+ A
A -
يعقوب العبيدلي
القيادة المدرسية الواعية هي المسؤول الأول عن نجاح العمل المدرسي، لأنها تمثل مركز القلب من العملية التعليمية، باعتبارها المحرك للفاعلية، بين التمني والواقع، وبين الفكرة والنجاح، وبين الأحلام والإنجازات، القيادة المدرسية هي المحرك والمسير لجميع مفردات العمل المدرسي، من إعداد الطلاب، وتدريب المعلمين، والتوجيه والتجديد والتغيير والتطوير والتقويم والمتابعة والحوافز، إن قوة التعليم تكمن في إدارته، وكلما منحنا القيادة المدرسية صلاحيات أعلى، كانت مسؤولياتها أكبر في إثراء العملية التعليمية، ليكون سليما وتوجيها واعيا كاملا وفهما وإدراكا.
إن استراتيجية القيادة المدرسية، تتطلب مشاركات إيجابية، وتفاعلا اجتماعيا ً، هناك عمل ناجح وأهداف وغايات محققة بتضافر كل الجهود الإدارية والفنية، بهدف تفجير الطاقات الكامنة والقدرات الدفينة واستثمار الإمكانات المتاحة، إن مدارسنا بمراحلها التعليمية المتعددة تفرض وجودها بأفكارها وطموحاتها ومشاركاتها وإنجازاتها، إنها بيئات مناسبة وتربة صالحة وإدارات واعية تتفاعل مع المعطيات المحيطة بما ينسجم مع الغايات المنشودة، استطاعت مدارسنا بنين وبنات، أن تدرك هذه الحقيقة فمهدت الطريق ويسرت السبل بأن أبرزت الأنشطة المتميزة وحررت المواهب الساكنة وكل ذلك تأتي من خلال إدارات مدرسية فاعلة، ما أنجزته مدارسنا بمراحلها المتعددة وبإداراتها وطلابها حققوا انطلاقات نوعية لكسر حاجز الرتابة في الأنشطة المدرسية المعتادة وسارعوا إلى تنشيط العمل بما يخدم العملية التعليمية لتحقيق الأهداف المنشودة، جل مدارسنا تسعى بحرص إلى المشاركة الفعالة في جميع المناسبات الوطنية والرياضية والمنافسات النوعية، لما لها من دور كبير في تعزيز الانتماء وثقافة المشاركة الإيجابية والتميز في جميع ميادين الحياة.
إن مسابقة ترتيل القرآن الكريم والتي نظمتها مدرسة أحمد بن محمد الثانوية للبنين تحت إشراف قسم العلوم الشرعية بوزارة التعليم، وبالشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وبرعاية مصرف قطر الاسلامي، حيث قامت السيدة / فوزية عبد العزيز الخاطر / وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية بتكريم الطلبة والطالبات الذين بلغ عددهم ( 34 ) طالبا وطالبة، كما كرمت السيد / حسن الباكر / التربوي الحاذق، والمعلم الصادق، مدير مدرسة أحمد بن محمد الثانوية، والسيدة / منى العبد الله / الفاضلة البارعة مديرة مدرسة الفلاح الابتدائية للبنات، اللذين أقيمت المسابقة في مدرستيهما، لقد شارك في هذه المسابقة النوعية 64 مدرسة للبنين و70 مدرسة للبنات وأسفرت عن فوز 38 طالبا وطالبة.
وتعد هذه المسابقة ترجمة عمليةُ لمعاني الخيرية التي نرسخها في مدارسنا ونفوس طلبتنا، حيث تهتم المسابقة بتلاوة وترتيل آيات القران الكريم وفق المنهج الدراسي، بهدف تنمية مهارات الطلاب في التلاوة والتجويد والأداء الصوتي وتحسين القراءة وتعزيز حب تلاوة القرآن الكريم في نفوس الطلاب واكتشاف وتشجيع المواهب للوصول إلى أعذب الأصوات في تلاوة القرآن الكريم، وتحفيز الطلاب على الالتزام بدينهم وقيمهم وأداء واجباتهم تجاه عقيدتهم ورسالتهم الإسلامية، وتعد المسابقة فرصة لاكتشاف تلك المواهب ورعايتها وتشجيعها، فالعناية بترتيل القرآن الكريم لها أثر تربوي عظيم، في بناء شخصية الطلاب وتمسكهم بدينهم وشعائرهم وحمايتهم من الضلال والانحراف وتطهير نفوسهم من حب الهوى، إن مدارسنا تعمل على مفهوم إنساني وحضاري متقدم هو طرح فكر عالمي وعمل محلي متميز، كما تعمل بمبدأ التعليم من خلال التطبيق، وتتركز أهدافها حول إضفاء أبعاد وأطر واضحة من خلال الوعي والتواصل والمشاركة والمسؤولية المجتمعية وتنمية القدرات الطلابية والحوار مع الآخر وتنمية استعداد الطلبة للإسهام في حل مشكلات مجتمعهم المحلي وأمتهم، إن حصاد النشاطات والمنافسات تقف شاهدا بأن مدارسنا ريادية وفيها براعم إبداعية سوف تزداد دوائرها اتساعاً.
copy short url   نسخ
11/02/2019
379