+ A
A -
كتب - حسام وهب الله
المتابع للقوانين واللوائح والقرارات الخاصة بالعمالة الوافدة، التي أصدرتها دولة قطر خلال الفترة الماضية سيلاحظ بسهولة مطلقة أنها تأتي في إطار حرص قطر الواضح على توفير أفضل بيئة عمل للعامل الوافد ومنحه كافة حقوقه المادية بل وتوفير حقوق معنوية كثيرة لا تتوافر للعامل الوافد في مجتمعات أخرى عديدة، وكان من آخر الإجراءات التي اتخذتها قطر في هذا الشأن تشكيل صندوق لدعم وتأمين العمال بالإضافة إلى دار لإيواء العمالة والتي تختص بتقديم المساعدة والحماية المطلوبة لضحايا الاتجار بالبشر، والعمل على إعادة تأهيلهم وإدماجهم في المجتمع، وكذلك إيواء العمالة المؤقتة التي تنقطع بها السبل لرعايتها حتى يتم تأمين مغادرتها للدولة.. وهي إجراءات تؤكد حرص دولة قطر على توفير الأمان للعامل الوافد... الوطن استطلعت آراء عدد من العمال والخبراء في التنمية البشرية حول تأثير تلك القرارات وغيرها في توفير بيئة العمل المناسبة للعامل الوافد .. التفاصيل في السطور التالية:
حقوق
البداية كانت مع عدد من العمال في أحد المشروعات في منطقة الخريطيات حيث تحدث مشرف العمال ويدعى حسين كومار – هندي - الذي يعمل في الدوحة منذ خمس سنوات مضت ويقول كومار: أنا أشهد أننا هنا نلقى معاملة تفوق الوصف ونحصل على كافة حقوقنا بل نحصل على حقوق لا تتوافر في كثير من البلدان الأخرى، وأنا شخصيا عملت في دولة عربية أخرى قبل مجيئي إلى الدوحة وأؤكد أن هناك حقوقا نحصل عليها هنا بمثابة أحلام للعامل في دول أخرى، فعلى سبيل المثال نحن نحصل على رواتبنا في موعد محدد بالضبط وهو ما يمنحنا حالة من الهدوء والسكينة النفسية لأننا نرسل لأهلنا في بلادنا مصاريفهم بشكل منتظم للغاية وهنا لابد من الإشارة إلى أننا لا نتكلف أي تكاليف مادية ونحن نرسل لعائلاتنا وكل ذلك بفضل برنامج حماية الأجور، الذي يُطبّق على كل الشركات العاملة على الأراضي القطرية لحماية حقوق العمال المادية وكذلك لجان فض المنازعات العمالية، التي فُعّلت في شهر مارس الماضي.
التقط زميله العامل النيبالي انال تارو طرف الحوار قائلا: نحن هنا في دولة قطر ننال حقوقا لا ينالها زملاؤنا في أي مكان آخر وأنا على سبيل المثال لديّ صديق من بلدي نيبال تعرض لمشكلة مع جهة عمله وعندما قدم شكواه لإدارة علاقات العمل تدخلت الإدارة على الفور ورفعت الشكوى للجنة فض المنازعات التي حكمت لصالح العامل وألزمت جهة عمله بتعويض العامل بل وتم منح صديقي حق الانتقال إلى جهة عمل أخرى دون الرجوع لجهة عمله الأصلية التي استقدمته للعمل، ولنا أن نتخيل وضع زميلي لو كان يعمل في بلد آخر غير قطر أظنه كان سيعاني معاناة شديدة في الحصول على حقوقه قبل أن يضطروه لمغادرة البلاد دون رجعة أما هنا في قطر فقد حصل على حقوقه المالية وانتقل بسهولة ويسر للعمل في مكان آخر دون أدنى مشكلة.
دار الإيواء
يضيف أنال: لقد عرفنا أيضا أن دار إيواء العمالة وصندوق رعاية وتأمين العمال يقدمان رعاية فائقة للعمال.. والحقيقة فإننا لابد أن نتوجه بالشكر لدولة قطر وللجهات المعنية بحقوق العمال فنحن مثلا في هذا الموقع رغم ابتعادنا عن الدوحة بمسافة طويلة إلا أن مفتشي العمل يحرصون على الوصول إلى هنا بين الوقت والآخر للتفتيش وسؤالنا عن أحوالنا ولا يغادرون إلا بعد التأكد من توافر كل أوجه السلامة والصحة المهنية وحصولنا على الوقت المناسب للراحة في مكان آمن ومكيف ومزود بكل مستلزمات الرفاهية من طعام وشراب بل ويمنحوننا معلومات وافية عن كيفية الشكوى كذلك يوجهون نصائحهم للمهندسين ولممثلي صاحب الشركة بأهمية توفير الرعاية المناسبة لكل العمال وهي أمور تؤكد حجم الحقوق التي نحصل عليها هنا في دولة قطر لهذا فنحن نحب هذا البلد ولك أن تتخيل فرحتنا بكل ما يفرح أهل قطر تفوق الوصف فعلى سبيل المثال كانت فرحتنا بحصول منتخب قطر على كأس آسيا تساوي فرحتنا وكأن منتخب بلادنا هو الذي فاز ونحن بالفعل نعتبر قطر بلدنا الثاني في ظل الدفء الذي نشعر به هنا.
