+ A
A -
عواصم- وكالات- قال موقع ميديابارت إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يخفي وراءه ولي عهد آخر، هو محمد بن زايد في الإمارات.. ولكن هذا الثنائي الذي يسعى إلى إعادة تشكيل المنطقة بأكملها، بدأ يعاني من تداعيات اغتيال الصحفي جمال خاشقجي وحرب اليمن.
ورأى ميديابارت أن بن زايد وبن سلمان يتفقان في أنهما «صقران» متورطان في حرب اليمن والحصار المفروض على قطر وقمع أي معارضة في بلديهما، ولكنهما يختلفان فيما عدا ذلك، فهما ليسا من نفس الجيل، فبن سلمان (34 عاماً) غضوب لا يمكن السيطرة عليه ويبحث باستمرار عن الحضور بوسائل الإعلام.. أما بن زايد فيتجنب الدعاية، وهو قليل الظهور وقليل الصور، تماماً كما وصفه أحد الباحثين بأنه «الوجه الخفي للقمر».
ووصف الموقع إدارة بن سلمان لبلاده بأنها سيئة، انتهت إلى نكسات مدوية في حرب اليمن، وفشل في الحظر الذي أقيم لخنق قطر وفقدان للتأثير الحقيقي في كل الصراعات القائمة على عتبة بلاده، كما هي الحال في سوريا والعراق. ويمكن إلحاق الشكوك المتزايدة في برنامجه الطموح للإصلاح الاقتصادي (رؤية السعودية 2030) بهذه الانتكاسات. وقد أظهرت برقية للسفير الأميركي بالإمارات ريتشارد أولسون عام 2009- كشف عنها ويكيليكس- عدم ثقة بن زايد في الحرس السعودي القديم.
وقال باحث لا يريد ذكر اسمه: إن القضية اليمنية الآن مصدر توتر بين السعودية والإمارات، إذ تتحالف الرياض في حربها ضد الحوثيين مع حركة الإصلاح (النسخة اليمنية من الإخوان المسلمين) وهذا خط أحمر بالنسبة لأبو ظبي، كما أن الإمارات قادها هوسها «بمحاربة الإخوان» إلى التحالفات مع مجموعات من أكثر الجماعات السلفية والجهاديين تطرفاً، متعدية بذلك هي الأخرى خطاً أحمر بالنسبة للسعودية. وقال ميديابارت إن هناك أمرين آخرين يساهمان في التباعد بين بن سلمان وبن زايد، أولهما قضية سعد الحريري، حيث دفع رجل أبو ظبي الرئيسَ الفرنسي إيمانويل ماكرون للتدخل لصالح إطلاق رئيس الوزراء اللبناني الذي كان معتقلاً بالسعودية في نوفمبر 2017، والثاني اغتيال خاشقجي الذي لطخ بصبغته الدموية صورة ولي العهد السعودي.
وفيما يتعلق باغتيال خاشقجي، لاحظ روز أن بن سلمان لم يحضر حفل الترحيب بولي عهد الإمارات أثناء زيارته للسعودية نوفمبر 2018 بعد مقتل خاشقجي، رغم أنه كان فيما سبق على رأس مستقبليه.
وعلل الباحث ذلك بأن بن زايد ابتعد قدر الإمكان عن العاصفة الدولية التي سببها اغتيال خاشقجي، رغم ما كان متوقعاً منه من دعم لبن سلمان، إلا أن إدراكه للمخاطر المترتبة على الإدارة الكارثية لهذه الأزمة جعله يكتفي بالحد الأدنى من إظهار التضامن الشفهي مع بن سلمان.
وهذا القدر من التضامن- يقول الباحث- قد لا يلبي ما ينتظره بن سلمان، وبالتالي لم يستقبل شخصياً بن زايد للتعبير عن عدم رضاه، أو أن ولي عهد أبو ظبي لم يرغب هو الآخر باستقبال بن سلمان له قبل الالتقاء وجهاً لوجه مع الملك سلمان.
ورأى لافيرن أن ولي العهد السعودي يشعر بوحدة كبيرة، خاصة أنه أحدث فراغاً كبيراً حول نفسه بعمليات التطهير التي قام بها.
ويلاحظ الباحث أن واجهة الإمارات المبتسمة تخفي وراءها حقيقة مظلمة للغاية، وهي رفض أي معارضة سياسية، وعدم التسامح مطلقاً مع كل ما يتعلق بالإسلام السياسي، فهم «لم يفهموا أن الاستقرار هو السماح ببعض التنفس».
في سياق ثانٍ تبوأت تونس للعالم الثالث على التوالي المركز الأول عربياً في مؤشر الحريات لعام 2018، بحسب التقرير السنوي لمنظمة فريدوم هاوس الأميركية، مما جعلها ضمن الدول الحرة شأنُها شأن كبريات الديمقراطيات في العالم، في المقابل تذيّلت سوريا والسعودية ترتيب الحريات ضمن قائمة «أسوأ الأسوأ» عالمياً.
وتذيّلت سوريا ترتيب الحريات ضمن قائمة الأسوأ عالمياً مع استمرار الحرب فيها والانتهاكات المستمرة بمستويات عدة منذ اندلاع ثورة شعبية منتصف مارس 2011 طالبت برحيل نظام بشار الأسد وقابلها الأسد بالقمع والقتل والتعذيب والتشريد.
وجاءت السعودية في المرتبة قبل الأخيرة مُصنفة ضمن خانة «أسوأ الأسوأ»، حيث أشار تقرير فريدم هاوس إلى أنه رغم تخفيف الحظر الصارم على النساء في مسألة قيادة السيارات، فإن السعودية شددت قبضتها على النشاطات في مجال حقوق المرأة، إضافة إلى قمع حتى من اعتبرهم التقرير معارضين معتدلين.
كما أشار تقرير الحريات إلى واقعة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، معتبراً أنها بددت صورة «الأمير المصلح» التي يصبو إليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وحذر تقرير فريدم هاوس من انخفاض مستوى الحريات في العالم، محملاً المسؤولية في ذلك لقادة بعينهم كالرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
copy short url   نسخ
12/02/2019
2649