفاع نسب المعلمات القطريات في المدارس وفي تخصصات كانت قاصرة على غيرهن، مثل المواد العلمية أو الدعم الإضافي بجميع المراحل الدراسية.
من تلك الخبرات التربوية التي أثرت الميدان التعليمي طوال فترة عملها التي امتدت لأكثر من 13 عاما، السيدة حصة عمر سعيد السليطي معلمة اللغة العربية بمدرسة رقية الإعدادية بنات، والتي أكدت على أهمية العملية التعليمية والتربوية بالنسبة لها، مما دعاها للعمل على بحث تعليمي كبير لزيادة دافعية التعليم ورفع الجوانب الأكاديمية عند طلاب المدارس الحكومية، وجاء البحث تحت عنوان «أثر التحفيز في تقويم السلوك وتحسين الأداء الأكاديمي لطلاب المستوى التاسع»، بمدرسة رقية الإعدادية للبنات، مشيرة إلى أن العملية التعليمية عملية قائمة على الترابط والتشابك الشديد بين العلمية السلوكية والتربوية مع الجانب الأكاديمي، وهو ما دفعها لعمل على هذا البحث القيم.
وعن البحث تقول السيدة حصة السليطي إن البحث يهدف إلى معرفة دور التحفيز المادي في تقويم السلوك والأداء الأكاديمي لدى المستوى التاسع، ومعرفة دور التحفيز المعنوي في تقويم السلوك والأداء الأكاديمي لدى المستوى التاسع، حيث نفذت هذا البحث على عينة تكون من 100 طالبة من المستوى التاسع في مدرسة رقية الإعدادية للبنات، وقد تم الاعتماد على الاستبيان من أجل الوصول إلى نتائج حقيقة ناتجة عن معلومات موثوق بها ومن أصحاب المشكلة حيث إنه قد تم التأكد بشكل تام من صدق الأداة المستخدمة وبالتالي صدق النتائج التي يتم التوصل إليها.
وأشارت إلى أن البحث خرج بنتائج متميزة تتلخص في أن التحفيز يساهم في تقويم السلوك وتحسين الأداء الأكاديمي لطلاب المستوى التاسع في مدرسة رقية الإعدادية بنات، فقد أوضحت الدراسة أن هناك علاقة طردية بين التحفيز المادي وبين تقويم السلوك وتحسين الأداء الأكاديمي لطلاب المستوى التاسع، كما أوضحت النتائج إلى أن هناك علاقة طردية بين التحفيز المعنوي وبين تقويم السلوك وتحسين الأداء الأكاديمي لطلاب المستوى التاسع.
ومن هنا فقد تم وضع العديد من التوصيات التي يجب أن يتم تطبيقها بشكل كامل وهي أن يكون هناك معايير موضوعية لقبول المعلم الجديد، فلا بد أن يكون دارسا لمساقات علوم التربية وعلم النفس وديناميات الجماعة، أو قد يستعاض عن ذلك بالدورات ولكن في مرحلة مبكرة من القبول وبالشروط السالفة الذكر لتؤتي أكلها ويجب أن توفر المدرسة الإمكانيات المادية اللازمة لعملية التحفيز، حيث لا تثقل على المعلم ماديا، فتوفرها يستدعي استخدامها.
وعن أهمية البحث في العملية التربوية أكدت السيدة حصة السليطي، أن أهداف البحث تتلخص في إيجاد محفز في الميدان التربوي للعمل على تقويم السلوكيات وتحسين الأداء وزيادة التحصيل العلمي لطلبة المرحلة الأساسية، لافتة إلى أنه يمكن تلخيص أهداف البحث في كونها: الدراسة الأولى من نوعها التي تبحث في دراسة التحفيز وتأثيره على تقويم السلوك وتحسين الأداء الأكاديمي لطلاب المستوى التاسع، التعرف على أنماط التحفيز اللفظي وغير اللفظي التي يتم استخدامها في المدارس، كذلك التعرف على رأي معلمي المراحل الأولى من خلال واقعهم الدراسي، كذلك دراسة علاقة التخصص العلمي للمعلم في ممارسة أنماط التحفيز داخل الصف.
وأشارت إلى أن أهمية البحث بالنسبة للمعلمين تكمن في الوصول إلى الطريقة الصحيحة لتحفيز الطالبات وتحقيق أكبر قدر من النجاح، التعرف على الطرق المناسبة لكل طالب للعمل على تحفيزه بما يزيد من قدرته الأكاديمية وتقويم سلوكياته بشكل صحيح وبالتالي يكون المعلم قد قام بتحقيق هدفه المنشود، كذلك المساهمة في تنمية قدرات المعلم ومهاراته والبحث عن كل ما هو جديد في المجال التربوي والمجال النفسي.
وفى ردها على سؤال حول أهمية البحث بالنسبة للطالبات، قالت معلمة اللغة العربية إن البحث مهم للطالبات لأنه يقوم على تقويم سلوكياتهم ويقوم بتحسين أدائهم الدراسي، كذلك أنه يزيد من الدافعية نحو التعلم ويجعل الطالبات قادرات على تنمية قدراتهن، يزيد البحث من قدرة الطالبات على الاستفادة من أساليب التحفيز التي يقوم المعلم بتقديمها لهن.