معايير إنسانية
في أحد مواقع العمل في منطقة الهلال التقينا مجموعة من العمال تستعد للمغادرة بعد انتهاء دوامهم حيث كانوا في طريقهم لركوب الأتوبيس المخصص لنقلهم لسكنهم العمالي.. فيقول العامل محمود الحسيني من باكستان: جئت إلى هنا قبل سنة واحدة وكنت أخشى الغربة جدا ولكنني وجدت هنا معاملة إنسانية قبل أن تكون قانونية، حيث إن القائمين على أمر الشركة التي نعمل فيها يطبقون المعايير الإنسانية وهناك تعليمات واضحة من صاحب الشركة رجل الأعمال القطري بضرورة توفير كل أسباب الراحة لنا وهو أمر يؤكد مدى الإنسانية التي تحرص عليها قطر في تعاملها مع العمال ودوما نسمع مقولة أننا شركاء في التنمية ولسنا مجرد عمال نقوم بعمل مقابل أجر وهكذا لم نشعر يوما أننا مغتربون هنا بل نشعر دوما أننا في بلادنا وعلى ذكر صندوق رعاية وتأمين العمال فإن وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية قامت بالتنسيق مع شركتنا من أجل توفير ملاعب مناسبة لاحتفالات اليوم الرياضي للدولة تأكيدا على أن قطر تضع دوما العامل الوافد نصب أعينها.
قيم وتقاليد
من جانبه قال عبدالله بلال العبدالرحمن خبير التنمية البشرية المعروف إن تشكيل وبدء عمل صندوق رعاية وتأمين العمال هو إشارة جديدة من دولة قطر أنها أصبحت نموذجا في رعاية وتأمين العامل الوافد وتأكيد على إيمان قطر المطلق بالدور الذي يلعبه العامل صغيرا كان أو كبيرا في التنمية وتأكيدا على أن العامل هو شريك للتنمية، ولذلك فإن قطر تعتني بحقوق العمال الوافدين وبرعايتهم، وتوفير كل السبل من أجل الحصول على حقوقهم، سواء المادية أو توفير سبل العيش الكريم لهم من المسكن اللائق، وحصولهم على إجازاتهم الأسبوعية، وتحديد ساعات العمل، وتوفير العلاج المجاني، وتوفير أماكن الترفيه ليمارسوا هواياتهم المتعددة، مشدداً على أن الدولة مازالت ماضية في التطوير والتحديث حسب الحاجة من أجل راحة العمالة الوافدة فقطر تضع رعاية العمالة الوافدة نصب أعينها، والدليل على ذلك أن شكاوى العمال في قطر تكاد لا تُذكر بالمقارنة مع الكثير من الدول، منوهاً بأن الدولة أصبحت رائدة في الحفاظ على حقوق العمال.
وينهي العبدالرحمن حديثه قائلا: من أهم مميزات دولة قطر في تعاملها مع الملف العمالي أنها لا تتعامل فقط وفق القانون، ولكنها تتعامل وفق قيمها وأخلاقياتها وتقاليدها التي تدعو إلى المساواة بين البشر ورعاية الضيف حتى لو كان عاملاً؛ فتلك الإجراءات تؤكد أننا نتعامل مع العمال على أنهم ضيوفنا وسيظلون هكذا نرعاهم ونحميهم ونوفر لهم كل وجوه الرعاية ونحتفي بهم في كل المناسبات، انطلاقاً من القيم القطرية الراسخة في نفوسنا جميعاً.الإجراءات التي اتخذتها الدولة تضمن لنا حقوقنا كاملة وإنشاء صندوق دعم العمال ودار الإيواء يؤكد ذلككـومـار : مـا نحـصل علـيه هـنــا بمثابة الأحلام فـي دول أخـرىأنـال : رعــايــة فــائقـــة للوافــديــن وحقـوق غــيـر مســـبـوقـــة
copy short url   نسخ
11/02/2019
1466