+ A
A -
وصف سياسيون دبلوماسيون ألمانيون الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي بمرحلة الانطلاق الثالثة لقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن بهدف تطهير منطقة الشرق الأوسط وأسيا من مخاطر الارهاب، مؤكدين لـالوطن أن التحالف الدولي للقضاء على الارهاب يستعد بالتنسيق مع قوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» من أجل شن المرحلة الاخيرة من الحرب على الارهاب والقضاء تماما على العناصر الارهابية الفارة من جبهات القتال في سوريا والعراق إلى افغانستان، وهي الآن في مرحلة التشرذم والصراع الداخلي، ما يعني أن الوقت بات مناسبا لتوجيه الضربة المميته لها، وقد نجحت جهود الحوار الاستراتيجي الأول والثاني بين قطر والولايات المتحدة من تجفيف منابع تمويل تنظيم داعش المتطرف مما ساهم بشكل كبير في حالة الشلل التي يعاني منها التنظيم حاليا.
تجفيف منابع الارهاب
وقال برتولت شيلر، الدبلوماسي السابق بوزارة الخارجية الألمانية وعضو مجلس أمناء المركز الاتحادي للدراسات السياسية والاستراتيجية ببرلين لـ«الوطن»، أن الحوار الاستراتيجي القطري الأميركي الأول والثاني، ساهم بشكل كبير في تجفيف منابع تمويل تنظيم داعش المتطرف خلال العامين الماضيين، وهو ما أدى بشكل مباشر إلى شلل تام للتنظيم وفرار الكثير من عناصره، ومؤخرا أكدت تقارير استخباراتية غربية أن تنظيم داعش يعاني من انقسامات واقتتال داخلي بين عناصره، وأيضا صراعات شديدة مع النتظيمات الأخرى مثل القاعدة، بسبب قلة التمويل والحرب على المال فيما بينهم، وهذا بالتأكيد أمر مهم جدا بالنسبة للتحالف الدولي لمحاربة الارهاب ويسهل مسألة محاصرة تنظيم داعش والقاعدة في أفغانستان، ويجعل صيد عناصرها سهلا بسبب قلة السلاح وغياب القيادة وغياب العناصر المدربة كما كان الأمر في السابق، وهذا الأمر برمته يعود لقطر الفضل فيه، وشهد حلف شمال الأطلسي «الناتو» خلال اجتماعه منتصف العام الماضي بدور قطر البارز في الحرب على الارهاب، وبالتالي وافق أعضاء الحلف بالإجماع على انضمام قطر للحلف كمشارك وطرف فعال في الحرب على الارهاب، والأمر نفسه بالنسبة للتحالف الدولي لمحاربة الارهاب، حيث تتقدم قطر صفوف القوات في المعركة الحالية في أفغانستان، وتلعب دورا مهما لما تملكه من مقومات ودراية كاملة بالمنطقة ووقدرة القوات القطرية على التعامل مع مثل هذه الظروف الجغرافية والمناخية.
معركة مهمة
وأكد فريدرس فون، عضو لجنة الشؤون الخارجية في الحزب الاشتراكي الألماني، أن دولة قطر ودبلوماسيتها الواعية والتحالفات القطرية المهمة في المنطقة تؤهلها لدور قيادي في المعركة القادمة ضد فلول تنظيم داعش والقاعدة في أفغانستان، وهذه الحرب هي الأهم في مسار القضاء على التنظيمات المتطرفة، وأكثرها خطورة، ونظر لصعوبة المنطقة في افغانستان وتعدد الفصائل والتنظيمات المتطرفة في أفغانستان، وتوزيعها الجغرافي المعقد يحتاج الأمر لخطة مغايرة عن التي كانت متبعة في سوريا والعراق، وقطر قادرة على قيادة هذه المرحلة ويعد الحوار الاستراتيجي الذي تقوده قطر سواء مع الولايات المتحدة الأميركية أو الاتحاد الأوروبي مرحلة الانطلاق المهمة للمعركة الأخيرة على الارهاب، ثم بدأ مرحلة الاعمار ودعم التنمية والديمقراطية في المنطقة للقضاء على مسببات الإرهاب وتجفيف منابعه، وهو مسار أثبتت قطر نجاعة رؤيتها فيه، وهي مرحلة لا تقل صعوبة عن مرحلة الحرب والقضاء على التنظيمات الارهابية.برلين – الوطن- خديجة الورضي
copy short url   نسخ
11/02/2019
858