+ A
A -
كتب - محمد الجزار
هي قمة من العيار الثقيل، وتبقى دائماً بطولة خاصة مهما كان الهدف منها وتأثيرها على مسيرة كلا الفريقين، فالفوز بهذه المباراة تحديداً يعني انتصاراً معنوياً ونفسياً قبل أن يكون فوزاً بثلاث نقاط .. لذلك من هذا المنطلق تأتي أهمية الكلاسيكو.
قمة الكبار بين السد والريان في كلاسيكو قطر ضمن الأسبوع السابع عشر من دوري نجوم QNB تحمل في طياتها، حين تنطلق في السابعة وعشر دقائق من مساء اليوم (السبت) على استاد جاسم بن حمد، الكثير من المؤشرات وربما تكشف عن العديد من الأمور المهمة بالنسبة لمستقبل الفريقين هذا الموسم.
ربما تختلف التطلعات بالنظر إلى وضع الفريقين في جدول الترتيب، حيث يخوض الريان المباراة في المركز الثالث برصيد 30 نقطة، والسد في المركز الأول والصدارة برصيد 41 نقطة.. والأول فقد فرصته في المنافسة على اللقب،أما السد فهو قريب من اللقب ويقاتل من أجله،لكن ورغم ذلك تبقى للمواجهة قيمة وأهمية كبيرة جدا،حيث كان ولايزال وسيظل الكلاسيكو يحظى باهتمام كبير من جانب جماهير الناديين بصفة خاصة والكرة القطرية بشكل عام، بسبب المنافسة القوية بين الفريقين والتي تعتبرها الجماهير منافسة على قمة الكرة القطرية خاصة أن الفريقين يضمان عدداً كبيراً من النجوم القطريين والمحترفين، بالإضافة إلى تمتع كل منهما بشعبية كبيرة دائماً ما تكون سبباً إضافياً في الصراع والإثارة.
معنويات عالية
الكلاسيكو اليوم يأتي وسط معنويات عالية للكرة القطرية بعد الإنجاز التاريخي لمنتخبنا الوطني وحصوله على لقب كأس آسيا 2019 للمرة الأولى في تاريخه.
كما يأتي وسط معنويات عالية للفريقين بعد أن حققا الانتصار في أول مباراة بعد استئناف الدوري بالجولة السادسة عشرة، حيث حقق الريان الفوز على العربي 3-1، والسد على الخور 6-2، فيما تمكن الريان من عبور حاجز الملحق الآسيوي على حساب سايبا الإيراني وتأهل إلى دوري المجموعات بعد أداء مميز وانتصار عريض أعاد لجماهير الرهيب الثقة في قدرة الفريق على تحقيق بطولة هذا الموسم محليا والوصول لمنصات التتويج في كأس قطر أو أغلى الكؤوس كأس سمو الأمير،وقاريا بتخطي حاجز الدور الأول في البطولة الآسيوية.
وبالتأكيد فإن الريان والسد يخوضان المباراة بشعار واحد وهو الفوز والحصول على النقاط الثلاث من أجل مواصلة المشوار الصعب في الدوري، حيث يقاتل الريان من أجل البقاء في المركز الثالث وتثبيت أقدامه في المربع الذهبي، والسد يقاتل في كل المباريات من أجل التمسك بالصدارة والقمة حتى يستعيد اللقب والدرع الغائب منذ 5 مواسم.
غيابات بالجملة
وبالرغم من وجود غيابات لبعض النجوم في الفريقين حتى الآن وأبرزهم تشافي هيرنانديز وخوخي بوعلام في السد، وتباتا ودنيال جومو ومحمد جمعة وعمر باري في الريان، إلا أنه من المؤكد سيسعى كل فريق للتغلب على هذه الغيابات من أجل اقتناص النقاط الثلاث.
وبخلاف هذه الغيابات يملك الريان عناصر كثيرة قادرة على مواجهة الزعيم لاسيما الفنزويلي ريفاس والبرازيلي لوكا والكوري مايو نجين وسيبستيان سوريا، فيما يعتمد السد على نجومه الدوليين وفي مقدمتهم حسن الهيدوس وأكرم عفيف وحامد إسماعيل وعبدالكريم حسن وطارق سلمان وسالم الهاجري، بالإضافة إلى الجزائري بغداد بونجاح هداف الفريق والدوري، والإسباني غابي والكوري الجنوبي ويونج جونج.
قمة في المدرجات
وتحظي المباراة دائماً بحضور واهتمام جماهيري كبير بسبب المنافسة الدائمة والقوية بين الفريقين ورغبة كل منهما في التفوق على منافسه إلى جانب الرغبة في الحصول على 3 نقاط غالية وثمينة.
