+ A
A -
حوار- عادل النجار
ما تزال أصداء الإنجاز الآسيوي التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم بالتتويج بكأس آسيا 2019 لأول مرة في تاريخ الكرة القطرية تتردد في جميع الأرجاء، فما حدث لم يأتِ من فراغ لكنه نتيجة تخطيط مدروس واجتهاد ملموس ساهم في حصول الأدعم على أهم الكؤوس في مشواره الخارجي.
الإنجاز الآسيوي جعل الكثيرين يطلقون على الجيل الحالي بأنه الأفضل في تاريخ الكرة القطرية، فمعظم عناصر الأدعم التي رفعت كأس آسيا 2019 في الإمارات هم أنفسهم الذين رفعوا كأس آسيا للشباب 2014 في ميانمار.
الوطن الرياضي تحدث مع حسن مطر باعتباره أحد نجوم الجيل التاريخي القديم للكرة القطرية، وطرح عليه العديد من التساؤلات حول الجيل الحالي وما حققه من إنجاز وكيفية دعمه من اجل تحقيق انجازات أخرى في المستقبل، فكانت إجابته واضحة جعلته يطلق على الجيل الحالي لقب الجيل الذهبي، كما انه تطرق في حديثه للعديد من المحاور الهامة خلال اللقاء.{ بداية.. ما هي الاسباب التي ادت لوصول منتخبنا الوطني للقب كأس آسيا بعد سنوات طويلة من المشاركة وعدم التوفيق، إلا ان الادعم نجح في حصد اللقب للمرة الأولى في تاريخه؟
- الاسباب تكمن في التخطيط السليم، فالإنجاز لم يأت من فراغ لكنه نتيجة لعمل كبير قام به المسؤولون سواء في اتحاد الكرة أو اسباير أو مؤسسة دوري النجوم بالاضافة إلى العطاء الكبير الذي قام به اللاعبون والجهاز الفني، والحقيقة ان هذا الإنجاز له مذاق مختلف تماما.
{ البعض يعتبر هذا الجيل هو الجيل الذهبي للكرة القطرية باعتباره حقق لقب كأس آسيا للشباب في 2014 وكأس آسيا للكبار في 2019، هل تتفق مع هذا الطرح؟
- نعم، هذا الجيل من وجهة نظري هو الجيل الذهبي لما حققه من انجازات، فنحن كأجيال سابقة اجتهدنا وحاولنا ولم نوفق، لكن هذا الجيل نجح فيما أخفقنا فيه، ونحن جميعا هدفنا واحد هو رفعة هذا الوطن وتحقيق الانجازات من اجله، والأجيال المتتالية تعتبر امتدادا لبعضها البعض، فما حققه هذا الجيل يشعرنا جميعا بالفخر، خاصة ان هذه البطولة كانت مختلفة تماما عن أي بطولة اخرى.
{ ماذا تعني بان هذه البطولة تختلف عن البطولات الأخرى؟
- وجود البطولة في الإمارات جعل هناك صعوبات كبيرة يتم وضعها أمام منتخبنا لعرقلة مسيرته، وقد شاهد الجميع حجم الصعوبات التي تم وضعها سواء إبعاد الجمهور أو القاء القبض على أي مشجع يحمل العلم القطري أو غيرها من الأمور التي لا يمكن القبول بها في الرياضة، ولكن رغم ذلك تفوق المنتخب على نفسه وقدم أروع بطولة على الاطلاق ونجح في حصد اللقب التاريخي وتم رفع العلم في أبوظبي وعزف السلام الوطني والعودة بالكأس وهذا عزز من روعة الإنجاز.
{ هل تتوقع ان يتخذ الاتحاد الدولي قرارات ضد ما حدث اثناء البطولة من تصرفات تجاه المنتخب الوطني، ام ان تتويج الادعم باللقب يغلق الملف؟
- الاتحاد الدولي «فيفا» مطالب بأن ينظر فيما حدث، وعليه ألا يغض الطرف عن التجاوزات التي حدثت في أبوظبي، كما ان الاتحاد الآسيوي مطالب بان يرفع تقاريره للاتحاد الدولي وان تتضمن كل ما حدث لاتخاذ قرار يتناسب مع المواثيق الرياضية ونحن سننتظر القرارات التي ستصدر لان ما حدث لم يكن مقبولا ولم يسبق ان شاهدنا مثله.