وأشارت إلى أن نتائج تحليل النتائج بالنسبة للمجموعة الأولى أن النسبة الأكبر جاءت بنسبة تصل إلى 80 % يرون أن استخدام المعلم التحفيز المادي يساهم في رفع مستوى تحصيل المتعلمين وزيادة الأداء الأكاديمي والسلوكي، بينما جاءت إجابة السؤال الثاني لكي تؤكد أن المتعلم يحرص على القيام بواجبه ويحسن سلوكه ليحصل على التحفيز المادي ووصلت النسبة إلى 75 % يرون ذلك، بينما كانت النسبة الأعلى في السؤال الثالث هي 70 % لكي تؤكد أن استخدام التحفيز المادي يقوم برفع مستوى المتعلمين الخلقي والأكاديمي، وجاءت الإجابة بنسبة 76 % في السؤال الرابع الذي يؤكد أن تنوع الجوائز المقدمة للمتعلمين تساهم في خلق أجواء مناسبة للتعليم، وأخيراً جاءت إجابة السؤال الخامس لكي تقوم بتأكيد أن حوالي 50 % من المعلمات قد أكدن على أنه أحياناً تقديم الجوائر ليس بالضرورة أن يقوم برفع همم المتعلمين من الناحية السلوكية أو الأكاديمية.
وبالنسبة لنتائج إجابة المجموعة الثانية والتي تعنى بالتحفيز المعنوي، جاءت إجابة المجموعة الثانية لكي تقوم بتوضيح أنه قد جاءت إجابة السؤال الأول لكي تؤكد أنه يرتبط استخدام التحفيز المعنوي ارتباطا إيجابيا بتحصيل المتعلمين الأكاديمي وتحسين وتقويم السلوكيات حيث وصلت نسبة الموافقة إلى 60 %، بينما جاءت السؤال الثاني لكي تؤكد أن المتعلم يكرس جهده ليسمع من المعلم عبارات الثناء والمديح. فجاءت النسبة لكي تصل 84 %، بينما جاءت إجابة السؤال الثالث لكي تؤكد أنه إذا استخدم المعلم التحفيز المعنوي شعر بزيادة إقبال المتعلمين على التعلم ويقوم على محاولة تقويم سلوكه فجاءت نسبة الموافقة على السؤال هي 75 %، وجاءت إجابة السؤال الرابع لكي تؤكد أن لتنوع عبارات الثناء والمديح أثر إيجابي على تحصيل الطلبة فجاءت الموافقة على ذلك السؤال بنسبة تصل إلى 55 %، وأخيراً جاءت إجابة السؤال الخامس لكي تؤكد أن قد لا يوفق المعلم أحيانا في جذب اهتمام المتعلمين على الرغم من إطلاق عبارات الثناء والمديح حيث جاءت النسبة لتصل إلى 60 %.
كما أوصت الأستاذة حصة السليطي في نهاية بحثها بضرورة إعادة إجراء الدراسة على عينة أكبر للوصول إلى نتائج أكثر دقة وبمتغيرات أكثر تشمل الصف وسنوات الخبرة والحوافز المقدمة للمعلم بالإضافة إلى المتغيرات في الدراسة، كذلك ضرورة عمل دورات أكاديمية وإرشادية للمعلمين والمعلمات حول أهمية استخدام التحفيز، ولضمان الالتزام بما جاء في الدورات من مثاليات، لا بد من إجراء اختبار لمن التزم في الدورات، وإعطاء الشهادات لمن اجتاز الاختبار، ومتابعة مدى تطبيق الدورات من قبل المدير والمشرف، والأهم من ذلك الحافز للمعلم، حيث كل معلم يجتاز دورة له حافز مادي، على شكل زيادة في الراتب، فبهذا تصبح الدورات مطلب المعلمين وليست مصدر نفور وتذمر.
وأكدت معلمة اللغة العربية على أنه يجب على المعلمين والمعلمات الاطلاع على أفضل الطرق والأساليب والوسائل المتبعة التي تجعل من التحفيز فعالا ويحقق الأهداف المرجوة منه، وهنا يظهر دور المشرف التربوي، فعن طريق إعداد النشرات التربوية للتوعية، أو عقد الاجتماعات الجماعية للتعرف على أحدث ما توصلت إليه الدراسات والأبحاث، كذلك ضرورة أن يكون المعلم الجديد دارسا لمساقات تربوية وعلم نفس ومسلكيات وديناميكيات الجماعة، أو قد يستعاض عن ذلك بالدورات، ولكن في مرحلة مبكرة من القبول وبالشروط السالفة الذكر لتؤتي أكلها، كذلك ضرورة توفير المدرسة الإمكانيات المادية اللازمة لعملية التحفيز.
copy short url   نسخ
14/03/2019
3655