جماهير الريان من جانبها أعدت العدة لهذا اللقاء من خلال التحفيز وإطلاق أكثر من هاشتاج عبر تويتر للدعوة إلى الوقوف خلف الفريق في هذه القمة المرتقبة،وتلقت الجماهير أيضا الكثير من الرسائل والدعوات من قبل اللاعبين لمساندتهم مثلما حدث في مباراة الفريق بالآسيوية.
وبالتأكيد لن ترضى جماهير السد من جانبها أن تكون غريبة في ملعبها،وهي تدرك أن الفوز على الريان سيعني التخلص من خصم قوي وصعب جدا في مشوار المطبات الصعبة لتحقيق اللقب،ومع العروض المميزة التي يقدمها فريقها فإن حضورها اليوم سيكون له دافع كبير لدي اللاعبين،وهو ما يجعل المواجهة تمتد إلى المدرجات أيضا.
الاعتماد على الخبرات
ومن المؤكد أن الجهازين الفنيين يعولان كثيراً على كل لاعبيهم ومنهم هؤلاء اللاعبون الذين اكتسبوا خبرات كبيرة، ومعظمهم من الركائز والعناصر الأساسية في الفريقين السد والريان.. وبشكل عام فالمباراة ستكون بين فريقين كل منهما يضم 11 لاعباً داخل المستطيل الأخضر، ولا شك فكل لاعب سيحاول جاهداً أن يقدم أفضل ما لديه لمساعدة فريقه في الحصول على النقاط الثلاث.
كما سيمثل اللقاء تحدياً كبيراً وصراعاً مثيراً بين كلا المدربين البرتغالي جوسفالدو فيريرا المدير الفني للسد، والتركي بولنت المدير الفني للريان.
هذا ما سيكون في الميدان، حيث يراهن كلاهما على ما لديه من أدوات يمكن أن تُستخدم في الإطار السليم ومن ثم بلوغ الهدف المطلوب، وأن أهم ما سيقدم عليه المدربان فيريرا وبولنت التعامل التكتيكي في الملعب، ومن خلال ما يملكه كل مدرب من رؤية عن الفريق الآخر، وهو ما يسهم في إمكانية تسهيل التعامل مع مجريات اللقاء.
مواجهة خارج الخطوط
ويجيد المدرب فيريرا التعامل مع أدواته ولا يقتصر في تعامله على العناصر الكبيرة بل يمكن أن يدفع ببعض الوجوه الواعدة في أوقات مناسبة، وأكثر من مرة كسب الصراع في هذا الجانب، أما بولنت فهو يعيش التجربة مع الريان للمرة الأولى، بعدما تولى مسؤولية تدريب الفريق قبل فترة قصيرة خلفا لرودولفو وهو ما يعني أن هذا الكلاسيكو هو الأول له على رأس الجهاز الفني للريان.
ومن خلال المشاهدة لتعامل بولنت فهو يجيد قراءة المنافسين في المباريات وتوظيف اللاعبين ومع كل مباراة تمضي تزداد قدرته على معرفة الأجواء العامة للمنافسة والتعامل مع الآخرين باحترافية، ويمزج بين المد الهجومي القوي والدفاع المنضبط والوسط الديناميكي.
أما فيريرا مدرب السد صاحب الخبرة الكبيرة، فهو مشهود له بالقدرة على التعامل الواقعي مع المنافس، ويُصر على تطبيق ثقافة الفوز مع فريقه أمام أي فريق، وأن أهم ما يميزه التنظيم للخطوط الثلاثة وقدرتها على التواصل والربط فيما بينها.
تحضيرات وجوائز
وعلى صعيد آخر وفي إطار التجهيزات والاستعدادات المكثفة لمباراة نادي السد ونادي الريان في كلاسيكو قطر عقدت مؤسسة دوري نجوم قطر اجتماعاً تنسيقياً من أجل الوقوف على آخر التجهيزات والترتيبات.
وأكد حسن ربيعة الكواري، المدير التنفيذي للمبيعات والتسويق والاتصال، أن أجواء مباريات السد والريان كلاسيكو قطر دائماً ما تحظى بترتيبات وتجهيزات خاصة لما لها من أهمية عند جماهير الناديين بصفة خاصة وجماهير كرة القدم القطرية عامة.
وقامت مؤسسة دوري نجوم قطر بتخصيص عدد من الجوائز للجماهير التي ستحضر المباراة، حيث سيتم السحب عليها بين شوطي مباراة نادي الريان ضد نادي السد في كلاسيكو قطر، كما سيتم بين شوطي هذه المباراة إقامة مسابقة الهدف الذهبي.
copy short url   نسخ
23/02/2019
2279