+ A
A -
الخرطوم– وكالات- وجه الرئيس السوداني عمر البشير خطابا مساء أمس من القصر الجمهوري بالخرطوم في حضور شخصيات رسمية ومسؤولين من حزب المؤتمر الوطني الحاكم وشخصيات من الأحزاب المشاركة في الحكومة وقيادات للقوات النظامية، أعلن فيه حالة الطوارئ لمدة عام كامل في جميع أنحاء السودان. كما جدد في خطابه الدعوة للحوار والوفاق.
وتضمن خطاب البشير عدة قرارات وتعهدات تتمحور حول الدعوة إلى توافق وتراضٍ بين القوى الحزبية السودانية باختلاف مواقعها الراهنة (حكومة ومعارضة) وكذلك إلى الحركات التي تحمل السلاح والقوى المعارضة المختلفة للمشاركة في عملية حوارية جديدة يشرف عليها البشير.
وتناول البشير في خطابه ما شهدته المدن والقرى السودانية المختلفة من تظاهرات شعبية احتجاجية، وقد أبدى تفهمه لما ساد التظاهرات في بدئها من تعبير عن الرفض للتردي الواضح في معيشة المواطنين والتدهور الاقتصادي الملحوظ الذي اشتمل على انهيار سريع لقيمة العملة الوطنية السودانية. ولكن البشير اعتبر أن هنالك بعض الجهات التي لم يسمها «حاولت استغلال الاحتجاجات لتبني خيارات صفرية مجهولة».
وفي الخطاب الذي سبقته عدة اجتماعات مهمة للبشير مع اللجنة الوطنية للحوار ومع المكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، ومع الحكومة والولاة، أعلن الرئيس السوداني حل حكومة الوفاق الوطني الاتحادية والحكومات الولائية، وأشار إلى أنه سيكلف ما أسماها بـ«حكومة مهام جديدة من كفاءات وطنية لحين استكمال العملية الحوارية».
وقال البشير: «أؤكد انني سأكون في منصة قومية زادي العدل والشفافية وسعة الصدر» قائلا إنه سيكون على مسافة واحدة من مختلف الاحزاب. وأضاف: أدعو جميع القوى السياسية التشاور حول قضايا السودان «عبر آلية حوار متفق عليه» وأوضح أن الحكومة التي سيشكلها ستستمر في أداء مهامها إلى حين اكتمال العملية الحوارية.
ودعا البشير القوى السياسية إلى اشراك الشباب وفقا لآليات جديدة ضمن تنظيماتهم واحزابهم.
كما تعهد البشير بأن يتعامل بعدالة وبشكل قانوني مع نتائج التحقيقات في مقتل عشرات المتظاهرين خلال الاحتجاجات. وقال إن السودان لن ينتكس للفوضى. وأضاف انه لا بديل للحوار الا الحوار، ومضى قائلا ان الخيارات الصفرية والعدمية لن تحل مشكلة الوطن«. وتحدث البشير قائلا: نتفهم احلام الشباب وتطلعاتهم المشروعة.. فالثقة فيهم وافرة والفرص لهم للقيادة والبناء قائمة.
وفي خطابه قال البشير إنه وجه بوقف التعديلات الدستورية في البرلمان التي كانت تتمحور حول ايجاد فرصة جديدة له للترشح لولاية رئاسية جديدة.
وسبق خطاب البشير تنوير قدمه الفريق صلاح عبدالله رئيس جهاز المخابرات السوداني اوضح فيه للاعلاميين المؤشرات العامة التي سوف يتضمنها خطاب البشير.
وتحدث معارضون لقنوات فضائية عقب خطاب البشير معتبرين انه شخص الوضع السياسي الراهن في السودان بشكل خاطئ مذكرين ان الاحتجاجات لها شعار واحد فقط هو رحيل الرئيس البشير. مشيرين إلى وجود اعداد كبيرة من السياسيين والناشطين في المعتقلات حاليا. كما نقلت مواقع التواصل الاجتماعي انباء عن خروج تظاهرات قبل خطاب البشير واثنائه وبعده ترفض ان يواصل البشير مسيرته في الحكم مطالبة بتنحيه.
copy short url   نسخ
23/02/2019
2394