+ A
A -
الدوحة- الوطن
شهد سدرة للطب نجاح إجراء جراحتي أعصاب كبيرتين لطفلين مصابين بالصرع في غضون عشرة أيام. وتسجل الجراحتان سابقة أخرى في سلسلة من الإنجازات الطبية التاريخية التي حققها سدرة للطب في قطر منذ افتتاح مستشفى سدرة للمرضى الداخليين قبل عام.
أُجريت الجراحة الأولى لطفلة بعمر عامين في جناح سدرة الجديد لجراحات الأعصاب باستخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء العمليات. ويُعد سدرة للطب أحد مشافي النساء والأطفال القليلة في المنطقة المزود بجناح للجراحة مجهز بتقنية التصوير بالرنين المغناطيسي أثناء العمليات للأطفال. كما يوفر سدرة للطب العلاج في عدة تخصصات فرعية مميزة لطب الأطفال تشمل طب الأعصاب وجراحة الوجه والجمجمة وجراحة التجميل وطب المسالك البولية وطب القلب.
كانت الطفلة المريضة التي تُدعى آلاء تعاني من حالة صرع مستعصية تؤدي إلى تعرّضها لنوبات تشنجية لا يمكن التحكم بها عدة مرات في اليوم، مما يزيد من خطر إلحاقها الأذى بنفسها. ولا تستجيب حالتها لأدوية الصرع وخيارات العلاج غير الباضعة الأخرى. ومن الجدير بالذكر أن المرضى المصابين بحالات صرع مستعصية ربما يتعرّضون للوفاة المفاجئة غير معلومة السبب إذا أصيبوا بنوبات تشنجية أثناء نومهم. ويحدث هذا الأمر لنسبة صغيرة من المرضى المصابين بالصرع وتزيد المخاطر مع تقدم المرضى في العمر.
تضمنت استشارة ما قبل الجراحة لآلاء تصويرًا تشخيصيًا بواسطة قسم الطب النووي والطب الإشعاعي لتحديد النسيج غير الطبيعي الذي كان يسبب نوبات الصرع التشنجية في الجانب الأيمن من الدماغ. وقد أُحيلت للخضوع لجراحة الأعصاب من قبل العيادة الجديدة متعددة التخصصات لجراحة الصرع التابعة لقسم الأعصاب للأطفال بسدرة للطب. وتضم العيادة خبراء من أقسام الأعصاب وجراحة الأعصاب والطب النووي والطب الإشعاعي.
أجرى الجراحة فريق مكون من 21 أخصائيا في مجال الجراحة والطب بقيادة الدكتور إيان بوبل رئيس قسم جراحة الأعصاب للأطفال والدكتور خالد الخرازي جراح الأعصاب. وقد استغرقت الجراحة عدة ساعات حيث جرى استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لمدة ساعة أثناء العملية.
من جانبه، قال د. إيان بوبل الذي التحق بسدرة للطب في أواخر عام 2018 قادمًا من مستشفى فرنشاي هوسبيتال في بريستول وهو متخصص في جميع جوانب جراحة الأعصاب للأطفال: «كانت جراحة آلاء معقدة للغاية حيث إنها تضمنت أيضًا إجراء مراقبة كهربية المخ، لضمان عدم خوضنا في مناطق من الدماغ ذات صلة بالحركة. وبعد استئصال النسيج غير الطبيعي، قمنا بتصوير المخ على الفور باستخدام الرنين المغناطيسي للتأكد من عدم وجود أي بقايا من النسيج غير الطبيعي. إن قدرتنا على القيام بجراحة متطورة كهذه هي دليل على مستوى الخبرة التي لدينا في قطر ومؤشر على حجم الاستثمار الذي استثمرته الحكومة القطرية من أجل تقديم خدمات رعاية هي الأحدث من نوعها».
ومن جهتها، قالت والدة آلاء: «نشعر بالامتنان الشديد لأن طفلتنا سمحت لها الفرصة في قطر لتخضع لهذه الجراحة التي تسهم في إنقاذ حياتها. لقد كنا نشعر في البداية بالقلق الشديد من خضوعها لجراحة كبرى في مثل هذه السن الصغيرة. إلا أننا أدركنا أنه كلما انتظرنا لفترة أطول، زادت خطورة تعريض نفسها للأذى. حتى أننا سعينا للحصول على رأي ثانٍ من أوروبا وشعرنا بالراحة الشديدة عندما قيل لنا إن الجراحة والرعاية التي تتلقاها طفلتنا في سدرة للطب من خبراء قسم الأعصاب والطاقم الجراحي تتسق مع المعايير الدولية لأفضل الممارسات».
«يتمنى كل والد أن يقدم الأفضل لأطفاله ولن نجد مشفى وطاقمًا طبيًا أفضل من سدرة للطب، خاصة في ظل رعاية جراحين يتمتعون بالخبرة من أمثال د. إيان بوبل ود. خالد الخرازي والممرضة الممارسة بقسم الأعصاب كاثلين تيتا التي كانت تتابع معنا. ومنذ خضوع ابنتنا للجراحة لم نعد قلقين بشأن النوبات التشنجية وتعيش ابنتنا الآن في سعادة وصحة جيدة. نتقدم بالشكر لسدرة للطب ومؤسسة قطر على تأسيس هذا المشفى المتخصص في قطر. لم تتغير حياة ابنتنا فحسب، بل تغيرت حياتنا أيضًا».
أُجريت جراحة الأعصاب الثانية لفتاة تبلغ من العمر 12 عامًا كانت تعاني من نوبات الصرع لسنوات عديدة بسبب إصابتها بورم حميد في الجزء الأمامي من الدماغ. وكانت تواجه دائمًا خطر التعرض للإصابة بسبب معاناتها من عدة نوبات تشنجية في اليوم الواحد. وقد أحالتها عيادة جراحة الصرع متعددة التخصصات في سدرة للطب لتخضع أيضًا للجراحة.
أجرى الجراحة أيضًا د. بوبل ود. الخرازي، وقد تضمنت استئصال الورم والأنسجة غير الطبيعية المحيطة. ومنذ أن خضعت المريضة للجراحة، انخفض عدد النوبات التشنجية التي تعاني منها بالفعل وهي تتبع الآن نظامًا دوائيًا لمساعدتها على السيطرة على حالتها. ونأمل أن تتوقف نوباتها التشنجية تماما في نهاية المطاف.
ومع إطلاق خدمات جراحة الأعصاب لمرضى الصرع في سدرة للطب، أصبح الآن بإمكان المرضى الأطفال في قطر والمنطقة الاستفادة من مهارات فريق دولي من الخبراء مزود بأحدث الأجهزة وقادر على إجراء العمليات الجراحية الأكثر تعقيدًا، وهو ما يوفر على المرضى عناء السفر لمسافات بعيدة من أجل تلقي خدمات الرعاية والعلاج.
copy short url   نسخ
14/03/2019
2860