{ ماذا عن مستقبل منتخبنا الوطني، ماهي توقعاتك لمشاركته في كوبا أميركا المقبلة؟
- لقد اثبت منتخبنا انه الأفضل في القارة الآسيوية بعد الارقام القياسية التي حققها، فهو أفضل منتخب ولم يتقبل أي خسارة وأقوى خط هجوم وأقوى دفاع وحقق المعز أفضل لاعب والهداف وسعد الدوسري أفضل حارس، كما أن الادعم حقق الفوز على 3 منتخبات شاركت في كأس العالم الاخير بروسيا وفازت على 4 منتخبات حققت لقب القارة الآسيوية من قبل، وبالتالي منتخبنا قادر على المنافسة في كوبا أميركا ولن يكون الحلقة الأضعف كما كان يقول البعض، بل الآن الجميع اصبح يتوقع منافسة قوية من منتخبنا ونحن نتوقع ذلك لأنه سيمثل القارة الآسيوية ككل في مواجهة منتخبات عريقة مثل الارجنتين وباقي فرق المجموعة التي تمتلك قدرات كبيرة لكن الادعم قادر على المنافسة والدفاع عن حظوظه والاستفادة بصورة طيبة من تلك البطولة في إطار التحضيرات لكأس العالم 2022.
{ هل تتوقع ان ينعكس تتويج منتخبنا ببطولة آسيا على شكل المنافسة في دورينا؟
- نعم، هذا أمر متوقع، كما ان الجمهور الآن مطالب بالحضور والتواجد في المباريات لان ما حققه المنتخب وما قدمه اللاعبون من مستوى مميز للغاية، وسيكون من الرائع عودة الجمهور للمدرجات لإزالة تلك الصورة التي شاهدناها في القسم الأول، فالمنافسة ستكون أكثر قوة وجمالا وسيزيد الجمال حضور الجمهور للمدرجات.
{ متوسط أعمار منتخبنا صغيرة، وهناك عناصر لم تشارك بصورة أساسية رغم حصد اللقب، هل تطالب الاتحاد والأندية بمنحهم الفرصة للمشاركة بصورة اساسية في الدوري؟
- بالفعل هؤلاء الشباب يستحقون فرصة المشاركة بصورة اساسية مع انديتهم، بل استطيع القول إن شباب المنتخب كشفوا العديد من المحترفين في دورينا، لأنهم أفضل منهم وعلى الأندية منحهم فرصة المشاركة، وأعتقد ان المنتخب الوطني يحتاج توفير صف ثانٍ قوي للمرحلة القادمة ضمن التحضيرات لكوبا أميركا ولكأس العالم 2022، وهذا لن يحدث بدون منح الشباب الفرصة للمشاركة بصورة اساسية في مباريات الدوري، وأتمنى من اتحاد الكرة ان يعيد النظر في بعض الأمور من اجل هؤلاء الشباب.
{ ما هي الأمور التي تتطلب اعادة نظر من قبل الاتحاد حسب رؤيتك؟
- عدد المحترفين في دورينا من اهم الأمور التي تتطلب اعادة نظر من الاتحاد، فوجود هذا العدد من المحترفين يؤثر على حجم مشاركة اللاعبين الشباب بالرغم من بروزهم في كأس آسيا عندما حصلوا على الفرصة والدعم والمساندة، واعتقد ان تقليص عدد المحترفين إلى ثلاثة أو اثنين سيعطي مساحة اكبر للاعبين للمشاركة خاصة اننا مقبلون على كأس العالم 2022 ونحتاج اكبر قدر من العناصر المميزة.
{ ماذا عن الاحتراف الخارجي، لماذا لا يخرج اللاعبون المميزون إلى اوروبا؟
- هذا امر طيب بالتأكيد ولكن يجب ان يتم دراسة عروض الاحتراف جيدا قبل اتخاذ قرار الاحتراف الخارجي، فهناك تجارب لا نريد تكرارها مثلما حدث مع عبدالكريم حسن أو اكرم عفيف الذي لم يكن يحظى بفرصة المشاركة الأساسية رغم قدراته، كما ان اللاعبين المميزين في منتخبنا يلعبون في أندية القمة بدورينا ويعتبرون محترفين هنا، وبالتالي يجب ان ندرس العروض بصورة جيدة قبل اتخاذ أي قرار.
{ مدرب المنتخب الوطني سانشيز نجح بامتياز في حصد لقب آسيا للشباب وللكبار، هل تعتبر استمراره من الأمور الضرورية للمستقبل؟
- لقد اثبت بالفعل انه مدرب طموح، واستفاد من معرفته الكبيرة باللاعبين بفضل السنوات الطويلة التي عمل فيها معهم في مراحل مختلفة حتى وصل إلى هذا الإنجاز التاريخي بالحصول على اللقب الآسيوي، ومن وجهة نظري ان المدرب المغمور أفضل من المشهور وسبق وحققت تلك المقولة النجاح ليس فقط مع منتخبنا أو انديتنا بل ايضا في اوروبا، وبالتالي اتمنى استمراره مع هذا الجيل لأنه يعرف قدراتهم جيدا، وأود أن أقدم الشكر كممثل للجيل القادم لقيادتنا الرشيدة على ما قدموه من دعم للمنتخب الوطني بجهازه الفني واللاعبين وما تم التخطيط له منذ سنوات حتى نجحنا في الوصول إلى هذا الإنجاز التاريخي المشرف.
copy short url   نسخ
08/02/2019
1417